ابنة الشهباء لها كلمة !!!...

حلب الشهباء من يراها اليوم يحسبها عروساً تستعد ليوم زفافها , تشدو مع شدْو ألحان الطيور العذبة , وتتمايل طرباً مع نسمات الفجر العليل وقد كُسِيَت حلةً جميلةً برّاقة , ازدانت الطرقات , ورفعت الرايات , وزينت الشوارع والساحات,استعداداً لهذا التكريم العظيم الذي منّ الله به عليها من بين العواصم, والمدن لتكون عاصمة الثقافة الإسلامية ...
بنت الشهباء ستحادثك قبل ليلة زفافك , وتستخرج من القلب حديث الحبّ وهي تأمل أن تحيا معك استفاضة جمالك , وقد أمْسَيْت عروساً تترنّم حبّاً وطرباً لإحدى وخمسين دولة , وكأنّها زهرةٌ ناضرةٌ يفوح منها عبق نسائم الودّ والوفاء , وحُسْن الضيافة والجود والكرم ..
تُرى هل سيبدع القلب في نقل الخواطر , ووصف المشاعر والأحاسيس !!؟؟..
أجل والله سيبدع لأنه يجد في الحبّ يوماً ممدوداً , وروحانيةً صافيةً , وجمالاً معشوقاً ينير درب التائهين الحيارى !!..
سرٌّ خفي لا يعلمه إلاّ من أسكنه جنبات فؤاده , ولا ينصفه إلاّ من وهبه لذات ذات نفسه , ولا يدرك كنهه إلاّ من عاش متيّما مع خفقات صدره ..!!
ففي عينيك يا حبيبتي وجدت سحراً ظاهراً , ومن روحك نطقْتُ بألفاظ بديع البيان والكلم , لتذوب حلاوتها بين الشفاه وهي تود أن تلّم شعثها مع بعضها البعض , وتنادي بالأفق كيف لي بعد هذا كلّه أن لا أحبّك !!؟؟؟

كيف لا وابنة الشهباء قد فتنت بمحاسن آية جمالك, وينبوع فيض كرمك , وجمال وراف ظلك , فقذفت في القلب وَجْد الحنين , وصنعت من لسان القلم قوّة الكلم , وأبدعت من سحرك حركة القوّة في العبارة مع الجذب !!؟؟
كيف لا !!؟؟..
فأنت كوكبُ عطرٍ استضاء بنور وجهك البسّام سحر البيان والأدب والشعر , ومن يقترب منك يلمس بروحه نشوة الفرح والهدوء , والتسامح والعطاء !!..

ولن ننسى ما قال في وصفك المتنبي

كلّما رحبت بنـا الروضُ قُلْنَا **** حَلَبُ قَصْدنَا و أنتِ السبيلُ
فيك مَرْعى جِيَادنا و المَطايا **** وإليـها وَجيفنا و الذميلُ

الوجيف و الذميل : عدو الخيل و سير الإبل

أبوابك يا شهباء فُتِحَت للعاشقين المُحبّين , وروح الدلال تزدهي في رياض جنبات أرضك , وقد ألبسك تاريخك العريق مع الزمن أزهى ملابس الصدق والعطاء , وأجمل حُليّ النقاء والصفاء فكنت بحقّ ملكة الشرق , ومقر الغرام والأشواق !!...

أبو الحسن الغرناطي ( القرن 14 )

حَــــلبُ أنّها مقرُّ غَرامي **** و مَرامِي و قُبْلَة الأشواقِ
و علوّ الشهباء حيثُ استدارَت**** أَنْجًم الأفُقِ حَوْلها كالنطاقِ


ثغرك البسّام الوهّاج , ونظرتك الجميلة الضاحكة , تذوب وكأنّها
غمامة سحابٍ ستغدق بمياهها السلسبيل العذب لتروي عطشى كلّ
من يطأ دياركِ !!!...
وجه حسنك يا حبيبة مضيء في حسن طلعته , ورياض أرضك بهية سحر جمالك ,ولؤلؤة مكنونة أنت ستصون وتحفظ كل من يجول في رياض حسنكِ!!!...
أكثر من أَلفي عام كنت أهمّ محطة تجارية على طريق الحرير الدولي في العالم , ولازالت زنوبيا ملكة تدمر تسكن في ديار طلعة صمود
قلعتكِ !!!...

لك حكاية مع تاريخ الزمان والعرب والإسلام , ولا تناقض فيهما
ولا أضدّاد فالكلّ سواسية في ربوعك لمن أراد أن يتفيأ بين جنبات وارف جمالكِ !!!...

شهباء أنت بلد الحضارات الخالدة , مثلا للتسامح والعفو والإحسان والحب, ويكفيك فخرا أنّ الشعيبية أولّ مسجد في بلاد الشام شيّد على أرضك !!!..
أعلام الفكر الفارابي والخوارزمي والأصفهاني , وأسواقك وأبوابك , وخاناتك ومساجدك ,وحماماتك وبيوتك الأثرية , هي رمز شمس حضارتك !!!..
بلاط سيف الدولة الحمداني عنوانه جمع الأدباء والنوابغ والعلماء والشعراء , فكيف لا يكون عماد الجود والفضل والكرم والعلم
والفضيلة من شيمتك !!؟؟..
كيف لا تكوني عاصمة الثقافة الإسلامية , وأرضك زاهية بأغاني
العزّ والمجد العريق, وأهازيج العروبة والإسلام هي عنوان فخرك
وعظمة شأنك !!؟؟.
أنت الآن يا شهباء الشام مقصد العرب والمسلمين , وصباح الفلّ والورد والياسمين شعار الترحيب بضيوفك الكرام , والعطاء عنوانك فمن يطأ أرضك ولا يحبّك !!؟؟..

بقلم : ابنة الشهباء

حررت في 17/3/2006م