كنت اشك ( ايام ما كنت طيب ) و الشك يرتبط مع سوء الظن بصلة قربى مشكوك بها, و علاقة غير شرعيه مع الريبه. أن الساده أولياء الله الصالحون, لاينامون, و لا يتمتعون بالغفوه, ولا يقيللوا, و لا هم ينعسون. ( دستور يا سيادي دستور ).
أستغفر الله العظيم, كم كنت شكاك, إرتيابي, و ظنّان سوء. كيف سولت لي نفسي أن أمارس الشك بلا وازعٍ من ضمير ( أيام ما كان عندي ضمير ). صدقوني, لم أكن احس بطعم الراحه و كيف أنام؟ و الأولياء لا ينامون. الحمد لله على نعمة قصة ما قبل النوم, وقصة البطاله و ما يجري تحت الطاوله, و قصة الحضور و الانصراف, وقصة المحسوبيات و الهدايا الإجباريه, و قصة الطبقيه و المحشيه و الملوخيه و البلاليط, و آلاف القصص البيروقراطيه, و ذات الدخل المحدود المسلّية.
شفيت بداءٍ لا دواء, و أمدّ الله في عمري لأرى نوم الأولياء. لم أصدّق ما رأت عيني ... دعكتها بعنف و لبست النظاره و اقتربت من الشاشه, و اقتربت اكثر فأكثر الى أن سمعت صوت ارتطام زجاجةٍ بزجاجه. يا الهي, إنهم نائمون ( أي والله نائمون ). صرخت بأعلى صوتي نام الأولياء كما ننمام.
شكرت الله كثيراً ثم شكرت أصلح أولياء الخرطوم, لما قدمه من منظرٍ قطع الشك لدي باليقين. هو و ضيوفه نائمون في ( قمة النعاس ). أصدق قمم الجامعه العربية على الاطلاق. هم جربوا بكامل و عيهم طرح القضايا و حل المشاكل فيما بين دولهم, و فيما بين دولهم و ابناء العم, و لم يفلحوا, بسبب ادمان الخلاف و حسن الخلاف المتبادل. ربما قد تتفق احلامهم هذه المره, وكما هو معلوم, أن الأحلام بالنسبه للنائم ... أفلامٌ لا يتدخل في إخراجها. من يعلم ... قد يشترك بشار و لحود و السنيوره في حلم و احد. وقد يتقاسم جزءٌ من حلم ... أولياء المغرب و مصر و السودان. و حلم يجمع ستة أولياء مع العراق. و أحلام كثيره لا يسعني أنا المواطن البسيط أن أتخيلها. و لا يضر النائمون كابوسَ مشترك مع أبناء العم. أنا لا أتوقع أن يتمتعوا بحلم مقدس.
لأتصل بصديقي الشكاك الأكبر, و انبأه بأمر الأولياء. قد يشفى من داء الريبه.
ولكني لا أعرف رقم هاتفه.
لأبحث عنه في دليل الهاتف. يبدأ اسمه بحرف الـ....
يا الهي ما أسمه ...
ولكن كيف يكون له اسم أو رقم هاتف وهو غير موجود أصلاً.
لأتصل به أيا يكن. فشركة الاتصالات لا يهمها أن كان الشخص المراد الاتصال به موجود فعلا او غير ذلك. حتى أنهم يمررون الاتصالات من غير أن يسألوا بمن تتصل. لأتصل به إذن.
أنا: مرحباً يا سيئ الظن
هو: أيش ... ما أسمع الصوت بيخربش
أنا: رأيتهم نائمون, انهم ينامون مثلنا ولكن على الكرسي.
هو: ينامو و على كرسي كمان ... يامسى التماسي و الله
أنا: يال غبائنا ... كيف لا يغلبهم النعاس و هم لا يعانون من الملل, و هم أقرب منا الى الله
هو: الله ياخذ عمرك يا حيـ.... يا حشاش
أنا: و لا يمارسون المعاصي مثلنا
هو: عصيت اللقمه بزورك ... سكر الخط يا طينه
أنا: أنت السبب, أنت من لوث عقلي بالشك
هو: طوط. طوط. طوط......
لن يتغير. و لن يقلع عن الشك. و كم أتمنى أن يعيد التاريخ نفسه, و تتحول قاعة الخرطوم الى كهف.
