إهداء شعري إلى أخي الكريم مروان الظفيري
*******
لـك الـحمد والنعماء والملك ربنا//
فـلا شيء أعلى منك مجدا وأمجدُ
مـليك عـلى عرش السماء مهيمن//
لـعزته تـعنو الـوجوه وتـسجدُ
عـليه حجاب النور والنور حوله//
وأنـهـار نـور حـوله تـتوقدُ
فـلا بـصر يـسمو إلـيه بطرفه//
ودون حـجاب الـنور خلق مؤيدُ
مـلائكة أقـدامهم تـحت عرشه//
يـكفيه لـولا الله كـلّوا وأبـلدوا
قـيام عـلى الأقـدام عانين تحته//
فـرائصهم من شدة الخوف ترعد
وسـبط صفوف ينظرون قضاءه//
يـصيخون بـالإسماع للوحي رُكّدُ
أمـين لـوحي القدس جبريل فيهم//
ومـيكال ذو الروح القوي المسَدّدُ
وحـراس أبواب السماوات دونهم//
قـيام عـليهم بـالمقاليد رُصّـدُ
فـنعم الـعباد الـمصطفون لأمره//
ومـن دونـهم جـند كثيف مجند
مـلائـكة لا يـفـترون عـبادة//
كـروبية مـنهم ركـوع وسُـجّدُ
فـساجدهم لا يـرفع الدهر رأسه//
يـعـظم ربــا فـوقه ويـمجد
وراكـعهم يـعنو له الدهر خاشعا//
يــردد آلاء الإلــه ويـحـمد
ومـنهم مُـلِفٌّ في الجناحين رأسَه//
يـكـاد لـذكرى ربـه يـتفصد
مـن الـخوف لا ذو سأْمة بعبادة//
ولا هـو مـن طـول التعبد يجهد
ودون كثيف الماء في غامض الهوا//
مـلائـكة تـنحط فـيه وتـصعد
وبـين طباق الأرض تحت بطونها//
مـلائـكة بـالأمر فـيها تـردد
فـسبحان من لا يعرف الخلق قدره//
ومـن هو فوق العرش فرد موحد
ومـن لـم تـنازعه الخلائق ملكه//
وإن لـم تـفرِّده الـعباد فـمفرد
مـليك السماوات الشداد وأرضها//
ولـيس بـشيء عـن قضاه تأود
هـو الله باري الخلق والخلق كلهم//
إمـاءٌ لـه طـوعا جميعا وأَعبُدُ
وأنـى يكون الخلق كالخالق الذي//
يــدوم ويـبقى والـخليقة تـنفد
ولـيس لـمخلوق من الدهر جدة//
ومـن ذا عـلى مر الحوادث يخلد
وتفنى ولا يبقى سوى الواحد الذي//
يـميت ويـحيي دائـبا ليس يهمد
(أمية بن أبي الصلت)
*******
د. أبو شامة المغربي