قصة الأعشى مع المحلق الكلابي ، وتزويج بناته :




كان الأعشى يوافي سوق عكاظ في كل سنة، وكان المحلق الكلابي مئناثاً مملقاً. فقالت له امرأته :
يا أبا كلاب ، ما يمنعك من التعرض لهذا الشاعر !!!!
فما رأيت أحداً اقتطعه إلى نفسه ، إلا وأكسبه خيراً .
قال : ويحك !!!!
ما عندي إلا ناقتي ، وعليها الحمل !!!؟؟
قالت : الله يخلفها عليك.
قال: فهل له بد من الشراب والمسوح !!؟؟
قالت: إن عندي ذخيرةً لي ، ولعلي أن أجمعها.
قال: فتلقاه قبل أن يسبق إليه أحدٌ ، وابنه يقوده ، فأخذ الخطام ؛
فقال الأعشى :
من هذا الذي غلبنا على خطامنا !!؟؟
قال : المحلق .
قال : شريفٌ كريم ، ثم سلمه إليه ، فأناخه ؛
فنحر له ناقته ، وكشط له عن سنامها ، وكبدها ، ثم سقاه ، وأحاطت بناته به يغمزنه ، ويمسحنه.
فقال: ما هذه الجواري حولي !!؟؟
قال : بنات أخيك ، وهن ثمان ٍ ، شريدتهن قليلة.
قال : وخرج من عنده ، ولم يقل فيه شيئاً.
فلما وافى سوق عكاظ ، إذا هو بسرحةٍ ، قد اجتمع الناس عليها ، وإذا الأعشى ينشدهم :

لعمري لقد لاحت عيونٌ كثيرة ٌ // إلى ضوء نار باليفاع تحرق
تشب لمقرورين يصطليانها // وبات على النار الندى والمحلق
رضيعي لبان ثدي أمٍ تحالفا // بأسحم داجٍ عوض لا نتفرق

فسلم عليه المحلق ؛ فقال له : مرحباً يا سيدي بسيد قومه.
ونادى : يا معاشر العرب :
هل فيكم مذكارٌ ، يزوج ابنه إلى الشريف الكريم !!؟؟
قال : فما قام من مقعده ، وفيهن مخطوبةٌ ، إلا وقد زوجها .

والمحلـّق ، الذي مدحه الأعشى هو :
عبد العزى بن حنتم بن شداد بن ربيعة بن عبد الله بن عبيد .
وهو أبو بكر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.
وإنما سمي محلقاً ؛ لأن حصاناً له عضه في وجنته ، فحلق فيه حلقة.