ابن تيمية الصوفي ذوقاً و مشرباً و موقفه من المولد النبوي



إبن تيمية و موقفه من أحبابه الصوفية يتجلّى واضحاً في كل أحكامه

فهل حرّم إبن تيمية المولد النبوي الشريف ؟!

مقال يُبيّن غوامض محبة ابن تيمية للصوفية
و تعلقه بجناب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه



إبن تيمية يكرهُ أن يُخصص يوم الولادة فقط بالإحتفال
و لا يُحرّم الإحتفال بالمصطفى صلوات ربي وسلامه عليه



أولاً : مناقشة تخصيص يوم المولد و الحكم فيه فقط كراهة تنزيه
فالمسألة ليست من مسائل العقيدة كما يقول المتطرفون.









ثانياً : الإشكال في المولد تحديد موعد زماني فقط و ليس التعظيم والمحبة
لأجل هذا أدرجها ضمن القسم الثاني في الأعياد الزمانية










ثالثاً : إقامة الإحتفالات لتعظيمه و محبته مُثاب فاعلها
البدعة المكروهة كراهة التنزيه هي تحديد يوم مُعين للإحتفال







الله قد يثيبهم على المحبة والإجتهاد لا على تخصيص يوم




رابعاً : لم يترك ابن تيمية المسئلة دون أن يضع حلولاً لمن يريد تعظيم النبي ومحبته

فالحل لديه أن لا تُخصص يوم الثاني عشر بالإحتفال فقط
و لكن إحتفل قبله أو بعده أو في غير اليوم إن لم تستطع أن تضم إليه غيره








و جاء من بعد إبن تيمية تلميذه النجيب إبن قيم الجوزية
ليحل هذا الإشكال من أوسع أبوبه

فيُجيب على من يحتج بالقول بأن بعض الأعمال لم تثبت عن السلف
"والقائل أن أحدا من السلف لم يفعل ذلك قائل مالا علم له به فإن هذه شهادة على نفي ما لم يعمله فما يدريه أن السلف كانوا يفعلون ذلك ولا يشهدون من حضرهم عليه " الروح ج1/ص143




و يأتي قائل ليذكر لنا كلام الإمام الفاكهاني في المولد
فنقول له أن الإمام الفاكهاني قال بالكراهة فقط ولم يقل بالتحريم
"وأما الوصية بعمل المولد الشريف فذكر الفاكهاني أنه مكروه " بلغة السالك ج4/ص316




و لنا أن نعود لنعلم رأي أمير المؤمنين في الحديث
الإمام المحدث احمد بن حجر العسقلاني
"سئل شيخ الإسلام حافظ العصر أبو الفضل أحمد بن حجر عن عمل المولد فأجاب بما نصه أصل عمل المولد بدعة لم ينقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة ولكنها مع ذلك قد اشتملت على محاسن وضدها فمن تحرى في عملها المحاسن وتجنب ضدها كان بدعة حسنة ومن لا فلا قال وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت وهو ما ثبت في الصحيحين من أن النبي e قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم فقالوا هذا يوم أغرق الله فيه فرعون ونجى موسى فنحن نصومه شكرا لله تعالى فيستفاد منه فعل الشكر لله على ما من به في يوم معين من إسداء نعمة أو دفع نقمة ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة" حواشي الشرواني ج7/ص423



خلاصة المقال : المسألة إجتهادية ..
لايُنكر على فاعلها إتباع قول عالم من العلماء
و ممّن قال بجوازها : ابن حجر و السيوطي و السخاوي و ابن السني وابن كثير وغيرهم كثير



أرجو ممن يكذّب هذه الوثائق أن يُثبت أنها مكذوبة
و ممن يحاول تحوير الكلام أن يترك للقاريء الحكم بنفسه


منقول من الحوار العربي