النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: وفاة الكاتب السوري العجيلي

  1. #1 وفاة الكاتب السوري العجيلي 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    وفاة الكاتب السوري العجيلي وواشنطن تؤبّن الماغوطسوريا فقدت العجيلي والماغوط

    في يوم واحد (الفرنسية)


    توفي في دمشق صباح اليوم الكاتب والروائي السوري عبد

    السلام العجيلي عن

    عمر يناهز 88 عاما بعد صراع طويل مع المرض, حيث

    دفن في مسقط رأسه

    بمدينة الرقة على بعد 550 كلم شرق سوريا.

    العجيلي الذي ولد في مدينة الرقة عمل في السياسة


    والصحافة وكان وزيرا ونائبا

    في البرلمان, ويعتبر من أحد أهم رواد القصة القصيرة

    والرواية في سوريا.


    وللعجيلي 40 كتابا في الرواية والقصة والشعر وأدب الرحلات, فضلا عن

    ديوان شعر واحد بعنوان "الليل والنجوم" و13 قصة وسبع روايات.


    من ناحية أخرى، نقل صباح اليوم جثمان الشاعر والكاتب المسرحي السوري الكبير محمد

    الماغوط من دمشق إلى مسقط رأسه

    في مدينة السلمية قرب حماة ليتم تشييع جثمانه إلى قبره.


    وحضر موكب نقل الجثمان عدد من الوجوه الثقافية والإعلامية والرسمية السورية. والماغوط

    من مواليد السلمية عام 1934،

    ويعد واحدا من مؤسسي المسرح العربي المعاصر وأبرز وجوه الثقافة السورية طوال عقود.



    من جهة أخرى أعربت الولايات المتحدة عن "حزنها" لوفاة الماغوط الذي وصفته بأنه "كان

    حقا فريدا يرفض المساومة وصوتا


    مستقلا من أجل الحرية والعدالة في العالم العربي".


    وقال بيان للخارجية الأميركية إن "نتاجه وحياته يشهدان على قدرة الفرد والروح
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 رد : وفاة الكاتب السوري العجيلي 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية محمود الحسن
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    الدولة
    الجحيم
    العمر
    41
    المشاركات
    503
    معدل تقييم المستوى
    19
    رحمه الله وأسكنه فسيح جناته

    كان علما من أعلام القصة والرواية

    محجوب بأمر من السيد الوزير
    رد مع اقتباس  
     

  3. #3 رد : وفاة الكاتب السوري العجيلي 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية محمود الحسن
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    الدولة
    الجحيم
    العمر
    41
    المشاركات
    503
    معدل تقييم المستوى
    19
    بطاقة تعريف الكاتب الكبير: د. عبد السلام العجيلي


    ولد في الرقة 1918

    عمل أيضاً في الطب والسياسة.

    درس في الرقة وحلب وجامعة دمشق، وتخرج منها طبيباً عام 1945.

    انتخب نائباً عن الرقة عام 1947.

    تولى عدداً من المناصب الوزارية في وزارات الثقافة والخارجية والإعلام عام 1962.

    أصدر أول مجموعاته القصصية عام 1948 بعنوان بنت الساحرة.

    كتب العجيلي القصة والرواية والشعر والمقالة.

    بلغ عدد أعماله حتى 1995 ثلاثة وثلاثين كتاباً،

    من أهمها

    الليالي والنجوم (شعر 1951)،

    باسمة بين الدموع (رواية 1958)،

    الحب والنفس (قصص 1959)،

    فارس مدينة القنطرة (قصص 1971)،

    أزاهير تشرين المدماة (قصص 1974)،

    في كل واد عصا (مقالات 1984).

    ومن أعماله الحديثة

    أحاديث الطبيب (قصص 1997)،

    و مجهولة على الطريق (قصص 1997).

    يعد أحد أهم أعلام القصة والرواية المعاصرين في سوريا والعالم العربي.

    تبدو المدرسة الواقعية في الكثير من أعماله.

    توفي في 05/04/2006
    محجوب بأمر من السيد الوزير
    رد مع اقتباس  
     

  4. #4 د. العجيلي أبن مدينة الرقة 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية محمود الحسن
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    الدولة
    الجحيم
    العمر
    41
    المشاركات
    503
    معدل تقييم المستوى
    19


    بقلم: عبد الرحمن مجيد الربيعي*



    هناك مبدعون ترتبط اسماؤهم بمدنهم وهي في الان نفسه مسقط رؤوسهم، فنجيب محفوظ اقترن اسمه بالقاهرة ومحمد زفزاف بالدار البيضاء وخيري الذهبي بدمشق القديمة وغائب طعمة فرمان ببغداد وصلاح بوجاه بالقيروان وهكذا.

    ود. عبد السلام العجيلي هو ابن مدينة الرقة السورية التي تقع في الشمال الشرقي من هذا البلد العربي وعلي شاطيء الفرات قبل دخوله الاراضي العراقية. وهذه الارض الفراتية تشبه بعضها، لا بل انها امتداد متواصل لا يجعلك تحس انك قد عبرت بلدا ودخلت آخر. فالطريق هو الطريق والناس هم الناس واللهجة هي اللهجة حتي انني فوجئت بالمذيعة التلفزيونية رشا العجيلي وهي تتكلم باللهجة العراقية فسألتها ان كانت من العراق وتعمل في التلفزيون السوري فابتسمت وقالت: هذه لهجة المدينة، وهي ابنة اخ المحتفي به د. عبد السلام العجيلي.

    ذات يوم كانت هذه المناطق وصولا الي حدود بغداد وخاصة في العصر العباسي من اجمل المتنزهات ومضارب الفرح والسمر والاستجمام حتي ان ابا نواس قال:

    واسقني من خمرِ هيتِ وعاناتِ

    ومن المؤسف انني لا اتذكر الا عجز هذا البيت الذي يؤكد جمال المدن الفراتية. وهيت مشهورة بنواعيرها وهي علي هيئة مراوح عالية تدور فتنقل الماء من الفرات المتخم بمائه الي الاراضي الزراعية.

    كنا مجموعة من الادباء العرب جئنا من عدد من البلدان العربية ملبين دعوة اخينا حمود الموسي مدير دار الثقافة بالرقة التي تحمل اسم د. عبد السلام العجيلي وفي قاعتها الكبري تمثال نصفي كبير له.

    والاخ حمود الموس هو الذي انتبه الي اهمية ان تعقد ندوة سنوية عن الرواية السورية وتحمل اسم احد روادها وبغية انجاز مشروعه الذي دعمته وزارة الثقافة ومجموعة من المؤسسات الرسمية والاهلية وكذا رجال الاعمال في المدينة فقد استعان بخبرة بعض الادباء العارفين بالرواية العربية وبينهم الروائي نبيل سليمان الذي عمل مدرسا للغة العربية في احدي مدارس الرقة الثانوية في بدايات حياته العملية لذا لم نستغرب عندما حضر شيخ قبيلة بثيابه العربية، وهو يسأل عن نبيل مؤكدا انه كان تمليذه. واكراما لاستاذه والضيوف فقد اعد لنا وليمة عربية كبيرة في مضافته ونحر لذلك عدة ذبائح ونقل الطعام في صحون كبيرة حيث جلس الضيوف علي الارض المفروشة بالسجاد ليتناولوا طعامهم.

    تخرج العجيلي من كلية الطب في دمشق عام 1945 وعاد الي مدينته ليفتتح فيها عيادته ولم ينقلها الي اي مدينة اخري.

    وكنا نقرأ قصصه التي ينشرها في المجلات الادبية المعروفة مثل (الآداب) اللبنانية ويذيلها باسم مدينته.

    ومن الرقة رشح للنيابة ففاز بها اكثر من مرة كما شغل لاحقا منصبين وزاريين هما الخارجية والثقافة.

    وكانت اول قصة ينشرها يعود تاريخها الي عام 1936 اي قبل سبعين سنة.

    وظل العجيلي ينطلق من الرقة الي العالم وقد عشق السفر مبكرا وجاب الدنيا وانجز عددا هاما من كتب الرحلات التي تشكل مرجعا مهما كما ان هذه الرحلات شكلت موضوعات لاهم قصصه ورواياته.

    كانت الرقة المحطة والمرفأ له، رغم بعدها عن العاصمة التي جلب نداؤها جل مبدعي الاطراف والقوي البعيدة الا العجيلي فكان استثناء.

    ذكر لي احد الاصدقاء (الرقيين) ان العجيلي بقي يمارس دور شيخ القبيلة بالنسبة لقبيلته ويحرص علي ان يقوم بدوره كاملا في هذا المجال. وقد اكتشفت شخصيا من خلال قراءاتي لقصصه ورواياته (وذكرت هذا في لقاء مع تلفزة دمشق) ان الرقة مدينة صغيرة من الممكن جدا ان تُستنفد ابداعيا. انها ليست القاهرة بملايينها الذين يقربون من الثمانية عشر او اكثر ولهذا ظلت نابضة حية في الابداع الروائي المحفوظي مثلا، وكأني بالعجيلي وقد ادرك هذا مبكرا لذا شكل السفر محور اهم قصصه ورواياته. اي انه ابتعد بها عن الرقة وان كانت نظرته تظل نظرة ابن الرقة وبذا اتسعت مدونته الابداعية.

    كما ان مدينة كالرقة ما زالت محكومة بالتقاليد الصارمة فيها الكثير من المحرمات الروائية، وقد اخبرني الروائي والباحث السوري ابراهيم الخليل وهو ابن الرقة ايضا و المقيم فيها والمختص قراءة ونقدا بأعمال العجيلي بأن روايات وقصص العجيلي لا وجود لامرأة واحدة من الرقة فيها!

    وهذه ملاحظة مهمة رغم ان رواياته هذه مليئة بنساء من مدن او بلدان اخري.

    لقد اطلق علي العجيلي لقب ايقونة الرقة وهو هكذا فعلا رغم ان الكبر اقعده في فراشه (ولد سنة 1918) ولذا تعذر عليه حضور حفل الافتتاح التكريمي له واكتفي بارسال كلمة قرئت نيابة عنه. كما قام عدد من الضيوف بزيارته في بيته لتحيته
    محجوب بأمر من السيد الوزير
    رد مع اقتباس  
     

  5. #5 رد : وفاة الكاتب السوري العجيلي 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية محمود الحسن
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    الدولة
    الجحيم
    العمر
    41
    المشاركات
    503
    معدل تقييم المستوى
    19
    يذكر العجيلي في الاحاديث التي تجري معه (ان الادب بالنسبة له هواية) ولكنه مع هذا انجز فيه اكثر من خمسة واربعين كتابا جمع فيها حصيلة ما عاشه وما رآه ولخص في هذه الكتب تجربته في الحياة والسياسة والطب.

    ولنا ان نعرف بأنه وفي بداية حياته السياسية التي سارت بموازاة ممارسته للطب وفوزه بالبرلمان مرشحا عن مدينة الرقة استقال من عضوية البرلمان ليلتحق بجيش الانقاذ طبيبا جراحا وذلك في عام 1948 دفاعا عن الحق العربي في فلسطين.

    اي ان ابهة الموقع النيابي لم تصادره فتخلي طائعا من اجل مداواة الجرحي الذين ادرك ان حاجتهم الي طبيب هي أكبر من حاجتهم الي برلماني.

    هكذا بدا الامر لي وانا اتوقف عند هذه المسألة تحديدا.



    عندما وصلت الرقة كان ذلك بعد رحلة طويلة حيث غادرت الطائرة مطار تونس في التاسعة والنصف مساء، ووصلت مطار دمشق بعد منتصف الليل بساعة ونصف تقريبا حسب توقيت دمشق. وكان علي الانتظار ساعتين حتي يحين موعد الطائرة المتوجهة الي حلب التي وصلتها فجرا. وهناك كان في انتظاري اثنان من اسرة الندوة لتمضي بنا السيارة باتجاه الرقة.

    وعندما وصلت كانت الساعة تربو علي السابعة وبعض الضيوف يتوجهون الي مطعم الفندق لتناول طعام الافطار، وارتأيت ان ادع النوم جانبا واذهب الي غرفتي لاحلق ذقني. ولم يأخذ مني هذا اكثر من نصف ساعة لارافق الضيوف بعد السلامات والعناقات الي مبني المركز الثقافي وهو مبني كبير جدا وفيه عدة قاعات للمحاضرات والندوات وتحلم كل مدينة عربية بنموذج مشابه له.

    كان النصف الاول من النهــار مخصصا لزيارة معالم اثرية وحضـارية في المدينة او علي مشارفها واهمها اثار مدينة كاملة اسمها الرصافة وساعد علي لذة التجوال الجو الدافيء والسماء الصافية والشرح المستفيض من خبير في الاثار.

    بعد ذلك ذهبنا الي سد الفرات هذا الانجاز الكبير الذي تتباهي به سورية الحديثة وقد انجز ليضم مياه الفرات في بحيرة كبيرة حتي لا تتبدد لا سيما وان الجانب التركي قد اقام سدودا عند منبع الفرات الامر الذي قلل من كمية المياه التي تعطي لسورية والعراق باعتبار النهر مشتركا بينهما.

    نسيت وانا اتجول انني لم انم منذ اكثر من ثلاثين ساعة، وكان علي ان اخذ قسطا من هذا النوم اللعين الذي لا بد منه لنتجدد.



    ضمت قائمة المدعوين لحضور مهرجان العجيلي الاول للرواية العربية عددا من الاسماء المعروفة في كتابة الرواية ونقادها سواء منهم من ساهم ببحث او شهادة او من تمت دعوتهم كضيوف شرف.

    وتوزعت الجلسات وعددها سبع جلسات علي ثلاثة ايام وساهم فيها قرابة 35 مدعوا، والنسبة الكبيرة من البحوث كانت عن الدكتور العجيلي الامر الذي يجعل من نشر هذه البحوث في كتاب عملا مطلوبا جدا ورغم العديد من البحوث والرسائل الجامعية التي كتبت عنه فان نشر البحوث الجديدة وجلها لادباء من الاجيال اللاحقة لجيل العجيلي عمل مهم اذ انها تشكل اعادة قراءة لهذه الاعمال وفي هذا تجديد وتجدد لها واتمني علي الاخ حمود الموسي مدير دار الثقافة ومن معه ان يسارعوا في طبع هذا الكتاب.

    من الباحثين والادباء السوريين ساهم علي زيتون بدراسة مجموعة الخيل والنساء وياسين رفاعية كتــب عن الفن الرواية عند العجيلي ود. مصلح النجار عن ثباتيات القيم من النص الروائي عند العجيلي وممدوح عزام العجيلي وانا ووليد اخــلاصي (الجليل الجميل عبد الســــلام العجيلي) وابنة اخيه الاستاذة الجامعية شهلا العجيلي (حينما ينقلب السرد علي السارد) وبسام بليبل (من ايهاب الشعر الي فضاء النثر) ـ نذكر هنا ان للعجيلي ديوان شعر واحد صدر في بدايات حياته الادبية ود. عبد الله ابو هيف (النقد الخاص بالعجيلي) والروائي نبيل سليمان (الذي حظيت اعماله الروائية بعدد من الدراسات جاءت في الترتيب الثاني بعد تلك التي قدمت عن المحتفي به) فقد قدم موضوعا بعنوان (ابن الرقة) وقدم د. عادل الفرلجات (السرد المؤثر والمغير في رواية العجيلي اجملهن نموذجا) ويقدم روائي وباحث رقي معروف هو ابراهيم الخليل موضوعا عنوانه النص التابع والاذاعية نهلة السوسو قدمت هي الاخري شهادة حول تقديم القصة والرواية اذاعيا من خلال تجربتها مع ما مر بها من اعمال اهتمت بها وبينها اعمال للعجيلي.

    اما من الضيوف العرب فقد قدم د. صلاح فضل (مصر) قراءة لرواية العجيلي اجملهن وكاتب هذه السطور بحثا عن توافق تقنيات المقالة والقصة القصيرة عند العجيلي من خلال كتاب في كل واد عصا وقصة مذاق النعل مع التوقف عند اسبقية العجيلي في الكتابة عن السجن السياسي اذ تعود هذه القصة لعام 1964 وقدم د. عبد المجيد زراقط (لبنان) دراسة عن رواية المغمورون البنية والرؤية وهي من بين الاعمال الروائية الاخيرة للعجيلي. اما الباحث فاضل الربيعي العراقي فقد توقف في بحثه عند تجربة الروائي السوري خيري الذهبي. وعنوان بحثه خالقو الاساطير الجديدة وللدكتور محمد عبيد الله (الاردن) دراسة عن فن القصة القصيرة عند العجيلي ومن الجزائر قدم بحث للناقدة فضيلة فاروق (فلسطين في ادب غادة السمان) ولسميحة خريس (الاردن) موضوع بعنوان بمثابة بيان علي بيان وهو مقاربة لاحد مؤلفات الروائي نبيل سليمان النقدية. وتتناول الروائية نعمت خالد تجربة سليمان ايضا من خلال احدي رواياته.

    ونشير هنا الي ان البحوث الاخري التي تناولت اعمال هذا الروائي عديدة ومنها: رجل من جرماتي لزهير جبور ود. رضوان قضماتي الذي قرأ احدث اعماله الروائية درج الليل درج النهار .

    وقدم د. جهاد نعيسة قراءة لاعمال خيري الذهبي تحت عنوان تناسج المجاز والواقع في العالم الروائي لخيري الذهبي . وحظي سليم بركات بدراسة واحدة قدمها الناقد خالد الحسين.

    اما الذين قدموا شهادات تتعلق بفنهم الروائي فهم: د. هيفاء بيطار، خليل صويلح، خيري الذهبي، سمر يزبك، فواز حداد، ماجد العويد، كما كانت للناقد الدكتور نضال الصالح دراسة مهمة عن مساهمات النص الروائي النسائي ـ اصوات التسعينات نموذجا ومن مصر قدم الروائي عزت القمحاوي موضوعا مهما عن التواصل جغرافيا وابداعيا وكيف عرف العجيلي.

    كل هذه الموضوعات نوقشت باريحية بعد كل جلسة من اجل استكمال غاياتها ومراميها
    محجوب بأمر من السيد الوزير
    رد مع اقتباس  
     

  6. #6 د. العجيلي: الإبداع لا يحتاج إلى تفرغ! 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية محمود الحسن
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    الدولة
    الجحيم
    العمر
    41
    المشاركات
    503
    معدل تقييم المستوى
    19
    بقلم: أ. سعد بن عايض العتيبي



    الروائي الكبير الدكتور عبد السلام العجيلي في السادسة والثمانين من عمره المديد بإذن الله. وقد صدر له أكثر من أربعين كتاباً في مختلف فنون الأدب، في القصة، والرواية، والشعر، والمقاومة والمسرح، والرحلات... عدا مؤلفاته الطبية في مجال تخصصه.



    وقد حظي إنتاجه بالثناء والتقدير، وترجمت معظم أعماله إلى بعض اللغات الأجنبية مثل: الإنجليزية، والفرنسية، والإيطالية، والأسبانية، والروسية. وتقديراً لعطائه الثر وتاريخه الطويل، قُلّد موخراً في حفل كبير وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة، وبهذه المناسبة السعيدة كان لنا معه هذا اللقاء:

    *كتبت بأكثر من عشرين اسماً مستعاراً، ترى ما السبب الذي دفعك إلى التخفي وراء الاسم المستعار، أهو الخوف من التعرض للنقد أم عدم الثقة بالنفس؟

    - همي الأول فيما أكتبه هو التعبير عن الأحاسيس والأفكار، ثم عرضها للآخرين بنشرها في إحدى الدوريات لإشراكهم بما أحس وأفكر. لا يهمني أن أعرف كمعِّبر عما أعرضه. بل إني أنفر من أن يشار إليَّ بالبنان.

    يضاف إلى هذا، أو أن سبب هذا، حياء مفرط كنت أتسم به منذ الصغر وانطوائية على نفسي ما زالت تلازمني حتى اليوم.

    لم يكن في الأمر خوف من الانتقاد، ولا كنت قليل الثقة بنفسي، بل إن الثقة بالنفس كانت تملؤني منذ الصغر وتجعلني دوماً أقيس قيمة الآخرين بنسبتهم إلى تقييمي لنفسي.

    *هل تختلف طبيعة الأحداث في قصصك القصيرة عن رواياتك؟

    - القصة القصيرة عندي، وعند كثيرين غيري، الأحداث فيها محدودة، كما أن الزمان والمكان فيهما ليسا واسعين. حدث واحد تدور عليه القصة لتصل إلى نهايته فيها. أما الرواية فأحداثها كثيرة ومتشعبة وإن كان فيها الرئيسي والمهم ومنها ما هو هامشي أو قليل البروز. هذا عدا التوسع في الزمان والمكان. من ناحية أخرى أنا أستخدم القصة القصيرة لأعرض فيها أفكاراً وأنسج أخيلة كثيراً ما تكون غير واقعية. كتبت قصصاً قصيرة من الخيال العلمي، وقصص "فانتازيا" مبنية على الخيال المحض، وقصصاً تدور على أفكارٍ علمية غير مألوفة.

    أمّا رواياتي فهي تنتمي إلى الجنس الواقعي في أحداثها. قد تكون الأحداث فيها متخيلة بعضاً أو كلاً، ولكنها أحداث إذا لم تكن قد وقعت فعلاً فإنها قابلة لأن تقع في الحياة كما أصفها أو قريباً مما أصفها.

    *صدرت لك مجموعة شعرية وحيدة بعنوان "الليالي والنجوم" ثم توقفت عن نظم الشعر. هل سبق أن نظمت شيئاً من الموشحات؟

    - لم أتوقف عن نظم الشعر بعد صدور ديواني "الليالي والنجوم" وإنما لم أصدر ديواناً ثانياً يحتوي على قصائد نظمت بعد صدور ذلك الديوان.

    ونشرتُ في الدوريات بعض تلك القصائد التالية، واحتفظت لنفسي بقصائد كثيرة لم تنشر ولم أقرأها إلا على القلة من أصحابي. وتتهيأ دار رياض الريس للنشر في بيروت لإصدار أعمالي الكاملة. وقد سلمتُ الدار الجزء الأول من تلك الأعمال، وهو يضم الديوان الأول وديواناً آخر عنوانه "أهواء" وقصائد كثيرة متنوعة تؤلف الجزء الأول من الأعمال الكاملة. أما عن الموشحات فلم أتعمد نظم شيء منها، في الديوان وفي قصائدي غير المنشورة مقطوعات تتألف من فقرات متماثلة، لا يمكنني اعتبارها موشحات، ولكنها تختلف بعض الشيء عن القصائد الكلاسيكية المعهودة في طريقة نظمها وتماثل فقراتها.

    *كتبت في شبابك الأول مسرحية قصيرة بعنوان "أبو العلاء المعري" هلا حدثتنا عن هذا الجانب؟

    - كان ذلك في عام 1937م في أيام دراستي الثانوية. أعلن سامي الكيالي أديب حلب وصاحب مجلة الحديث، في مجلته عن مسابقة لكتابة مسرحية عن أبي العلاء المعري. جائزة الفائز فيها خمس وعشرون ليرة سورية في ذلك الحين، وهي تعادل اليوم نحواً من عشرين ألف ليرة سورية. كتبت أنا تلك المسرحية ووضعت تحتها اسماً مستعاراً هو "المقنَّع" وتبين أن الفائز في تلك المسابقة هو "المقنَّع" فتقدمت باسمي الصريح لنيل الجائزة. وحدث أن سامي الكيالي سأل صديقه ابن عمي الأستاذ عبد الوهاب العجيلي عمّن يكون عبد السلام العجيلي الفائز بالمسابقة، فأعلمه صديقه بأني مجرد طالب لم ينل الشهادة الثانوية بعد! استكثر سامي أن ينال الطالب الصغير ذلك المبلغ الكبير، فكتب في مجلته أنه سيهدي الطالب النجيب الفائز الأول في المسابقة اشتراك المجلة لمدة سنة كاملة! لم أحصل على المبلغ ولم يصلني عدد واحد من المجلة التي وعد بأنه سيهديني إياها.

    وهذا ما جعل رأيي من الوجهة المسلكية سيئاً بسامي الكيالي، على صفاته الجيدة الكثيرة، وانعكس على معاملتي له حين أصبحت في ذات يوم وزيراً للثقافة وهو رئيس المركز الثقافي في حلب، تابع لوزارتي آنذاك!

    بالطبع لم أفاتحه بهذا الأمر في يوم ما، وإنما أقول ذلك مازحاً. وقد اكتشف الأستاذ وليد إخلاصي هذه المسرحية في أعداد مجلة "الحديث" القديمة فأعاد نشرها في مجلة "الحياة المسرحية" التي تصدرها وزارة الثقافة السورية، وحين أعود إليها أجد أنها صالحة كل الصلاح لتمثل اليوم على المسرح ولاسيما حين يستعان في إخراجها بالأساليب الضوئية والصوتية الحديثة.

    *كنت من مؤسسي "عصبة الساخرين" حٍبّذا لو حدثتنا عن نشأتها، وأهدافها، ومن أبرز أعضائها.

    - في أواخر الأربعينيات كنا في دمشق ثلة من الشباب الأدباء والصحفيين وأنا منهم عضو في المجلس النيابي، أصغر الأعضاء في ذلك المجلس سناً. كانت السخرية هي منطلق نشاطنا الأدبي المكتوب والشفهي. خطر لأحدنا وهو الصحفي سعيد الجزائري، أن نؤلف جمعية أدبية محدودة عدد الأعضاء، تتولى نشر إنتاج أعضائها في الدوريات مع ذكر انتسابنا إليها. اقترحت أن نبعد في التسمية عن الأدب والثقافة لكثرة ما سميت بها الروابط والمنتديات والجمعيات، واقترحت أن نسميها "عصبة الساخرين" نظراً لأهمية السخرية فيما نكتبه ونقوله، وهكذا كان. كنا اثني عشر عضواً، لم نقبل زيادة على هذا العدد رغم كثرة الراغبين في الانتساب إليها. وسموني أنا رئيساً لوزارة العصبة، وهي تسمية وهمية ليست لها أي صلاحية أو سلطة. وكان من أبرز الساخرين فيها: سعيد الجزائري، وحسيب كيالي وأخوه مواهب من إدلب، وعبد الرحمن أبو قوس من حلب، وسعيد القضماني وممتاز الركابي... وكان من بين الأعضاء من كانت سخريتهم محدودة مثل أحمد عسة، وأحمد علوش. لم يكن لهم برنامج عمل ولا مقر لاجتماعاتهم. أكثر الاجتماعات كانت في مجلة "الدنيا" للصحفي عبد الغني العطري، وفي المقاهي التي يتردد عليها الأدباء مثل مقهى البرازيل. استمررنا بالكتابة مضيفين إلى أسمائنا في "عصبة الساخرين" سنوات قليلة ولكنها كانت حافلة بالنتاج الساخر ومثيرة للجدل، ثم ما لبثنا أن تبددنا تحت تبدل الظروف والأحوال، فتوقفت "عصبة الساخرين" عن النشاط.

    *ما سر إعجابك بأبي الطيب المتنبي؟ وهل ما زال أثيراً عندك؟

    - لست وحدي المعجب بالمتنبي فالمعجبون به على طول الأزمنة والعصور كثيرون. وقد أُلِّفت في سر هذا الإعجاب كتب كثيرة، وكُتبت مقالات كثيرة لا يمكنني أن أزيد عليها شيئاً أو أردد ذكرها. بدأت في صباي قراءة الشعراء الجاهليين من المعلقات وما بعدها، ولم أهتد إلى المتنبي إلا متأخراً، بعد أن جاوزت العشرين من العمر، فوجدته يتفوق على كل من كنت أعجب بهم قبله. قدرته على الاهتداء إلى الفكرة أو إلى الإحساس كبيرة، وقدرته على تكثيف هذا أو ذاك في كلمات قليلة كبيرة أيضاً. عدا عن حسن تعبيره وجمال نظمه. على أن هذا الإعجاب بالمتنبي ليس مطلقاً عندي، فأنا أعرف عيوبه، سواء عيوبه المسلكيه في تذلله لمن لا يستحق التذلل وتنازله عن كبريائه في سبيل مكاسبه المادية، أو عيوبه الفنية في غموض بعض معانيه وتعقيد نظمه أحياناً وخشونة مفرداته. إلاّ أنه سيبقى المقدم على غيره من الشعراء، يحسن الكلام حتى في مبالغته في المديح أو في مبالغته في الهجاء أو في مبالغاته الكثيرة الأخرى.

    *الأحداث الدامية التي يمر بها العراق حالياً، ألم توح إليك بكتابة رواية جديدة مثلما فعلت في حرب تشرين عندما كتبت رواية "أزاهير تشرين المدماة"؟

    - أنا أنفر من الكلام على كوارثنا بأقوال لا تتعدى البكاء والندب والنحيب. ليس لدي إمكانيات لدفع الشر عن العراق وفلسطين دفعاً عملياً. فالكلام عن هذا الشر كلام موجه إلينا وحدنا، لا يرضيني. أما "أزاهير تشرين المدماة" فقد كنت كتبتها بتكليف وإلحاح لتكون رواية لفيلم عن حرب تشرين، لم أشارك في تلك الحرب، ولكني زرت الجبهات التي دار فيها القتال وقابلت المحاربين واستمعت إلى حكاياتهم عن أفعالهم فتأثرت وكتبت الرواية التي لم يقدر لها أن تتحول إلى فيلم سينمائي لظروف معينة. لو كان بيدي أن أشارك مشاركة فعلية المعذبين والمضطهدين والمناضلين في العراق، ولو بأبسط الطرق، لكان ذلك أجدى فيما أعتقد من ألف صحيفة تكتب عن هؤلاء المعذبين والمضطهدين والمناضلين.

    *ربطتك صداقة بالشاعر الكبير بدوي الجبل... ما تقييمك لشعره؟ وهل صحيح ما يقال إنه نسخ بعض أبيات شوقي نسخاً يكاد يكون كاملاً؟

    - بدوي الجبل شاعر كبير حقاً، ملهم ومتمكن، وواثق من نفسه ومعتدّ بها ولا يقبل أن يقلد أحداً من الشعراء الآخرين مهما بلغ إعجابه بذلك الشاعر الآخر، ولكن بعض النقاد ولا سيما المغرضون منهم، يجدون في ورود كلمات أو تعابير في شعر البدوي مماثلة لتعابير أو كلمات واردة في شعر شوقي دليلاً على تقليد ذاك لهذا، يكفي أن تكون قافية لشوقي كلمة "ترمق" وقافيه للبدوي بالكلمة نفسها، ليعد أحد النقاد أن هذا تقليد أو نسخ من البدوي لشعر شوقي، كأن هذه الكلمة ملك لشوقي لا يجوز لغيره أن يستعملها. هذا جور كبير على البدوي هو منزه عنه ولا يضر عبقريته بشيء.

    *هل تعتقد أن التفرغ أو الاحتراف للأديب أو للشاعر يحقق الإبداع أو الابتكار؟

    - الأمر متعلق بالموهبة، فالموهوب يبدع سواء كان منشغلاً باهتمامات غير أدبه أو متفرغاً. ربما أعطى التفرغ مزيداً من الوقت لإنجاز الأديب ما يريد إنجازه، لكنه ليس العامل الأول في الإبداع أو الابتكار.

    *صدرت مؤخراً الطبعة الثانية من كتابك "المقامات" عن وزارة الثقافة السورية، لماذا لم تعرض الطبعة الأولى للبيع مع أنها كانت طبعة فاخرة؟

    - "المقامات" التي نشرت طبعتها الثانية بعد أكثر من أربعين سنة من صدور طبعتها الأولى هي في عُرْفي أدب "إخوانيات" تدور مواضيعها على مداعبات بيني وبين أصدقائي صغتها على شكل المقامات. نشرتها في طبعتها الأولى وأهديتها لأصدقائي ومعارفي لأني لم أكن أجد أن من لا يعرفونني ويعرفون أصدقائي يجدون فيها ما يهمهم أو يعجبهم. وكنت حريصاً على أن يكون أمرها محصوراً بيني وبين هؤلاء الأصدقاء والمعارف، ولكن مسؤولين في وزارة الثقافة قدروا أن لها أهميتها فأصدروها في طبعتها الثانية دون أن أسعى أنا إلى ذلك الإصدار، بل أقول إني تمنعت عليهم في أول الأمر.

    *بحكم صداقتك للفيلسوف الراحل الدكتور عبدالرحمن بدوي، هل صحيح أنه عاد إلى الإسلام في آخر حياته وتبرأ من الوجودية؟ وهل اطلعت على كتابيه "في الدفاع عن القرآن ضد منتقديه" و "دفاع عن محمد -صلى الله عليه وسلم- ضد المنتقصين من قدره"؟

    - صداقتي للدكتور البدوي -رحمه الله- صداقة شخصية لا تعتمد على القضايا الأدبية أو الفكرية. قرأت له بعض كتبه قبل أن أتعرف على شخصه. وآخر ما قرأت له مذكراته في جزأين ضخمين بعد وفاته. أما الكتابان اللذان ذكرتهما فلم أقرأهما، وقرأت في الصحف عن دفاعه عن الإسلام والقرآن في آخر حياته، ولم يكن في أحاديثنا الشخصية مبتعداً عن الإسلام أو معلناً انتقاداً له. فلا أظن من الصواب القول إنه كان ملحداً ثم عاد إلى الإيمان، إلا أن قراءاته الكثيرة للمستشرقين وبعضهم معادٍ للإسلام دفعته إلى الدفاع في آخر حياته عن القيم الإسلامية
    محجوب بأمر من السيد الوزير
    رد مع اقتباس  
     

  7. #7 نماذج من أعماله 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية محمود الحسن
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    الدولة
    الجحيم
    العمر
    41
    المشاركات
    503
    معدل تقييم المستوى
    19
    اللوزة وحبة الملبس



    حدث هذا منذ بضع سنوات .

    كنت أسير في جادة الصالحية ، في دمشق ، فحاذيت على الرصيف فتاة في مقتبل العمر جذبت اهتمامي بما تلبسه بأكثر ماجذبه مشوق قدها وجمال طلعتها ، وما كان هذان هينين ، كانت تلبس جنزاً أزرق من الذي أقبلت الفتيات في ايامنا ، وفي سائر مدننا ، على ارتداء مثله كلون طاغ من الموضة .

    ولكن جنز هذه الفتاة كان ضيقا في تفصيله ، شديد اللصوق بأعضاء جسدها ، ناطقاً بإنثناءات ذلك الجسد وتعرجاته ، يكاد يتفزر في بعض انحائه كاشفاً عما يستره . لم يكن امامي الا ان اهز راسي وانا اعجب من هذا الالحاح في ارتداء المفرط في الضيق من اللباس .

    تجاوزت في مشيتي الفتاة التي ماكانت مستعجلة في سيرها ، الا انها حاذتني مرة ثانية عندما توقفت انا امام واجهة مكتبة في الشارع متطلعا الى الكتب المعروضة وراءها . لاحظت انها قطعت سيرها ، ووقفت الى جانبي ، ثم راحت تحدثني بعد ان حيتني وسمتني باسمي . اضافت الى تحيتها سؤالها عن حالي ، ثم قالت : لم نرك منذ زمن طويل . لم تعد تمتعنا بسماع محاضراتك ، وحتى كتاباتك اصبحت قليلة في الصحف والمجلات ... هل كنت غائبا عن البلاد ، مسافرا ؟

    اذا هذه الفتاة ، المفرطة في اناقتها العصرية ، تعرفني جيدا وان كنت لم اثبت لها معرفة . هي دون ريب احدى المستمعات الى احاديثي في المنتديات الثقافية ، واحدى القارئات لكتاباتي ، وليس من المفروض ان تكون لي بها وبامثالها معرفة شخصية .

    شكرتها على عبارات الثناء التي راحت تسوقها لي وانا اتملى ، عن قرب ، في مجالي اناقتها التي ذكرت . واتسعت ابتسامتي فجأة . لاحظت هي ذلك فقالت لي:

    ـ أراك ابتسمت !

    قلت انا :

    صحيح .

    وسأقول لك بصراحة لماذا ، وعليك ان تتحملي ماأقوله .

    ابتسمت الفتاة بدورها وقالت :

    سأتحمل .

    تفضل وقل .

    قلت :

    حين مررت بي منذ قليل لفت نظري منك شيء ذكرني بحكاية لأحد أعمامي ، كنت أنوي روايتها لأول صاحب التقي به في طريقي . لم أعثر حتى هذه اللحظة على أحد من أصحابي ، لذلك فكرت بأن أرويها لك .

    قالت ، ونحن لانزال وقوفاً أمام واجهة المكتبة : هذا يسرني .

    أنا معجبة دوما بحكاياتك في محاضراتك .

    قلت لها :

    نعم .

    لي ياآنستي في الأسرة عم متقدم في سنه . هو لايقيم معنا في بلدتنا الصغيرة ، فقد فضل أن يضل فلاحاص ريفياً يقيم في قرية للأسرة بعيدة عن البلدة ، يدير أمورها ويتولى فيها أعمالها وأعماله الزراعية . وان كان بين الحين والحين يجيء الى البلدة زائرا أو متفقداً أقاربه فيها . ولطول اقامته في الريف أصبحت له عقلية الريفيين الساذجة ومفاهيمهم البسيطة .

    حتى اسمه أصبح غريبا بين الاسماء بريفيته المفرطة . اسمه ( علاص ) !

    في ذات مرة ، وفي احدى زياراته للبلدة راح يحدثنا عن امور لم يدرك كنهها من امور المدينة .

    قال :

    هناك اشياء تبدو من الغرابة بمكان ، ولكن اذا عرف السبب فيها بطل العجب .

    السيارة مثلا . صحيح انها معدن جامد . ولكن تركب لها عجلات ويسكب في خزانها بنزين ، ويدار دولابها ، واذا هي فر .... فر ... وتمشي !

    وكذلك الطيارة . وانما هذه يركب لها اجنحة ، فتطير .

    كل هذه امور فهمتها ، على الرغم من غرابتها . هناك شيء واحد في الحقيقة لم أفهمه ...

    كانت الفتاة مصغية الى ماأحدثها به بكل اهتمام . استندت بكفها بعض الشيء على زجاج واجهة المكتبة ، وقاطعتني بقولها :

    ـ ماهذا الشيء الذي لم يفهمه عمك ... عمك الذي اسمه .

    قلت : اسمه علاص .

    قال لنا عمي علاص انه فهم كل الاشياء التي تبدو للآخرين عسيرة على الادراك . ولكن شيئا واحدا لم يستطع فهمه ، هذا الشيء هو كيف ... كيف استطاعوا ان يدخلوا اللوزة الى جوف حبة الملبس ، اعني الى الملبسة الحلوة ؟!

    انطلقت ضحكة قصيرة من فم الفتاة المصغية الي ، ثم سكتت كالمنتظرة تتمة كلامي .

    قلت انا :

    ـ حكاية مضحكة ربما . ولكنني تذكرتها حينما وقعت عيني عليك في أول الجادة ياآنسة ، فتساءلت وأنا أرى شدة حصر هذا الجينز الضيق لجسمك تساؤل عمي علاص : كيف استطاعوا ادخال اللوزة الى الملبسة ، وكيف استطعتي انت ادخال جسدك في هذا الجينز الذي تكاد خياطته من ضيقه عليك تتقطع وتتفزر ؟!

    رأيت وجه الفتاة امامي يتورد بشدة ، وقد ادركت ماوراء حكايتي وتساؤلي من استنكار . تلجلجت الكلمات على لسانها في البدء ، ثم لم تلبث أن أفصحت قائلة :

    ـ ماذا نصنع يادكتور . الطعام يزيدنا بدانة ، والثياب تضيق وتنكمش بالغسيل !

    وانثنت كالخجلى مسرعة في الابتعاد عني ، مكتفية برفع يدها الي في وداعها لي
    محجوب بأمر من السيد الوزير
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. مهرجان العجيلي للرواية العربية في يومه الأول
    بواسطة أيوب الحمد في المنتدى قضايا أدبية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 29/12/2010, 09:02 PM
  2. مهرجان العجيلي للرواية العربية
    بواسطة أيوب الحمد في المنتدى قضايا أدبية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 25/12/2010, 05:31 PM
  3. مهرجان العجيلي للرواية العربية
    بواسطة أيوب الحمد في المنتدى قضايا أدبية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 24/12/2010, 10:29 AM
  4. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 26/11/2010, 10:16 AM
  5. وفاة الكاتب والإعلامي عبدالله الجفري
    بواسطة د.ألق الماضي في المنتدى قضايا أدبية
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 05/10/2008, 04:15 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •