انتهى الربيع شتاء
شعر عزالدين مبارك

خلناه ربيعا مزهرا
يعمر الربوع الخالية
بعد القحط والزمهرير
وسنوات القهر والصقيع
فجاء الجراد غازيا
يأكل الحجر والتراب
ويلطخ بهاءالياسمين
وعادت الضفادع للنقيق
لغدران الدماء
والجروح
فلملمت بقايا الصمود
وفتتت الجموع
وتعود سواقي الغضب
للتدفق والخرير
فانتهى الربيع شتاء
في غفلة من التاريخ
وأصبحت طريق الهلاك
سالكة
والعودة من جديد
لمحنة التيه و الضياع
فلا تغرنكم سحابات الصيف
وتغريدة الطير المذبوح
وخربشات رذاذ الخريف
ووردة ذابلة حذو المزابل
فلم تورق زهرة واحدة
ولم تنبت بعد
عشبة طرية خضراء
وكان مكانها شظية
وشطحات بني آوى
وذئاب أنيابها من حديد
متوثبة للنهش والعض
ووليمة الدماء
في أعالي الجبال
والسهول المنسية
وعادت حليمة البهية
تجتر ذكريات الماضي
وحقول الشعير والبيدر
وليالي الشتاء اللذيذة
والخوالي البريئة
وقلبها موجوع بالمآسي
وعلى جبينها وشم التحدي
وقلبها عامر بالدفئ والحب
لا تعرف للإستسلام طريقا
عنود بنت عنود
وهناك تمتلئ الموائد بخورا
وصفقات خزي وعار
فلا يستحي الخونة
من أفعالهم الدنيئة
ولا تتوب العاهرة
وإن طال المسير
وهناك
على الكراسي رؤوس فارغة
يملأها الحقد الأسود
لا تشبع
ولا ترتوي
ولا ترى مسافة متر من مربضها
وهنا يعيش الربيع حافيا
رغم بؤس السنين
وأوجاع الزمن الرديء