يوم دراسي بمعهد أبحاث الأمن القومي بجامعة تل ابيب




الدكتور
جابرئيل (جابي) سيبوني:
كشفت الحرب الكثيرمن نقاط الفشل والأخطاء
للجيش
الاسرائيلي في المواجهة والصدام

ايران أصبحت عاملاً مركزياً في الحرب ضد اسرائيل

الجنرال
جيوراايلاند:
في حال اندلاع حرب ثالثة ضد لبنان فإنها لن تغيرشيء
ولن تكون مختلفةعن حرب لبنان الثانية

الجنرال
موشيهكابلينسكي
الجيش في الضفةالغربية، واقرارالتقليصات،واهمال الجبهة الشماليةعوامل أدت إلى الفشل وإلى عدم استعداد الجيش بالشكل الملائم للتغييرات المستقبلية


عوديد
عيران:
علىاسرائيل أن تأخذ بعين الاعتبار وسائل حماية
أراضيها في حال حدوث تدهور أمني

ايال
زيسر:
تمكن حزب الله من خلال الانتصارات من تعزيز
مكانته داخل الساحة اللبنانية

الجنرال
دانحالوتس:
قوةحزب الله لم تكن واضحة للجيش الاسرائيلي


مع مرور ثلاث سنوات على ما يسمى بحرب لبنان الثانية عقد مركز ابحاث الأمن القومي في جامعة تل ابيب يوم الأحد 12 تموز 2009 يوماً دراسياً إفتتحه
الدكتور جابريئيل - جابي سيبوني مدير برنامج البحث الخاص ببناء وتفعيل القوى العسكريةوالمختص بدراسة موضوع عملية إتخاذ القرارات على الصعيدين العسكري والسياسي والعلاقات بين الجانبين الى جانب دراسة وبحث التطورات العسكرية في اسرائيل ونظريات الأمن الإسرائيلية والتطورات في المجال العسكري، وهو عقيد إحتياط بالجيش الإسرائيلي – لواء جولاني -، وهو يشارك بتحرير مجلة The Wisdom of Action وهو نائب رئيس مركز ابحاث تفعيل وبناء القوة، ويعتبر من المستشارين في مجال آليات التفعيل والتكنولوجيا العسكرية والمعلوماتية وهندسة المياه والطاقة والبيئة وهو مهندس في الميكانيكيات ومختص بقواعد البيانات الجغرافية "GIS".

العنوان على الجدار

واشار الدكتور سيبوني في بداية حديثه أن العنوان كان على الجدار عدة سنوات قبل الحرب، وبمنظور زمني يمكن القول ان ما حدث بشر بالحرب كخط فاصل، فالحرب وضعت أمام الجمهور الإسرائيلي تهديدات غير هينة، وكشفت مخاطر الأسلحة الصاروخية بكامل حدتها , ورأى ان حرب لبنان الثانية كانت نوعاً من الدعوة لليقظة في إسرائيل حيال ما يحدث تحت أنفها حيث أن الأخطبوط الإيراني على حد قوله يمد أذرعه الطويلة الى داخل لبنان، وعلى نية أن يرسل المزيد من أذرعه الى قطاع غزة، ويعتقد سيبوني أن حزب الله إستعد مسبقاً بالأسلحة الصاروخية حيث سعى الى ان تكون غالبية سكان إسرائيل تحت التهديد وضمن مرمى الصواريخ، وقال سيبوني ان حرب لبنان أشارت الى وجود مقومات الحرب الشاملة على غرار الحرب العالمية الثانية حيث اصبحت الجبهة الداخلية جزءاً لا يتجزأ من الحرب، وفي هذا المضمار أكد على ضرورة إعداد الجبهة الداخلية على غرار ما فعله وينستون تشرتشل في بريطانيا حيث تحدث في خطاب خاص للأمة البريطانية حول المخاطر المستقبلية والصعوبات التي تواجه المواطنين في الجبهة الداخلية، ويرى ان المواطنين في إسرائيل بحاجة الى مثل هذا التوجيه والإعداد لأنهم إعتادوا في السابق على أن الحرب تجري في الجبهة العسكرية فقط ولذلك يتوجب تغيير الوعي الإسرائيلي في هذا المجال.
وأكد سيبوني ان الحروب القادمة سوف تكون جزءاً منها الجبهة الداخلية التي ستصبح هدفاً أساسيا وشرعياً في منظور العدو، وهذا التغيير العملياتي والتكتيكي سوف تكون له تداعيات بعيدة المدى حيث أن أعداء إسرائيل قاموا بتغيير العقيدة "الإستراتيجية المحددة" في هذا المجال، وسوف يكون إعتماد أعداء إسرائيل على إستخدام القوة بشكل يضمن النجاح من خلال الإعتماد على العمق والكم وذلك يعني ضرب العمق الإسرائيلي وإستخدام أعداد كبيرة من الصواريخ، وهذه الصورة كما يراها نابعة من تخطيطات أعداء إسرائيل القائمة على حسابات أن الجيش الإسرائيلي لن يستطيع البقاء لفترة طويلة داخل عمق العدو بما أن العدو أقدر على الصمود لفترة أطول من قدرة الجيش الإسرائيلي.
وأكد أيضاً أن دولة إسرائيل دخلت الحرب دون أن ترى التهديدات الحقيقية ومفهومها، ثم ما جاء بعد ذلك من حسابات عسيرة وخيبة امل ونقاشات علنية وفي وسائل الإعلام، كل ذلك لم يكن فيه ما يؤدي الى نقاش مدروس وعلى اسس علمية ملائمة، بل كانت هنالك مصطلحات تملأ الفضاء وتثير المشاعر مثل الفشل والهزيمة الساحقة وضياع الفرصة والتقصير وما الى ذلك، وبعد الحرب كانت الذاكرة ما زالت في اوجها، وكانت هنالك مشاعر الإحباط واليأس، وساعد على نشر الإحباط والياس ما كتب في وسائل الإعلام والصحف، وساهمت في ذلك مجموعات من الصحفيين والإعلاميين والضباط الذين تباروا وتنافسوا فيما بينهم بشأن من سيكون السبّاق الى نشر النقد اللاذع , ثم جاء دور لجنة فينوجراد كلجنة تحقيق رسمية والتي اشارت في تقريرها الى ان الجيش الإسرائيلي لم ينتصر بالحرب وحتى لم ينتصر بالنقاط على تنظيم حزب الله , ويعتقد سيبوني ان لجنة فينوجراد لم تقم بدراسة حقيقية ومهنية بشأن التغييرات التي حدثت في مسألة التهديدات ومفهوم التهديدات، وكذلك اللجنة لم تعرّف مسبقاً ما المقصود بالإنتصار والحسم، وهي إستخدمت هذه المصطلحات كثيراً في تقريرها، ولذلك يبدو ان لجنة فينوجراد كتبت تقريرها وكأنها تحقق وتتدارس مباراة رياضية.

المفاهيم المقولبة


وذكر سيبوني ان الحرب ضد لبنان كشفت الكثير من نقاط الفشل والأخطاءالتي كانت لدى الجيش الإسرائيلي في المواجهة والصدام على نطاق واسع، ونقاط الفشل لم تكن نابعة من نقص في الموارد الملائمة لبناء القوة الملائمة للمواجهة رغم وجود بعض النقص، بل ان نقاط الفشل إنبثقت بالأساس عن عدم فهم طبيعة التغيير الذي حدث، ووجود مفاهيم مقولبة لمواجهة المخاطر المحدقة، ولم تكن هنالك الرؤية المناسبة لمواجهة تهديدات من نوع مختلف كما كان في الحرب، وهنا يرى سيبوني أن الجيش الإسرائيلي لم يكن وحده الجهة الوحيدة التى فوجئت بل ان كل السكان في اسرائيل تعرضوا لذلك حيث أنهم فجأة إكتشفوا أنهم أصبحوا جزءاً من الجبهة وبشكل فعلي وملموس .

ويعتقد سيبوني بان دولة إسرائيل إكتشفت أنها تقف بمواجهة تحديات أمنية لا يستهان بها، وضمن ذلك إكتشفت أنها في مواجهة مع إيران حيث أن هنالك التدخل الواضح لدولة إيران في المنطقة , حيث ان إيران اصبحت عاملاً مركزياً في الحرب ضد إسرائيل، والى جانب ذلك فالبرنامج النووي الإيراني هو بمثابة ذراع إستراتيجية في الصراع، وإيران تسعى الى توسيع معاقلها الإستراتيجية في المنطقة وبمساعدة حزب الله وحركة حماس في قطاع غزة وكذلك محاولات لتوسيع نفوذها في الضفة الغربية، وهذه المخاطر لن تكون أقل خطورة في المستقبل من التهديد الإيراني.
وحول تداعيات الحرب يقول الدكتور سيبوني انه منذ الحرب كانت هنالك الكثير من الدروس فالجمهور الإسرائيلي يتفهم ما حدث بشكل افضل، والواضح هو ان الجيش الإسرائيلي لن يتمكن من القضاء على جميع إمكانيات العدو ومقدراته على إطلاق الصواريخ حيث ان منصات إطلاق الصواريخ كثيرة وموزعة في مناطق عديدة وهنالك صعوبات كثيرة في إمكانية تدميرها , وبإمكان الجيش الإسرائيلي إصابة الكثير من الأهداف الهامة وذات الوزن وأيضاً بإمكانه عزل مناطق عديدة وإخراجها من مجال التهديد، ولكن الواضح أنه ستبقى للعدو إمكانيات كافية لإطلاق الصواريخ حتى نهاية الحرب، ولذلك وفق هذا التوجه يرى سيبوني ان هنالك تطويراً لمفاهيم ملائمة لمثل هذا السيناريو للرد الردود المتناسبة مع هذا التهديد وفق النقاط التالية:

1- الدفاعات على الجبهة الداخلية، من خلال توفير قدرات حماية وزيادة قدرات التحمل مع تقليل إحتمالات الإصابات والخسائر في الجبهة الداخلية ومن الأمور الهامة في هذا المضمار مشاركة الجمهور في مفهوم الدفاعات الداخلية والتعاون مع الجيش وتعميق مسؤولية المواطنين تجاه التعليمات العسكرية الخاصة بمواجهة القصف الصاروخي، وبالإضافة لذلك على الجيش الإسرائيلي تقليص مدى الحرب وخسائر الحرب المستقبلية وضمن ذلك القيام بالتدريبات الملائمة الدامجة لقوة القصف ومرونة التحرك العسكري .


2- القيام بضربة مركزة وقاصمة ومدمرة في بداية الحرب تؤدي الى إدخال العدو في حالة من الإنشغال ولفترة طويلة في عمليات البناء وترميم البنية التحتية وما الى ذلك وما يترتب على ذلك من ميزانيات ضخمة ترهق العدو لفترة طويلة وتلتهم ميزانياته، والى جانب ذلك تحقيق ما يسمى بلذع ذاكرة العدو لسنوات طويلة بما هو ثمن التحرش بإسرائيل، ومعنى ذلك تأجيل المواجهة القادمة لسنوات طويلة , وحرب لبنان الثانية قدمت نموذجاً لمثل هذا الأمر ونموذجاً للقدرات التدميرية التى يمتلكها الجيش الإسرائيلي .


3- يبدو الآن بعد ثلاث سنوات من الحرب ان الجيش الإسرائيلي رغم عدم الإستعداد الكافي والصعوبات المختلفة التي ظهرت تمكن من الحصول على مكسب إستراتيجي من الدرجة الأولى وهو القدرة على ردع حزب الله، وكذلك كشف كافة المخاطر الممكنة مستقبلاً والتهديدات المتوجب الإستعداد لمواجهتها وللمواجهات المستقبلية الجيش الإسرائيلي يقوم بالإستعدادات الملائمة .


الباحث بمعهد أبحاث الأمن القومي الميجور جنرال جيورا أيلاند
والذي يدير حالياً برنامج الأبحاث الخاص ببناء قوة الجيش أشار الى ان هنالك سبع نقاط هامة تتعلق بنتائج حرب لبنان الثانية، وهي ايضاً نقاط تتعلق بالنتائج التي إستخلصت من عملية "السور الواقي" (حومات ماجن) في الضفة الغربية وعملية "الرصاص المصبوب" (عوفيرت يتسوكاه) :
1- في مثل هذه الحروب هنالك هوة معينة بين التوقعات والقدرات، والمقصود توقعات المستوى السياسي وتوقعات وسائل الإعلام وقدرات المستوى العسكري والعملياتي وهنالك أربعة نقاط هامة في هذا الإطار:
أ-الإدعاء بأن الحرب إستغرقت الكثير من الوقت والفترة الطويلة التي إستمرت فيها الحرب، والإدعاءات انه إذا كان الجيش الإسرائيلي قوياً وكان بإمكانه عام 1967 حسم المعارك بسرعة فما هو سبب الإرتباك والتورط في حرب طويلة الأمد في لبنان وعدم القدرة على الحسم والإنتصار السريع مع الأخذ بعين الإعتبار ان الجيش الإسرائيلي يتمتع بقدرات عسكرية ضخمة.
ب- الإدعاء بأن هذه الحرب لم تكن حرباً حقيقية بالمعنى المعروف، ولذلك المتوجب هو ان لا تكون لدى إسرائيل الكثير من الخسائر والإصابات، حيث انه بالإمكان إدارة الحرب من بعيد دون المخاطرة بالقوات الإسرائيلية كثيراً .

ج- الإدعاء بأن هنالك حرباً ضد الأشرار والرغبة في القضاء على الكثيرين منهم وبالمقابل عدم رؤية إصابات بين المدنيين وخاصة النساء والأطفال.


د- الإدعاء أنه إذا كان هنالك إنتصار واضح فالمفروض أن تكون هنالك صور واضحة للإنتصار، وهزيمة واضحة وإستسلام للعدو.


نثر الوعود غير الواقعية


ويعتقد أيلاند أنه من الصعب الحصول على مثل هذه الإنجازات في حرب كالتي كانت, فالمستوى السياسي او الحكومة تنثر الوعود لأنها تسعى للحصول على التأييد من المواطنين لمثل هذه الحرب، ولذلك فمستوى التوقعات يرتفع ولاحقاً يتبين ان هنالك فوارق واضحة بين مستوى التوقعات والوضع الفعلي الميداني وهكذا تزداد الهوة بين ما يحدث فعلاً وبين ما يعتقد بأنه يجب أن يكون.

أما الأمر الذي هو خاص بإسرائيل فهو عدم صلابة المؤسسات القائمة التي تبين إمكانية إحداث الشروخ بها بسهولة وهذه إحدى مشكلات الحرب أنه كانت هنالك فجوات كبيرة بين الفئات المختلفة.
- داخل الجيش كانت هنالك مستويات مختلفة قامت وقبل ان تنتهي المعارك بنثر ونشر الإتهامات لكل حدب وصوب، وهذا الأمر عاد بالضرر على الجيش الإسرائيلي، خاصة على جيش الإحتياط، وهذا الأمر يخلق وضعاً غير صحي داخل الجيش، قد يؤدي الى تفاقم المشكلات القائمة , خاصة عقب الوعود التي لم تنفذ او لم تتحقق.
- الهوة التي ظهرت بين إدعاءات الجيش بتحقيق إنجازات ضخمة في لبنان وفي نفس الوقت إستمرار القصف الصاروخي على الجبهة الداخلية وإستمرار مكوث المواطنين داخل الملاجىء، ولذلك هنالك نوع من التناحر الإدراكي لدى المواطنين الذين يتصعبون في تقبل ما يحدث بتفهم .
- الفجوة الكبيرة بين المستوى السياسي والمستوى العسكري وهو ما حدث إيضاً في حروب سابقة عام 1973 وعام 1982 حيث كانت فوارق بين الجانبين العسكري والسياسي وعدم مقدرة الجيش على تحقيق توقعات المستوى السياسي .

2- أهمية تحديد الهدف , حيث انه في كل مخطط او أمر عسكري هنالك ثلاثة امور هامة او ثلاث نقاط أساسية وهي : الهدف والمهمة والنهج، أي ماهية الهدف المطلوب والمهمة المطلوب القيام بها ثم الطريقة او النهج المتوجب إتباعه لتنفيذ الأمر، وبكلمات اخرى الهدف هو الإجابة على السؤال ما هو المطلوب الحصول عليه، والمهمة هي ما المطلوب عمله ثم الطريقة او النهج أي كيفية تنفيذ الموضوع، وقد يبدو الأمر بسيطاً ولكن عندما نضع الهدف يتوجب وجود إستراتيجية تتماشى مع الهدف، وعندما لا يكون واضحاً وموضحاً ما هو المطلوب سواء الهدف او الإستراتيجية ففي هذه الحالة تظهر المشكلات وقد لا يكون مفهوماً كيفية تنفيذ الأوامر.

ويشير جيورا ايلاند انه يوم 12 تموز عقدت جلسة حكومية خاصة، ولكن لم توضح او تعرّف أهداف الحرب، وكل ما كان هنالك هو أنه كانت هنالك عملية ضد جنود إسرائيليين، وكانت هنالك تقارير من المخابرات والإستخبارات، ولكن السؤال كان ما هو الهدف؟ فالهدف من الحرب لم يكن واضحاً، فلم يكن واضحاً هل المطلوب هو عملية رد على العملية التى قامت بها منظمة حزب الله أي عملية إنتقامية، أم ان المطلوب هو تفعيل القوات الجوية لقصف مركز ومتواصل ضد أهداف لحزب الله وللدولة اللبنانية ثم انتظار طلب من لبنان بوقف إطلاق النار، ومع ذلك مثل هذا الأمر لن يؤدي الى إعادة المختطفين، ولن يؤدي الى هزيمة حزب الله، وكان من الممكن ايضاً ان يكون الهدف الحصول على إنجاز معين وضمن ذلك ردع معين لحزب الله وتغيير قواعد اللعبة بين الجانبين وكل ذلك من خلال دفع ثمن معين وغيركبير، ولكن إذا كانت المشكلة هي منظمة حزب الله فالمطلوب هو ضرب منظمة حزب الله، وهذا يستدعي عملية من نوع آخر مثل إستدعاء قوات الإحتياط والقيام بعملية ميدانية واسعة المدى حتى خط الليطاني وبالطبع هنالك ثمن لمثل هذه العملية .

أهداف غير واضحة


ويؤكد ايلاند ان النقطة الأساسية تبقى حول السؤال: ما المطلوب الحصول عليه؟ ولا يمكن ان يكون هنالك وضع تبدأ فيه العمليات العسكرية ولاحقاً يبدأ التفكير في الإستراتيجية المطلوب إتباعها وهذه هي إحدى نقاط الفشل في الحرب أي عدم تحديد الأهداف، ومثل هذا الأمر حدث خلال الحرب ضد غزة فيما سمي بعملية الرصاص المصبوب حيث أعلن عن الهدف وهو التوصل الى أوضاع أمنية افضل، ولكن مثل هذا التصريح لا يمكن ترجمته الى هدف عسكري واضح، وفقط لاحقاً كانت هنالك نقاشات بين المستويين العسكري والسياسي حول الأهداف المطلوبة :

1- بلورة وضع من الردع وهذا يتطلب عملية غير كبيرة ومن الممكن إنهاء العملية خلال الهجوم الأول .
2- عملية لضرب قدرات حركة حماس مما يؤدي الى الردع والى زعزعة قدرات حماس العسكرية وقصف البنى التحتية والأنفاق لشل قدرة حماس على الإستمرار في العمليات .
3- القضاء على حكم حركة حماس نهائياً والدخول الى قطاع غزة.

ويؤكد ايلاند ان النقاشات بهذا الصدد إستمرت عشرة أيام على الأقل دون صلة بما يحدث فعلياً على الجبهة في قطاع غزة، ولذلك فالنقطة الهامة هي الهدف وتوضيح ماهية الهدف المطلوب .

ويضيف أيلاند أنه كانت هنالك أيضاً مشكلات مشابهة لأن القيادة العسكرية أجبرت المستوى السياسي الحكومي على التفكير فيما يتوجب الحصول عليه من العمليات العسكرية، وهل يتضمن ذلك أهدافاً للسلطة الوطنية الفلسطينية أم لا كذلك لأي مناطق يتوجب الدخول.

3- المطلوب هو معرفة القدرات العسكرية لأنه في حال ان الحكومة أو المجلس الوزاري المصغر ليست لديهم الدراية الكافية بهذا المجال فمعنى ذلك وجود مشكلة بين ما يمكن القيام به أي القدرات الحقيقية الفعلية وبين التصريحات، فبين السنوات 2003 – 2006 كانت هنالك تقليصات في الميزانيات العسكرية التي حصل عليها الجيش، وكانت المشكلة لدي الجيش في اية مجالات يتوجب التقليص، وتبين لاحقاً ان التقليص كان في مستوى الإستعدادات والتدريبات وإحتياطي الأسلحة وما الى ذلك، وهذا الأمر أثر لاحقاً على إمكانيات الجيش في بعض المجالات، وكان من الممكن تدارك بعض الأمور فيما لو كانت هنالك تغييرات إستراتيجية واضحة، وهنالك ما يكفي من الوقت للإستعدادات، ولكن في حرب لبنان الثانية لم يكن ما يكفي من الوقت ولم تكن دولة إسرائيل المبادرة الى الحرب أي لم تكن إستعدادات كافية في الوقت المناسب بل إن ما قام به حزب الله أدى الى الحرب دون أن تكون إستعدادات كافية، والحكومة الإسرائيلية قررت دخول الحرب في 12 تموز وهي بذلك فاجأت نفسها والجيش الإسرائيلي بينما على سبيل المثال الحرب في العام 1982 بدأت الإستعدادات لها قبل سنة، وكان القرار منذ 1981 وكان قراراً إستراتيجياً لدخول حرب ضد منظمة التحرير الفلسطينية. ويرى ايلاند أن على الحكومة عدم الإنتظار بل فحص كافة الإمكانيات، ويورد على سبيل المثال أن رئيس الوزراء في حينه إيهود اولمرت صرح أنه لم يتلق من الجيش أية إقتراحات بشأن الهجوم البري الميداني، وهذا الأمر بحد ذاته مستهجن لآن المفروض ان تقوم الحكومة بإتخاذ القرارات وعدم إنتظار الجيش لأن كل قرار سياسي له تأثير على العمليات العسكرية، وايضاً كل عملية عسكرية تؤثر على الأوضاع السياسية، وبالتالي على الحكومة أن تكون بيدها الخيوط الملائمة، ويجب ان يكون نقاش حقيقي وحوار دائم بين المستويين العسكري والسياسي، ولذلك التجربة تشير الى ضرورة وجود مجموعة جادة تتكون من رئيس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس الأركان وبعض الخبراء والوزراء من أجل تداول الموضوعات الهامة، ومتابعة الأحداث، وإتخاذ القرارات الملائمة، من جهة أخرى يتوجب أيضاً أن تكون النقاشات والحوارات بالشكل الملائم ودون تضخيم كما حدث في العمليات العسكرية ضد غزة حيث كانت هنالك نقاشات أكثر من اللازم الأمر الذي أعاق نشاطات الجيش وأحياناً كانت له آثار سلبية لأن بعض النقاشات لم تكن ذات أهمية للعمليات العسكرية وتم تداول نقاط معينة بشكل متواصل ودون ضرورة.


تحديد قواعد جديدة للمواجهة


4- كان هنالك إعتقاد بأن العدو سوف يعمل من داخل مناطق مدنية، ومن داخل القرى في جنوب لبنان، او من داخل مخيمات اللاجئين في غزة، وهنا السؤال هو هل يتوجب التعامل مع الواقع حسب القواعد التي يضعها العدو أم حسب قواعد أخرى، حيث انه من الممكن أن تكون هنالك مشكلات في القتال داخل المناطق السكنية، وهنالك مشكلات عسكرية ميدانية وايضاً مشكلات سياسية إجتماعية، وتبين من خلال العمليات التي خاضها الجيش الإسرائيلي في لبنان والضفة الغربية وغزة أن لديه القدرات الكافية لقتال متواصل، وتبين أن الإصابات بين المواطنين المدنيين وتدمير الممتلكات يؤدي الى مكسب واضح وهو أن يفهم العدو انه لا يوجد لديه مكان للفرار إليه، ثم أن هنالك ضغوطاً من السكان المدنيين المتضررين والذين يوجهون سخطهم تجاه التنظيمات التي تعمل من داخل القرى او المخيمات. ومن هنا يرى أيلاند أن على الجيش عدم التردد في هذا المجال كما حدث في حرب لبنان، وهذا يعنى عدم التردد في دخول القرى والمناطق المدنية لأن التردد كان جزءاً من الفشل.


5- بالنسبة للشرعية الدولية يرى أيلاند أنه كان هنالك الكثير من التفكير في إسرائيل بالنسبة لموقف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، وهذا الأمر من الممكن ان يتغير بمرور الوقت، أي انه من الممكن ان تكون حالة غضب تجاه إسرائيل ولكن هذا الأمر يتبقى لفترة قصيرة ثم يختفى وتعود الشرعية لإسرائيل، ويستمر التأييد لمواقفها، وعل سبيل المثال يقول أيلاند أنه كانت هنالك خلال عملية السور الواقي ضغوط أمريكية كثيرة وتدخلت الإدارة الأمريكية وبالذات وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس التى طلبت من الحكومة التراجع وعدم دخول المخيمات ولكن بعد فترة عادت السياسة الأمريكية كما كانت، والموقف الإسرائيلي حقق الإنجازات المطلوبة، ولذلك يعتقد أيلاند بأنه في نهاية الأمر الضغوط والإنتقادات الدولية تتلاشى.


6- حول الصلات بين الإنجازات العسكرية والمكاسب السياسية يرى أيلاند أنه لا توجد دائماً صلات واضحة، ولكن يتوجب دائماً قبل الخروج لعملية عسكرية التفكير في الإنجازات السياسية المطلوبة، وكان من المتوجب على الحكومة الإسرائيلية أن تطلع الولايات المتحدة على مخططاتها بشأن العمليات العسكرية، وكان رئيس الوزراء اولمرت قد سافر للولايات المتحدة في نيسان 2006، وكان من المفروض ان يقوم اولمرت بتداول موضوع لبنان ايضاً الى جانب القضايا الأخرى المطروحة مسألة إيران والموضوع الفلسطيني ولكن الحكومة الإسرائيلية رأت في موضوع لبنان موضوعاً هامشياً غير مهم، بينما قبل الحرب ضد غزة كانت هنالك إستعدادات ملائمة وحملة إعلامية مما أدى الى حصول إسرائيل على تأييد من زعماء الدول الأوروبية والإدارة الأمريكية، ولذلك يرى أيلاند أن المعركة السياسية يجب أن تبدأ قبل المعركة العسكرية.



نتائج مستقبلية كالنتائج الماضية


7- في حال اندلاع حرب جديدة مثلاً حرباً لبنانية ثالثة يعتقد أيلاند بأنه لا شيء سيتغير ولن تكون الحرب الثالثة مختلفة عن الثانية رغم أن هنالك إستعدادات في الجيش وتحضيرات كثيرة، وكذلك كانت هنالك إستعدادات كثيرة في الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وبالمقابل هنالك تغييرات لدى حزب الله من حيث كميات الأسلحة والتدريبات والإستحكامات في القرى والإستحكامات تحت سطح الأرض والأجهزة الإلكترونية وما الى ذلك بحيث أنه لدى الجيش الإسرائيلي القدرات على ضربات قوية ضد حزب الله وبالمقابل لدى حزب الله إمكانيات واسعة لضرب الجبهة الداخلية الإسرائيلية، ولكن في حال أن هنالك تفييرات في التوجهات الإسرائيلية بالنسبة لتعريف من هو العدو فستكون هنالك إنجازات أفضل، وهذا يعني أن عل إسرائيل أن تعرّف العدو بالشكل الأوضح وكما أنه تم تعريف العدو في السور الواقي على أنه أيضاً السلطة الفلسطينية فهذا سهل العمليات العسكرية، ومن الممكن أن يكون الأمر بالنسبة لتعريف العدو في لبنان بأنه ليس فقط حزب الله بل ايضاً الدولة اللبنانية التي يتوجب عليها أن تكون مسؤولة وبالتالي سيكون من الأسهل للجيش الإسرائيلي إحراز إنجازات وإنتصارات.

ويؤكد أيلاند أن على إسرائيل أن تتخذ موقفاَ جديداً، يرى في الحكومة والدولة اللبنانية المسؤولين لأنه دون ذلك لن يكون من الممكن الإنتصار ضد حزب الله في حال حدوث حرب مستقبلية، وعلى إسرائيل القيام بحملات إعلامية تشرح الموقف الإسرائيلي بالشكل الصحيح وطالما أن هنالك جهات كثيرة معنية بتكامل لبنان والإستقرار فيها فسوف يكون بإمكان إسرائيل إقناع الآخرين بصحة الموقف الإسرائيلي .
ويرى جيورا ايلاند أن القرار الأفضل الذي إتخذه الجيش الإسرائيلي كان قصف منطقة الضاحية في بيروت وتدميرها بشكل كبير، وهذا أثر كثيراً على منظمة حزب الله لاحقاً وخاصة الدمار الكبير الذي تطلب من حزب الله تقديم الشروحات للمواطنين وايضاً الدمار إستهلك الكثير من الميزانيات.

الميجور جنرال إحتياط موشيه كابلينسكي "كابلان" نائب رئيس الأركان سابقا
ً تحدث بشكل عام عن تجربته قبل وخلال وبعد الحرب، وكابلينسكي درس الفنون الحربية بكلية المارينس بالولايات المتحدة، وأنهى دورة ضباط في هذا المجال، ودرس أيضاً في الكلية الحربية الإسرائيلية التابعة لقيادة الأركان وكان في السابق السكرتير العسكري لرئيس الوزراء اريئيل شارون، وشغل ايضاً منصب قائد المنطقة الوسطى خلال فترة الإنتفاضة الفلسطينية، وكان من قيادات الوحدات الخاصة في جولاني، وخلال حرب لبنان الثانية شغل منصب نائب رئيس اركان الجيش الإسرائيلي، وكان مرشحاً لأن يكون رئيساً للأركان بعد دان حالوتس ولكن في أعقاب ما حدث في الحرب وإستقالة دان حالوتس تراجع كابلينسكي عن ترشيح نفسه.


تقليص الميزانيات وغياب لغة الحوار


وأشار كابلينسكي في بداية حديثه الى ان الجيش الإسرائيلي كان منشغلاً بالكثير من الأمور في الضفة الغربية وغزة، وكانت هنالك تقليصات في الميزانيات، ومع ذلك تمكن الجيش الإسرائيلي من تحقيق الكثير من الإنجازات في العمليات ضد التنظيمات الفلسطينية، وبالفعل كانت هنالك إنتصارات كثيرة ولكن بالمقابل أهملت بعض الجوانب حيث كانت هنالك إستعدادات أقل للمواجهات المستقبلية وقلّت التدريبات وتم إهمال موضوع إحتياطي الأسلحة حيث أن الوحدات الخاصة التي عملت في الضفة العربية وغزة حصلت على أفضل التجهيزات بينما لم تكن هنالك عملية متابعة لما يوجد في الإحتياطي، وأصبحت الجبهة الشمالية جبهة ثانوية حيث إنشغلت القوات الإسرائيلية بالقتال ضد الفلسطينيين، وحققت إنجازات كثيرة ففي العام 2002 كانت هنالك 42 عملية في الجبهة الداخلية الإسرائيلية أدت الى 260 قتيلاً بينما في العام 2006 كانت هنالك فقط عمليتان بنتيجة 17 قتيلاً، وهذه الإنجازات كانت على حساب التدريبات، فالجيش الإسرائيلي لم يقم بالتدريبات العسكرية بالشكل المناسب والضروري لمواجهات مستقبلية مثل حرب لبنان الثانية، ويوضح كابلينسكي موقفه بالقول أنه كان معنياً بأن تكون هنالك تدريبات عسكرية من أجل الحفاظ على القدرات العسكرية للوحدات القتالية ولكن التدريبات كانت تتعلق أكثر بنوعية المواجهات مع المقاتلين الفلسطينيين، ولم يكن من الممكن خلال فترة قصيرة جسر الهوة في هذا المجال، وكانت هنالك مخططات للتدريب ضمن برنامج "مقلاع" (كيلع) ولن لم تكن كافية، وعلى صعيد الجيش البري الميداني كانت هنالك الكثير من التقليصات وضمن ذلك وقف نشاط أقسام من الوحدات وعدم تشغيل جزء من المدرعات والدبابات وحتى وصل الأمر الى قرار بفصل 6000 من العاملين ضمن الوحدات الدائمة بالجيش، والى جانب ذلك كانت هنالك تقليصات في الميزانيات والتقليصات في الميزانيات ادت الى تقليل ايام التدريبات للإحتياط وتقليص المشتريات العسكرية والأسلحة وما الى ذلك ومنذ العام 2001 هنالك تقليصات وقلت التدريبات بالسلاح الحي.


ويورد كابلينسكي خلال حديثه ما يتعلق بالمفاهيم الجديدة بالجيش الإسرائيلي حيث أنه بدأت قبل العام 2006 نقاشات بشأن الرؤية الجديدة المتعلقة بالدمج بين قوة النيران والمناورات العسكرية أي ما يسمى بالحسم المندمج وبناء لغة عسكرية جديدة تتعلق بالمفاهيم الجديدة المطروحة على الساحة القتالية، ولكن لم تستكمل هذه الأمور بالشكل الملائم قبيل بدء حرب لبنان الثانية , حيث لم تكن هنالك تدريبات ملائمة في الوحدات القتالية والقيادات، ولم يتم إكتشاف مواطن الضعف وإصلاحها، ويرى كابلينسكي أن هنالك خمس نقاط أساسية بهذا المضمار :


1- فشل القيادات العسكرية في تغيير الرؤية العامة داخل الجيش ولدى الحكومة والجمهور، ولم يفهم الجميع ان ما كان في الضفة والقطاع كان حرباً وليس مجرد معارك، والجيش بناء على ذلك لم يستعد بالشكل الملائم للتغييرات المستقبلية، وقائد الأركان اشار الى ضرورة التفكير بشكل مختلف ولكن لم يتم أي تغيير عملي وملموس، وعلى هذا الصعيد لم يتم إعداد قوات الإحتياط بالشكل الملائم، ولم يتم في الحرب تعبئة الإحتياط بالوقت الملائم، كذلك لم يتم الإعداد لحالة طوارىء في الجبهة الداخلية بالشكل الملائم، وكانت النتيجة بقاء القيادات الميدانية أمام شاشات حواسيب البلازما، ولم يكن واضحاً بالشكل الملائم حقيقة ما يحدث في ساحة القتال، ومقولة "إجلس ولا تفعل شيئاً" كانت المقولة الحقيقية التي يجب أن تنطبق على الحالة القائمة.

2- الفشل لدى القيادات في عدم محاولة تقليص مدة الحرب، فالعدو، حزب الله، لم يكن من الممكن القضاء عليه بضربة قاضية، ولكن الجيش الإسرائيلي لم يتعامل بالشكل المناسب مع الواقع القائم حيث تعرضت الجبهة الداخلية للقصف بشكل مستمر ولم تتم دراسة تأثير ذلك على المواطنين، كذلك كانت هنالك أخطاء في تقدير الموقف الأمريكي وما يمكن ان تقوم به الولايات المتحدة، حيث كان الإعتقاد بأن الإدارة الأمريكية سوف تضغط على إسرائيل لوقف القتال بينما العكس كان صحيحاً لأن الإدارة الأمريكية كانت معنية بتقليص قوة حزب الله وبالتالي تقليص التأثير الإيراني بالمنطقة. ويعتقد كابلينسكي أنه كان على إسرائيل تعريف الأهداف التي تريدها وإتخاذ القرارات بشأن كيفية إنهاء الحرب أي: ما هو المطلوب تحقيقه مع نهاية الحرب، هل مجرد ضربة أم حسم المعركة أم غير ذلك ؟ وهنا كان من المفروض إتخاذ القرارات الملائمة بشأن القوات البرية ودورها على الساحة الميدانية.
3- عدم إتخاذ قرار بإستدعاء قوات الإحتياط بسرعة ومع بداية الحرب كان خطأً لأن تعبئة الإحتياط وحتى لو لم يتم دخول الإحتياط للحرب كان من الممكن ان يكون له التأثير الرادع على الجانب الآخر، ولذلك فالمعضلة في التفكير بشأن تعبئة الإحتياط كانت في غير صالح الأهداف الإسرائيلية .
4- الإستعدادات والإدارة للحرب لم تكن بالمستوى المطلوب حيث لم تكن هنالك مخططات عملية وخطط حربية جاهزة، وكان من المفروض أن تكون هنالك نقاشات وحوارات ودراسات ملائمة ثم تحضير الخطط الحربية تحسباً لأي طارىء , وضمن هذا الأمر يرى كابلينسكي أن القوات الإسرائيلية كان ينقصها الإدارة الملائمة لشؤون الحرب والعمليات الحربية، ولم تكن هنالك لغة مشتركة واضحة بين رئاسة الأركان والقيادات الميدانية وكانت العمليات تجري دون وجود خطط حربية مدروسة مسبقاً ومعدة مسبقاً ولذلك كانت حالة إنعدام وضوح بشأن الأهداف.
5- عدم وجود مبادرة الى جانب إنعدام التعامل مع الأمور بالشكل الملائم، وبهذا الصدد يؤكد كابلينسكي أن الجيش الإسرائيلي قام بدراسة الأخطاء التي حدثت وتم تكليفه بشكل خاص بفحص الكثير من النقاط المتعلقة بالإخفاقات والإستنتاجات التي يصل إليها كابلينسكي هي أن المشكلة بدأت في عدم وجود لغة حوار ملائمة بين الجيش والحكومة او بين المستويين العسكري والسياسي، كانت هنالك أيضاً مشكلة داخل الجيش بين القيادات المختلفة حيث كان من المفروض ان يكون هنالك نقاش واضح وشفافية في العلاقات، وبالفعل بدأت عملية تغيير في هذا المجال سيكون لها أثر بعيد في حالة دخول إسرائيل حرباً قادمة.

وتحدث
رئيس معهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل ابيب البروفيسور عوديد عيرانالذي يشغل المنصب الحالي منذ تموز 2008، وهو يحمل الدكتوراه من جامعة لندن، ومختص بالعلاقات الأوروبية الإسرائيلية والأمريكية الإسرائيلية والقضايا الدبلوماسية، وشغل في السابق مناصب عديدة في السلك الدبلوماسي ووزارة الخارجية، وضمن ذلك شغل منصب المدير العام لفرع الكونجرس اليهودي العالمي WJC، وهو مستشار للجنة الفرعية للجنة الخارجية والأمن بالكنيست، وشغل قبل ذلك منصب السفير الإسرائيلي العام لدى مؤسسات الإتحاد الأوروبي في بروكسل، وكان سفيراً في الأردن ورئيساً لطاقم المفاوضات مع الجانب الفلسطيني بشأن الإتفاقيات المرحلية والقضايا الجوهرية الى جانب انه شغل في السابق منصب القنصل الإسرائيلي في الولايات المتحدة. وأشار عيران في بداية حديثه إلى ان الحدود اللبنانية كانت دائماً الحدود التي أدت الى أكبر عدد من القرارات الدولية وذلك بسبب وجود منظمات مختلفة تمارس نشاطاتها في لبنان وبينما هنالك تفاهم بين غسرائيل والدول العربية المجاورة وحتى مع سوريا بشأن الحدود لا يوجد مثل هذا الأمر مع لبنان ولا توجد لدى الحكومات اللبنانية القوة الكافية لفرض السيادة بهذا المعنى، وقد يكون هنالك تأثير لموضوع للبنية الطائفية في لبنان والبنية السياسية، فالحكومة اللبنانية الشرعية لا يمكنها السيطرة بالشكل الملائم ومنذ العام 1978 تطالب إسرائيل بنفس المطالب وهي:

1- ان تكون هنالك سيطرة للحكومة اللبنانية الشرعية وسيادة واضحة.

2- أن تكون هنالك قوات دولية ذات صلاحيات على الحدود.

قرارات لا تروق لإسرائيل


وبالنسبة للقرارات الدولية يرى عيران انها لا تطبق بالشكل المطلوب فالقرارات 425 و1559 واضحة وتدعو أيضاً الى التالي:

1- فرض السيادة اللبنانية من خلال الحكومة اللبنانية وعلى كل المناطق اللبنانية.
2- وجود قوات دولية ذات صلاحيات قوية تساهم في تطبيق السيادة اللبنانية.

ويؤكد البروفيسور عيران ان الجانب السياسي والإعلامي الخاص بحرب لبنان الثانية كان مهملاً مع ان هذا الجانب لا يحتاج الى التدريبات والميزانيات والتعبئة للإحتياط ولكن مع ذلك يشير عيران الى ان وزارة الخارجية الإسرائيلية بلورت خططاً في هذا المجال أشارت الى النقاط التالية :

1- ضرورة منح قوات الأمم المتحدة في لبنان إمكانية إطلاق النار وإستخدام القوة في حال الضرورة .
2- جعل المنطقة جنوب الليطاني منزوعة السلاح.
3- تفكيك حزب الله من الأسلحة.
4- تشكيل جهاز تنسيق امني بين إسرائيل ولبنان.
5- بناء وترميم لبنان من خلال خطة دولية على أن يكون ذلك منوطاً بنزع سلاح حزب الله .
6- منع وصول الأسلحة للتنظيمات غير الحكومية في لبنان .

ولكن مع أن وزارة الخارجية قدمت هذه التوصيات للحكومة الإسرائيلية إلا انه لم تكن هنالك نقاشات جادة بهذا المضمار، ولاحقاً كانت هنالك إقتراحات قدمت من جانب الحكومة اللبنانية تضمنت سبع نقاط، وتحدثت المبادرة اللبنانية حول موضوعات قريبة مما تم التوصل اليه في لإتفاقية الطائف وهو ما لا يروق لحكومة إسرائيل , ولكن لم تكن أي خطوات فعلية بهذا الصدد بل كان هنالك إجتماع خاص للحكومة الإسرائيلية قبيل الإعلان عن قرار 1701 وقررت الحكومة الإسرائيلية التالي:

1- ضرورة إعادة الأسرى دون قيد او شرط .
2- إيقاف كل العمليات الحربية من لبنان وضمن ذلك وقف إطلاق الصواريخ .
3- تطبيق كامل للقرار 1559 وضمن ذلك تفكيك اسلحة المليشيات.
4- نشر قوات دولية على الحدود على ان تكون ذات صلاحيات واسعة .
5- منع إستعادة حزب الله قوته العسكرية ومنع تسلحه بأسلحة صاروخية ومنع تهريب الأسلحة.

مع ذلك لم يتم تطبيق هذه النقاط كما ارادت إسرائيل ولجنة التحقيق الرسمية "لجنة فينوجراد" أشارت الى القرار 1701 بشكل إيجابي، ولكن في نهاية الأمر القرار كان نتيجة مباحثات بين فرنسا والولايات المتحدة ولم تؤثر إسرائيل كثيراً في هذا المجال رغم ان الإدارة الأمريكية كانت في حينه الإدارة الأكثر قرباً لإسرائيل وهنا يطرح عيران الفكرة في أن الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة هي إدارة مختلفة وقد يكون هنالك واقع جديد خاصة فيما يتعلق بالجانب الفلسطيني وهو ما يلزم الحكومة الإسرائيلية بدراسة الموقف بشكل أكثر تعمقاً , وعلى سبيل المثال لم تكن إسرائيل على إستعداد لتقبل ذكر مزارع شبعا في القرار 1701 ولكن مع ذلك ذكرت هذه المزارع.


ويقارن عيران بين ما حدث في لبنان وبين ما يمكن أن يجري في المناطق الفلسطينية، ويرى أن هنالك نقاطاً كثيرة مشابهة على إسرائيل ان تأخذها بعين الإعتبار، وعلى إسرائيل أن تاخذ بعين الإعتبار وسائل حماية أراضيها في حال حدوث تدهور يؤدي الى أية عمليات على غرار ما حدث مع لبنان وضمن ذلك إطلاق الصواريخ نحو الأراضي الإسرائيلية مثلاً في حال وجود دولة فلسطينية لها حدود مشتركة مع إسرائيل، ما الذي يمكن ان تفعله إسرائيل في هذه الحالة وهل يمكن السماح بوجود قوات دولية قد تعيق النشاطات العسكرية الإسرائيلية في المناطق التي تشكل تهديداً لإسرائيل، وبالنسبة للبنان يؤكد عيران إعتقاده بأن على إسرائيل ان تبحث بشكل جاد للمستقبل من ستكون في نظرها الجهة المسؤولة في لبنان وهل هي الحكومة اللبنانية ام غير ذلك بما في ذلك من تداعيات على كافة الجوانب.


وتحدث
البروفيسور إيال زيسر رئيس مركز دايان لدراسات الشرق الأوسط وافريقياوهو محاضر وباحث في جامعة تل ابيب، ومختص بتاريخ سوريا ولبنان، وخدم في السابق بالمخابرات العسكرية، وكتب رسالة الدكتوراه في جامعة تل ابيب وعنوانها "لبنان في فترة رئاسة بشارة الخوري 1952-1943. "ويعتبر من المحللين المطلوبين في وسائل الإعلام الإسرائيلية الى جانب كونه محاضراً ضمن دورات خاصة لضباط الجيش الإسرائيلي، ويرى زيسر أنه منذ الحرب عام 2006 حدثت تغييرات كثيرة تتعلق بمنظمة حزب الله، فموقف حزب الله أصبح أكثر صعوبة، والأمين العام حسن نصر الله هبطت شعبيته بشكل كبير بعد ان كان في السابق ذا شعبية واسعة. ويقول زيسر ان معهد الأبحاث والإحصاءات "زغبي" بالولايات المتحدة ومن خلال إحصاءات قام بها وجد ان هنالك هبوطاً في شعبية حسن نصر الله من 26 بالمئة الى 6 بالمئة فقط ويضيف زيسر ان حزب الله منذ العام 2000 حصل عل بعض الإنجازات حيث ان القوات الإسرائيلية غادرت لبنان وبالتالي كان هذا بمثابة إنتصاراً لحزب الله والأمين العام اصبح شخصية معترفاً بها لدرجة انه شارك في إجتماعات الدول الفرانكوفونية في بيروت في 18 تشرين اول 2002 ومنذ العام 2002، كانت هنالك تغييرات هامة في لبنان بالنسبة لحزب الله.

إستراتيجية التقدم خطوة بعد خطوة


- إرتفاع اهمية الطائفة الشيعية بفضل حزب الله والمطالبة بالحصول على ميزانيات أكبر من الميزانية العامة للدولة اللبنانية وأيضاً أصبحت الطائفة الشيعية الأكبر على الصعيد الديموغرافي ولكن مع ذلك 15 بالمئة فقط من المقاعد في البرلمان هي للشيعة أي 27 مقعداً من أصل 128 مع أن الشيعة وزنهم من حيث العدد هو الضعف، ولذلك فالطائفة الشيعية لا ترى في مثل هذا الأمر أمراً عاديا، وسوف تستمر في العمل من أجل التغيير، ومنظمة حزب الله هي الرائدة في ذلك لإيصال الإحتجاجات الشيعية، وبالنسبة لنتائج الإنتخابات الأخيرة بلبنان يقول زيسر أن الإئتلاف الحاكم حصل على 71 مقعداً (69 مقعداً من الإئتلاف و2 مقاعد من المستقلين) بينما حصلت المعارضة على 57 مقعداً، ومن حيث عدد المصوتين يتبين ان النتائج هي ان 66 بالمئة صوتوا للمعارضة التي هي حزب الله وحركة امل وأنصارالعماد ميشيل عون بينما 33 بالمئة فقط صوتوا للإئتلاف ولكن بسبب طريقة الإنتخابات وحساب الأصوات لم يكن بإمكان المعارضة ترجمة التأييد الشعبي لمقاعد برلمانية، وهنالك توتر مستمر بين المعسكرين، وعملياً هذا التوتر قائم بين الطوائف بسبب آلية الإنتخابات وبسبب الدستور الذي وضع في الماضي ولا يلائم الأوضاع الحالية، ولذلك من الصعب على طائفة كالطائفة الشيعية ان تحصل على تمثيل نيابي وحكومي يتناسب مع كونها اكبر طائفة في لبنان إلا في حال تغيير طريقة الإنتخابات، وهذا التغييرليس في صالح الطوائف الأخرى كالطوائف المسيحية وبشكل خاص الطائفة المارونية، وطريقة الإنتخابات تقيم وزناً للطائفية بالأساس فهنالك إطار يتم السير حسبه وهو بالمناصفة 64 من المقاعد البرلمانية للطواتف المسيحية و64 من المقاعد للطوائف الإسلامية، والطائفة المارونية على سبيل المثال لها 34 مقعداً رغم انها تشكل 15 بالمئة فقط من السكان بينما للطائفة الإسلامية السنية 27 مقعداً وللطائفة الإسلامية الشيعية 27 مقعداً وهذه المقاعد تمثل كل الشيعة حزب الله وحركة امل والمستقلون بينما الشيعة في لبنان يشكلون 40 بالمئة من السكان وبذلك لمنظمة حزب الله فقط 15 بالمئة من المقاعد البرلمانية، ويؤكد البروفيسور زيسر أن التقسيم الطائفي كان ومازال قائماً ومحاولات التغيير دون موافقة كل الطوائف تعني الدخول في حرب أهلية، ولذلك منظمة حزب الله وحركة امل وبسبب عدم قدرتهما على الفوز والسيطرة على الإئتلاف فسوف تستمرمساعيهما لتوسيع نفوذها في لبنان، وبشكل خاص منظمة حزب الله التي ستستمر في تخزين وتكديس الأسلحة وتدريب كوادر جديدة من المحاربين وبشكل خاص سوف تهتم بالأسلحة الصاروخية المضادة للطائرات والسفن والتجهيزات والعتاد الإلكتروني على اعتبار أن هنالك تأييداً شعبياً واسعاً لحزب الله وحركة أمل، وقد يترجم هذا التأييد لمقاعد برلمانية في مرحلة لاحقة.

إستراتيجية حزب الله كما يراها زيسر هي التقدم خطوة بعد خطوة من أجل تغييرالواقع القائم دون اللجوء للمواجهات العنيفة، وبعيداً عن الحرب الأهلية، والهدف الأساسي إنتخابات حقيقية تمنح كل جانب التمثيل المناسب حسب قوته الحقيقية في صناديق الإقتراع , وقد اعلن حزب الله عن رغبته بالتغيير منذ العام 1988، وتحويل لبنان الى جمهورية إسلامية مع إستمرار في المواجهات ضد إسرائيل لتحرير القدس، وتمكن حزب الله خلال سنوات من تحسين أوضاع الطائفة الشيعية في كافة المجالات، وأصبحت منظمة حزب الله المنظمة الأقوى في لبنان، وتمكنت من السيطرة على 80 بالمئة من السلطات المحلية الشيعية.
وعلى صعيد الصراع مع إسرائيل يقول زيسر أن حزب الله تمكن من خلال الإنجازات التي حققها ان يعزز من مكانته في الدولة اللبنانية، والأمين العام حسن نصر الله بادر الى التحدث عن إنجازات حزب الله في العديد من الخطابات وأشهرها الخطاب حول بيت العنكبوت والوهن الإسرائيلي، وبالمقابل لم تقم اسرائيل بنشاطات تؤدي الى هدوء على الحدود على غرار ما حدث مع الدول العربية الأخرى.

ويعتقد إيال زيسر أن حزب الله بعد الحرب الأخيرة معني ويهتم بشكل أكبر بالساحة اللبنانية وما يحدث داخل لبنان، وحالياً هنالك ما يدعو حزب الله الى عدم إثارة القلاقل في لبنان حيث ان هنالك تراجعاً في مركزه عما كان في السابق والنتائج في الإنتخابات كانت مؤشراً على الهبوط الفعلي في مكانة حزب الله كذلك القرار 1701 الذي كان له تأثير هام على حزب الله ووضعه في لبنان حيث أن الحرب ايضاً كشفت الصلات بين حزب الله وإيران والتدخل الإيراني في الشؤون اللبنانية، ولكن مع ذلك لا يعني هذا ان منظمة حزب الله تراجعت عن إمكانية خوض حرب جديدة مع إسرائيل.


حسابات المتسلقين


المتحدث الأخير كان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي سابقاً
الليفتنانت جنرال دان حالوتس , ودان حالوتس ولد في تل ابيب عام 1948، والده إيراني الأصل ووالدته عراقية الأصل، وقد درس موضوع الإقتصاد بجامعة تل ابيب، وأنهى دورة للطيران وأصبح طياراً فعلياً عام 1968، وشارك في العديد من الغارات ضد مواقع في الدول العربية، وشغل منصب محاضر في الكلية العسكرية الإسرائيلية للطيران ثم عين قائداً لسلاح الطيران، وفي عهده قام سلاح الجو الإسرائيلي بقصف البيت الذي تواجد فيه القائد العسكري لحركة حماس صلاح شحادة وأدى القصف الى مقتل العديد من الأطفال الى جانب كل من تواجد في البيت، وقد رفضت المحكمة العليا الإلتماس الذي قدم لها بشأن منع دان حالوتس من الحصول على منصب رئاسة اركان الجيش الإسرائيلي عقب العملية الإسرائيلية التي أدت الى إستشهاد الفلسطينيين وعلى رأسهم القائد صلاح شحادة , والمعروف ان هنالك عدة دعاوى قدمت ضد دان حالوتس في محاكم الدول الأوروبية بتهمة القيام بجرائم حرب ومؤخراً الدعوى في المحاكم الإسبانية والتي قد ينظر فيها لاحقاً .
ويقول حالوتس ان الحرب أدت الى الهدوء القائم على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، وهو هدوء لم يكن مثيل له منذ سنوات السبعين على حد قول حالوتس، وهنالك ثمن لمثل هذا الأمر كما يرى حالوتس الذي يهاجم المنتقدين لما حدث في الحرب، ويقول أنه لم يكن من الممكن القيام بغير ذلك، والبطولات التي قام بها الجنود الإسرائيليون لا يمكن ان تستغل لحساب بعض المتسلقين على حد قوله، ويؤكد أنه قدم التوصيات الخاصة للحكومة وللمستوى السياسي بناء على الواقع القائم وبناء على تحليل الأحداث السابقة، ويرى أنه بالمعطيات القائمة في حينه كان سيقدم نفس التوصيات في الفترة الحالية، والتوصيات التي قدمها حالوتس في 12 تموز كانت قد تبلورت خلال فترة طويلة قبل الحرب على حد قوله وليس كما إدعى البعض أنها توصيات كتبت يوم عملية الإختطاف. ويشير حالوتس إلى أن توصياته تضمنت الهجوم على حزب الله بعملية قوية تقزم إنجازت حزب الله، ويرى حالوتس ضرورة القصف الجوي ضد أهداف تابعة لحزب الله على إعتبار ان هذا القصف كان ضرورياً والنتيجة الهدوء الفعلي ولأنه لم تكن هنالك بدائل بينما الحرب لم يكن الهدف منها القضاء على حزب الله.
ويهاجم حالوتس بشدة منتقديه ويقول ان القيادة تمتحن من خلال القدرة على إتخاذ القرارات حتى لو كانت قرارات غير شعبية، وليس القدرة على التهرب من القرارات، ويدافع عن قراراته في الحرب والتوصيات التي قدمها , وضمن ذلك هاجم دان حالوتس وزير الدفاع الحالي إيهود باراك وقال إن باراك إستغل بشكل مقرف العائلات الثكلى واليتامى بإطلاقه الإتهامات تجاه القيادات العسكرية وضمن ذلك الإتهامات التى وجهت لحالوتس بأنه السبب في الاخطار التي ارتكبت وأدت الى مقتل الكثيرين من الجنود الإسرائيليين وأن البعض غطى على أخطار القيادات العليا على حساب دم القتلى .
ويؤكد حالوتس أن قرار دخول الحرب الذي إتخذته الحكومة كان صائباً ولم يكن من الممكن الإنتظار والنتيجة أن حسن نصر الله ما زال يختبىء في ملجأ تحت الأرض بينما سوريا ارتدعت وتبحث عن وسائل للتقرب للعالم الغربي وقد تكون الأحداث في إيران بعيد الإنتخابات هي أحداث ناتجة عما كان في الحرب حيث أن الجمهور الإيراني مل من دعم ما يسمى بمحور الشر .
وفي نهاية حديثه صرح حالوتس ان قوة حزب الله لم تكن واضحة للجيش الإسرائيلي، وبشكل ما كانت مفاجأة، وكان لا بد من التعامل مع الواقع كما هو

عن شبوة نت