مما جاء من الشعر في الشباب والشيب



كَبِرْنَا أيُّهَا الأتَرابُ حَتَّى//
كأنّا لم نكُنْ حِيناً شَبَابَا
وكُنَّا كالغُصُونِ إِذَا تَثَنَّتْ//
مِنَ الرّيحانِ مُونِعَة ًرِطَابَا
إلى كَمْ طُولُ صَبْوَتِنا بدارٍ//
رَأَيْتَ لَهَا اغْتِصَاباً واسْتِلاَبَا
ألا ما للكُهُولِ وللتّصابي//
إذَا مَا اغْتَرَّ مُكْتَهِلٌ تَصَابَى
فزِعْتُ إلى خِضَابِ الشَّيْبِ منِّي//
وإنّ نُصُولَهُ فَضَحَ الخِضَابَا
مَضَى عنِّي الشَّبَابُ بِغَيرِ رَدٍّ//
فعنْدَ اللهِ احْتَسِبُ الشَّبَابَا
وما مِنْ غايَة ٍ إلاّ المَنَايَا//
لِمَنْ خَلِقَتْ شَبيبَتُهُ وشَابَا

أبو العتاهية



د. أبو شامة المغربي