هل مهمة المبدع العربي أن يبدع نصاً يفوق النص الغربي ؟؟!

هل هذا هو الابداع
أم هي متلازمة نقص أدونيس

ـ يقول أدونيس:

هذا ما يحدث فى الواقع الثّقافيّ العربيّ المتهالك التّابع، ولكن دعنى اشير الى جهود اخرى قام بها متعلمون عرب انتبهو إلى أشكال التعبير الحديثة فى الغرب، وبخاصّةٍ فى ميدان الشعر والأدب والفنون بعامّةٍ. وتبنّوا هذه الأشكال، وأنجزوا- بدءاً من النصف الثانى من القرن العشرين المنصرم- أعمالاً بالغة الأهميّة تضاهى إبداعات الغرب، وأحياناً تتفوّق عليها. وإذا كانت هذه الأعمال أثبتت مواهب الفرد العربيّ وقدراته الخلاّقة، فإنها على العكس، أثبتت تخلّف المؤسّسة الثقافيّة العربيّة، والعقليّة التى تسيّرها أو تستند إليها، وأثبتت قصورها ـ سياسيّاً واجتماعيّاً واقتصاديّاً. فالفرد العربيّ أكثر تقدّماً ووعياً وإبداعاً من «البنية» التى ينتمى إليها. وهذه مفارقة كبيرة سوف تظلّ قائمة إذا لم نقم بالثورة الكبري: الفصل الكامل بين ما هو دينيّ من جهة، وما هو سياسيّ ثقافيّ اجتماعيّ من جهة ثانية. كلّ ما هو حداثة فى المجتمع العربيّ نوعٌ من «العدوى»، ثقافيّاً، وهو، اقتصاديّاً واجتماعيّاً، استهلاكٌ محض.