إليه هناك حيث كان وسيكون ..
كنت ومازلت أراه هائم هناك ..
لم أفكر يوما أن أتفحصه أو أتأمله أو....... أو ....... فقد اعتدت رؤيته كلما خرجت مع ندرة خروجي لذلك الشارع المكتظ أمام منزلنا ..
وجهه .. شارد بائس .. متهلل مسرور .. بلا ملامح!!!!
مشاعري دائما متضاربة إن رأيته أو حتى مررت بجواره ..
أحيانا لا أبالي به .. وأحيانا أحس بغصة في حلقي وأحيانا بألم يعتصر فؤادي .. لا أدري لم هو بالذات ؟!!
ذات "ظهرية" .. وعندما كنت عائدة من ابن أخي صاحب التسعة عشر ربيعا في الحياة .. وبينما نحن نتبادل أطراف الحديث وأضحك بملء فمي .. مررنا بالتقاطع المجاور لمنزلنا مر من أمامنا ..
علق ابن أخي بتعليق ساذج جعلني ألملم فمي وشفتاي !!! ـ وأنا أردد في نفسي هذا أنت يا عبدالله لا تترك أحدا يمر بالشارع إلا وتجعل منه أضحوكة لكل من في السيارة برغم سذاجة تعليقاتك !!!! ـ
ثم أردف كنا نأتي هنا ونطلب منه أن يرقص فيهز هزا ونضحك نحن !!!
صرخت به : حرام عليكم !!!
رد : لم ندر أنه هكذا .. ـ تبرير أكثر سذاجة من تعليقك ـ
توقفت السيارة أمام باب المنزل ونزلت ..
اليوم وفي وقت الظهيرة وعندما كنت عائدة من الكلية ..
كنت مشحونة ألما وهما وحزنا .. بمعنى آخر متألمة حتى النخاع ..
فمذ ركبت السيارة لم أفتح فمي إلا بـ "يرحمكم الله "!!
وفي التقاطع المعهود رأيته يخرج من البقالة يحمل في يده كيسا أزرق وجهه معروق وأحمر من حرارة الشمس .. للطفولة معان في وجهه .. وللبراءة صور تجسدت على محياه الذي لم أمعن النظر فيه يوما !!!
إنه فلان الذي لا أعرف حتى اسمه ..
فصورته يعبر الشارع .. وصورته يتحدث إلى البائع وصورته يجلس على عتبة البقالة .. كلها لا تفارق مخيلتي إلا أنها وجه بلا ملامح !!!!