ذلك الخبر صدر في ديسمبر الماضي .. لكن ما صدمنا اكثر ان الخبر تحولّ مؤخرا الى تصريح رسمي صرحت به شركة سونطراك ..

تستعد وزارة الطاقة وسوناطراك إلى التوجه نحو استغلال الغاز الصخري، حسبما أكدته نائبة مدير بسوناطراك، ياسمينة حمدي، خلال الندوة الدولية للاستثمار الطاقوي في الجزائر، بحر الأسبوع الماضي، حيث ستفوق استثمارات الشركة 80 مليار دولار في الفترة الممتدة بين 2012/2016، يتم فيها إنجاز مشاريع بتروكيماوية بالشراكة مع المجمعات الدولية، تدرس إمكانية تطوير الغاز الصخري في ظل المساعي الحكومية الجزائرية الرامية إلى تكثيف استغلاله.

وحذّر الخبير في الكوارث الطبيعية ورئيس نادي المخاطر الكبرى، عبد الكريم شلغوم، من الخطر الكبير الذي يهدّد الجزائر في حال تم المضي في مشروع استخراج الغاز الصخري "غاز الشيست"، مؤكداً أنه سيتسبب في تسميم البيئة التي سيتم إنجاز المشروع فيها. وأوضح عبد الكريم شلغوم، في تصريح لنا، أمس، أن خطر استخراج الغاز الصخري، يمتد إلى غاية تلويث المياه الباطنية، وهو ما سيسبّب مشاكل صحية للمواطنين، داعيا الحكومة إلى ضرورة إلغاء هذا المشروع باعتبار الجزائر في غنى عنه مادام الغاز الطبيعي متوفرا بكميات كبيرة. وقال رئيس نادي المخاطر الكبرى، إن الغاز الصخري متوفر بكميات كبيرة في أوروبا وأمريكا، تفوق الكميات المتواجدة في الجزائر بأضعاف، إلا أنهم يتجنّبون استخراجه نتيجة التهديد الكبير الذي يشكّله على البيئة، إضافة إلى الضغط الكبير الذي تمارسه جمعيات حماية البيئة والمجتمع المدني هناك، ما دفع الدول الأجنبية وعلى رأسهم أمريكا للسعي إلى استخراجه في الجزائر، وهو الأمر الذي حذّرنا منه رفقة العديد من الجمعيات إلا أن المسؤولين عندنا لا يأخذون بنصائح الخبراء، إلا عندما يقع الفأس بالرأس. من جهته استغرب الخبير الاقتصادي، عبد المالك سراي، توجه الجزائر نحو استغلال الغاز الصخري، مؤكداً أنها في غنى عنه في ظل توفر الغاز الطبيعي، خاصة وأن عملية استخراجه تكلّف الكثير، إضافة إلى المخاطر الكبيرة التي يشكّلها على البيئة. وقال عبد المالك سراي، إن الوقت غير مناسب لمثل هذا المشروع، ويجب التريث قبل اتخاذ هكذا خطوة مشكوك فيها وفي الجهات التي تسعى إلى تطبيقها، مؤكداً أن عديد الدول الكبرى تمتلك ثروة لا بأس بها من "غاز الشيست" إلا أنها تتركه كاحتياطي فقط، تلجأ له في وقت الحاجة الشديدة، وهو ما يجب على الجزائر القيام به.

عن جريدة الشروق الجزائرية