عبدالعزيز السقلاني والدبابة
كلمات د. ماجد توهان الزبيدي

عبد العزيز العسقلاني
شاب من حي الدرج
قرب الشجاعية
في غزة العزة
تخصصه العريض الجهاد
والمقاومة
وتخصصه الدقيق
زرع الألغام
وصيد الدبابة!
كانوا يلقبونه في كتائب الجهاد
صاحب المهمات الخاصة
كان يسبق العمليات الفدائية
برشم درب دوريات
جيش الأنجاس
بالألغام
قبل السحور
وقبل زوال العتمة!
في مشواره ماقبل الأخير
زحف بعد منتصف الليل
إيمانه في صدره
لغمه فوق ظهره
ورشاشه بين كفيه
وعلى خصره
قنابله
زحف على بطنه
زرع لغمه قرب درب مركبات
جيش الأنجاس
قرب "إيرز"
من ارض بيت حانون
جهة الشاطىء
غرب بنايات"أبراج الندى"
في سواد العتمة!
بعد امتار من لغمه
في طريق العودة
لمح منظار ليلي
ظله!
ياظله
ظله أخاف ألف جندي
وعشرة مركبات
من جيش الصهاينة!
أطلقوا عليه الف وخمسمائة
رصاصة
خارقة وحارقة
من رشاش الدبابة!
طار ساقه الأيسر
وحط جسده فوق
أغصان شجرة
قرب عش لقبًرة!
ظله
ياظله
أخاف من الصهاينة
اكثر مما اخافتهم جيوش الدنيا
من عهد جيش أبرهة
حتى عهد جيوش العرب
العاربة!
ظن جيش الأنجاس
ان البطل مات!
تبخر
تمزق
الف قطعة وقطعة!
لم يمت البطل
زحف مائة متر ونيف
وصل ساقه المقطوع
إلتقطه
قبله
طهره بالتراب
ودعه
دفنه
ثم صلى عليه
وقرا الفاتحة!
زحف عبد العزيز العسقلاني
على سافه
وما تبقى من ساقه
تارة يزحف على بطنه
وتارة على ظهره
وتارة على معدته
الخاوية!
توقف بعد نصف كيلو متر
تيمم بالتراب
وصلى لله ركعتي شكر
خلع كوفيته
شد به وثاق ربع ساقه المتبقي
ودعا ربه مائة ألف
مرة
ثم واصل زحفه
وآهاته وألمه
وصل أطراف بساتين بيت حانون
تناول باذنجانة
وفلفلة
وبرتقاله
ثم صاح بأعلى صوته:
"ياناس .ياأهلي
أنا عبد العزيز..أنقذوني"
لحظة بعد لحظة
هجم عليه عشرة
من الشباب وعجوز
ارملة!
حملوه قبل آذان الفجر
بساعة ونصف الساعة
حملوه لملجا في زاوية
بيت حانون
الشمالية
بنته المقاومة!
بعد ساعة من وصوله
أراد جيش الأنجاس
تفقد مكان العملية
تتبعت مركبة نصف جنزير
سيل الدم
وصلت ضريح الساق
ثم فجأة
دوى لغم عبد العزيز
في فلب المركبة!
وتناثرت في المدى
سيقان ورؤوس
وأحذية!
ودوت في في بيت حانون
وحي الدرج
و"السودانية"
الزغاريد
ولعلع الرصاص من شرفات
"النصر"و"الزيتون"
وشرفات "أبراج الندى"
كرعد مزلزل في قلوب الجنود
في مخابىء "إيريز"
وافئدة جيش
الخونة والقتلة!
وإنتفض الأسد الجريح
في سريره:لبيك ياجدي
لبيك ياجدي!
وأسدل الستار على المقدمة
والخاتمة!
في حفل التكريم
عرف الناس عن عبد العزيز
المقدمة والخاتمة!
في حي الدرج
أمام ساحة بيت العائلة
قال عريف الحفل:
"عبد العزيز العسقلاني
من مواليد النكبة الثانية
يكره الإنجليز والصهاينة
والعملاء
والخونة
وذكرى اللجوء والنزوح
ويوم النكبة!
أستشهد جده واقفا
ملتصقا جسده المتوضىء الطاهر
مع جدار المدرسة
في الطريق بين أسدود وعسقلان
يوم باغتته مجنزرة ل"الهاغاناة"
تحرسها عربة إنجليزية
في اول أيار من عام
النكبة!

وتابع عريف الحفل:
"عبد العزيز العسقلاني
له في الدنيا عقدة
نفسية واحدة
أسمها :الدبابة
والمجنزرة
كلما رأى منها واحدة
وقف شعر رأسه
وظهر أمامه جسد جده الطاهر
ملتصقا بجدار المدرسة
مضرجا بدمه
معجونا بجنزير
الدبابة!
وتابع عريف الحفل:
"اليوم شفي عبد العزيز من عقدته
شفي للأبد
من الدبابة والعربة والمجنزرة"!!
منذ ذلك التاريخ
مايزال طلبة المدارس
في الشجاعية
يرددون كلما راحوا المدرسة
وكلما عادوا:"
"عبد العزيز
على ظهره ألغامه
وبين يديه رشاشه
ظله
ياظله
اخاف جيش الأنجاس
والصهاينة"

9-10/10/2011