الرأسمالية العالمية تتهاوى

إن أكثر توصيف أستطيع أن أقوله لمجمل الأحداث العربية وربطها بإطارها العالمي

أن هذا الوحش الذي سلب الناس قيمهم الجمالية يترنح تمهيداً لسقوط مدوي
يقول الله تعالى :

يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ﴾ [البقرة: 276]

لم يقتصر التعامل الربوي على موضوع الاقتصاد بل انتقل لكل ميادين الحياة
وسيطرت طفيليات على العالم
لم نكن نظن حتى وقت مبكر أن ديون أمريكا تبلغ 14 ترليون
الوضع متأزم أكثر مما نظن
الناس تدرك بفطرتها أن كرة الثلج ما إن تنحدر حتى تكبر شيئاً فشيئاً حتى يظهر حجمها الحقيقي حين تقف

كرة الثلج المسماة الأزمة العالمية لم تقف بعد

لا أريد أن أخوض في وصف ذلك كثيراً
وكل همي أن أراجع ماضي كرة الثلج هذه
والتي لم نكترث لعملية انحدارها بقدر ما تكلمنا بحكمة وواقعية عن حجمها الحالي
نتمتع كثيراً بعقل سكوني وربما هذا التفكير العقلاني الساكن هو مفرز رأسمالي

وربما من المهم أن نفكر في الحجم الذي ستأخذه هذه الكرة بعد أشهر وسنوات
لا شك أن الرأسمالية العالمية هذا الوحش الذي صنع الفقر باتقان واستغل كل القيم الايجابية والسلبية معاً وصل لمرحلة نهاية الصراع الداخلي الذي لم نكن نراه وهو اليوم يتشظى وينقسم وربما يسقط

السؤال اليوم ما هي الدول العالمية والعربية التي ستتأثر بارتباطها بالمنظومة الرأسمالية ؟؟

إن أكثر الدول المرتبطة بالمنظومة الرأسمالية العالمية هي أولاً الدول التي تعتمد على معونات الدول الرأسمالية كالأردن ومصر والدول الخليجية والتي تورطت في زج ثورتها ومال شعبها في رهان خاسر ، وسنشهد عودة دول أخذت بريقاً لماعاً لحجمها الطبيعي كقطر والإمارات
وستكون السعودية الخاسر الأكبر وسيهوي الريال السعودي وتنهار البروصة والمضاربات والأسهم وهذا الدجل الكبير، وفي الوقت الراهن تشهد السوق الخليجية ذعراً كبيراً وتتصاعد مبيعات الأسهم ، والناس تبيع ما تملك الدولار وتبحث عن ملاذ أمن لثرواتهم كالمعادن والذهب
في هذه الأزمة لا يفيد تحويل الأموال

فالخسارة قادمة لا مناص
كل ما دخل هذه اللعنة سيناله من ثمراتها
لا شك أن جنوناً ومساً سيضرب العقول ولن نكون وقتها بقادرين على تقدير حجم الكارثة

الرأسمالية العالمية تتهاوى وكثيرا منا لا يريد أن يعترف بذلك