تعد قرية حموكر الموطن الأقدم لنشوء الحضارة المدنية إذ رجحت الحفريات والتحريات الأثرية في الموقع تزامن هذا الموقع مع أوروك من الناحية الحضارية.

وأضافت الصحيفة.. انطلقت التنقيبات في الموقع على أيدي البعثة المشتركة السورية / الأمريكية منذ عام 1999م وأفضت إلى البرهان الاستمرار الطبقي السكني في موقع حموكر الذي استمر من العصر الكالكوليتي النحاسي وحتى العصر الإسلامي وفي إحدى السويات الكثيرة التي يحضنها الموقع تم الكشف عن أقدم نظام للتكيف الهوائي في التاريخ وهذا النظام يتمثل في وجود جدران ثنائية متوازية تفصل بينها مسافة من الفراغ حوالي 15سم تسمح بتسرب الهواء الصافي المقاوم لحرارة الصيف الشديد.
وقالت الصحيفة.. أماطت التنقيبات في حموكر اللثام عن أنظمة وقنوات للري لا مثيل لها وفيما يبدو فقد ساعد في اختراعها المبكر العامل الجغرافي الفريد للمنطقة كما تم الكشف أيضا عن أبنية ضخمة من اللبن مملؤة بالفخار كما عثر في الموقع أيضا على أفران استخدمت للطبخ ولاسيما اللحوم كما وجد في سوية أوروك قبر طفل وإلى جانبه تماثيل عرفت بتماثيل العيون إضافة إلى وجود أختام ورقم وخرز.
وأوضحت الصحيفة أن التنقيبات بينت أنه في سوية الفترة الأكادية توسعت مساحة التوطين في الموقع من 37 هكتارا إلى 103 هكتارات وضمت غالبية المساحة الجديدة أبنية متعددة ضخمة من اللبن كما توزعت الأختام التي عثر عليها في الموقع على نوعين كبيرة تعود لأشخاص مرموقين مهمين كالملك والوزير ورئيس الحجاب وصغيرة تعود لأشخاص عاديين تجار وحرفيين يضعون أختامهم على سلعهم وكانت التمائم والتعاويذ المكتشفة مادة مهمة للدراسة وتشبه مثيلاتها المكتشفة في تل براك لكن نجد تمائم وتعاويذ حموكر تمثل شبه أختام لوجود الختم عليها.
وقالت الصحيفة في ختام تقريرها إن الأبحاث الآثارية أشارت إلى أن الفترات اللاحقة الاشورية والكلاسيكية والإسلامية شهدت هجرانا متتاليا للموقع وأصبح بعدها على شكل قرى بسيطة صغيرة.

عكس السير