إلى سمير القنطار..



على صوت عراقي حزين

أقول وقد ناحت بقربي حمامة

أيا جارة لو تشعرين بحالي

غنى الناظم الغزالي

قصيد أمير عربي سجين

في ديرة الأغراب

يكفف دمع الآخرين

ولا يبالي

أيظحك مأسور وتبكي طليقة

ويسكت محزون ويندب سالي

وكيف وأنت النزيل

في غالي ديرة الأعراب

في فلسطين

تواليك الأيام وتوالي

لقد كنت أولى منك بالدمع مقلة

ولكن دمعي في الحوادث غالي



ويتمزق القلب

ما بين القدس وبغداد

ويضيع

في حر الصيف معالم الربيع

ويضيع

في حد السيف عذوبة الينابيع

ويضيع

ورد الدفء على وجنتي الرضيع

ويضيع

ما بين شرايينه وأوردته النجيع

وليست تضيع البلاد

وأنت لست تضيع

قالوا

أين القنطار

قلت

ذهب إلى فلسطين

يحجّ

ثم عاد



ويتمزق القلب

ما بين القدس وبغداد

سارت

إلى أقدارها الرجال

وغادرت

أشجارها الظلال

وناءت

بأحمالها الجمال

وتركت

مراسيها الجبال

ثم غمر ضوء النهار

السواد

وغطى وجه القمر

الرماد

وأنت وحدك

لا تزال



ويتمزق القلب

ما بين القدس وبغداد

هذه

ليست مرثية

وهذا

لا يشبه أبدا الحداد

وليس في العيون

دموع

وعلى طريق الرحيل

الرجوع

وأطفال تولد من رحم

الجوع

هي فقط غصة مقهور

وموجوع

تيمم بالرصاص

طاهرا

ثم صلى لرب العباد



ويتمزق القلب

ما بين القدس وبغداد

ومريم

على جذع النخيل

لم تكن يوما بغيّة

وعلى جذع النخيل

عراقية

ورحمتك

رطبا شهيا

ورحمتك

بندقية

مكتوب

أن تلد النساء

الرجال

ومكتوب

أن الطريق

الدماء

وصوت نبي عربي

من عين الصحراء

تعال إليّ



سمير

وضاعت

ملامح السجّان

في ملامح الأسير

وصارت القضبان

مزامير

قالوا

انك تعزف ألحان

في كف أسراك

مسامير

سمير يا سمير