نعتمد كعادتنا في فتح هذه الملفات على مقالات مجمعة حول الموضوع تشكل مادة خصبة لأي باحث
يريد معرفة حجم اختراق الماسونية للمجتمعات العربية والإسلامية

واليوم نقف عند تركيا
و تركيا تعد حتى هذه اللحظة منخورة من قبل الماسونية و الجمعات الصهيونية والمافيا العالمية
وهناك مؤشرات أن هذه المنظمات تستغل الأحزاب الإسلامية لخدمة مصالحها السياسية في المنطقة
وأول من أشار لذلك الكاتب يحيى هارون ، و زعيم حزب السعادة أربكان حيث شكك بمواقف أردوغان في منتدى دافوس وقال له لا يعني أنك عارضت الصهاينة لدقيقة بينما تمد يدك لهم طيلة الوقت
وننقل كلام أربكان كاملاً لما فيه من دلالة خطيرة قبيل الانتقال للماسونية:


فجّر رمز الإسلام السياسي في تركيا، رئيس الحكومة الأسبق نجم الدين أربكان، الأسبوع الماضي مفاجأةً من العيار الثقيل، بوصفه رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان والرئيس عبد الله غول بأنهما "أداة بيد المؤامرة الصهيونية" وقال أربكان "ببساطة، أردوغان وحزبه هما أداة بيد المؤامرة الصهيونية". حتى إنّ وصول الحزب إلى السلطة عام 2002 "حصل بمساعدة من الحركة اليهودية العالمية"، هكذا يرى أربكان، الذي تعهد العمل الحثيث لفكّ "الطوق الصهيوني المربوط حول عنق تركيا"، كلام صدر عن أربكان (84 عاماً) في مقابلة حصرية مع الصحيفة الأقرب للحزب الحاكم، "توداي زمان"، من منزله في العاصمة أنقرة ورداً على سؤال، تساءل أربكان: "لماذا وافق (أردوغان) على منح إسرائيل العضوية الكاملة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بدل وضع فيتو على عضويتها فيها؟ لماذا دفعت حكومته مليارات الدولارات في عقود عسكرية مع شركات إسرائيلية؟ لقد قال أردوغان لـ (الرئيس الإسرائيلي شمعون) بيريز "دقيقة واحدة" في منتدى دافوس، لكنه واصل الأعمال كالمعتاد مع الدولة العبرية". وختم بالقول "إنّ كليهما، أردوغان و(الرئيس عبد الله) غول، أداة بيد المؤامرة اليهودية العالمية. ربما لا يدركان أنهما يخدمان المصالح الإسرائيلية، لكنهما يفعلان ذلك، بدليل ما جاء في كتاب هارون يحيى وغاري آلن عن هذا الموضوع".

عن صدى الوطن





الماسونية" في تركيا..غموض وخفايا!
طه عودة
الهجوم الذي تعرض له المحفل الماسوني في اسطنبول مؤخرًا دفع المنظمة اليهودية الماسونية إلى تصدر واجهة الأحداث في تركيا، وكما تعلمون أن أبغض شيء عند الماسونيين هو البروز علنًا والظهور إعلاميًّا أمام الرأي العام حيث إن "السرية" هي العامود الأساسي الذي يدعم رجال هذه المنظمة اليهودية القوية عالميًّا.
المنظمة الماسونية هي عالم مليء بالأسرار جل أعضائها من الشخصيات المرموقة في العالم من يوثقهم عهدًا بحفظ الأسرار، ويقيمون ما يسمى بالمحافل للتجمع والتخطيط والتكليف بالمهام تمهيدًا بحفظ جمهورية ديمقراطية عالمية (حسب ادعائهم) فيما تتخذ الوصولية والنفعية أساسًا لتحقيق أغراضها في تكوين حكومة لا دينية عالمية.
وفي تركيا قلة من الناس وحتى من المفكرين والكتاب ما يلمون بمعلومات وحقائق عنها بيد أن البعض منهم يتجادل بشأنها ويمارس أدبيات رخيصة دون أن يكون محاطا بعلم عن أهدافها بينما كان أول ما يجب أن يفعلوه هو تشكيل معهدا للأبحاث العلمية من أجل التنقيب عن معلومات تفصيلية صحيحة مقترنة بأدلة وإثباتات جدية تكشف عن نشاطات الماسونية وملابستها وأهدافها الماكرة.

الحقائق الأساسية التي يجب أن نعلمها عن الماسونية هي:
1) الماسونيون في تركيا: لا يجتمعون تحت لواء منظمة ماسونية واحدة؛ بل ينقسمون -حسب علمي- إلى أربع تشكيلات ماسونية مختلفة ومنقطعة عن بعضها البعض. الماسونيون يعلنون بأنهم جميعًا إخوة، لكنهم في الواقع ضمن هذه التشكيلات الأربع هم أبعد عن ذلك، حتى إن المنافسة بينهم في بعض الأحيان تصل إلى حد أنهم يتجاوزون وينتقدون مصالح بعضهم الآخر.
2) الماسونيون بالنسبة لمسألة "الإيمان بالله" ينقسمون إلى مجموعتين متناقضتين تمامًا: المجموعة الأولى تضم الماسونيون الذين يرددون كلمة "المهندس الأعظم للكون" في إشارة إلى أنهم يقبلون بالله سبحانه وتعالى. أما المجموعة الثانية؛ فهي التي ينتمي إليها الملحدون أو اللاإراديين الذي هم مستعدون للإلحاد. والماسونية ذات فروع تأخذ أسماء أخرى تمويهًا وتحويلاً للأنظار لكي تستطيع ممارسة نشاطاتها تحت أسماء مستورة إذا لقيت مقاومة لاسم الماسونية في محيط ما.
3) الماسونية ترى نفسها فوق الدين؛ وهي تبني صلة أعضائها بعضهم ببعض في جميع بقاع الأرض على أساس ظاهري للتمويه، وهو الإخاء والإنساني المزعوم بين جميع الداخلين في تنظيمها دون تمييز بين مختلف العقائد والمذاهب؛ مسلمًا كان أم مسيحيًّا أو يهوديًّا.
4) الماسونيون الأتراك؛ هم جميعهم دون أي استثناء يدعون الكمالية الأتاتوركية، علمًا أن (مصطفى كمال أتاتورك) قام بإغلاق كافة المحافل الماسونية في تركيا عام 1935، ولكن تم إعادة افتتاحها مجددًا في عهد الرئيس المشرف الذي تلاه وهو (عصمت أنيننو) بل وحدث أن شرعها قانونيًّا في الدولة. والماسونيون يسمون السنوات التي يكونوا فيها منغلقين "بعهد النوم الماسوني"، وما نستغربه هو كيف يحب الماسونيون الأتراك أتاتورك مع أنه أغلق محافلهم؟ وفيما يبدو أن الإجابة عن هذا السؤال ستبقى سرًّا من أسرارهم الدفينة أيضا!.
5) الماسونية هي منظمة عالمية سرية تخفي تنظيمها تارة وتعلنه تارة؛ بحسب ظروف الزمان والمكان، ولكن مبادئها الحقيقية التي تقوم عليها هي "السرية" في جميع الأحوال.
6) الماسونية هي منظمة تحرص على اختيار المنتسبين إليها من ذوي المكانة المالية أو السياسية أو الاجتماعية أو العلمية، أو أية مكانة يمكن أن تستغل نفوذًا لأصحابها في مجتمعاتهم، فيما لا يهمها انتساب من ليس لهم مكانة يمكن استغلالها كالفقراء والمزارعين؛ ولذلك تحرص كل الحرص على ضم الملوك والرؤساء وكبار موظفي الدولة ونحوهم لمنحهم العضوية الماسونية.
لقد قرأت في أرشيف إحدى الصحف أن رجلين تركيين أحدهما يعمل موظفًا في القطار تقدما رسميًّا في عام 1930 إلى القنوات التركية الرسمية بطلب للانتساب إلى الماسونية؛ فجاء الرد الرسمي على طلبهما بعد دراسته كما يلي: "مهما كنتما من المواطنين الذين هم أهلاً للثقة والأمانة إلا أنكما لا تحملان المميزات الرفيعة التي تؤهلكما للحصول على العضوية الماسونية".
7) الماسونيون يتكاتفون ويحمون بعضهم البعض بشكل كبير. وهم يوزعون كراسيهم بين بعضهم بكرم وأخوة. وهم لا يوكلون أي عضو لا يحمل الهوية الماسونية في أي عمل داخل المنظمة مهما علا قدره سياسيا واجتماعيا بمعنى أن الهوية الماسونية تتقدم دوما على الهوية السياسية والاجتماعية.
8) الماسونيون يتقاسمون الأموال بينهم بيد أنه لا يمكن أن تجد ماسونيا واحدا فقيرا بل كلهم في رخاء ورفاه.
9) الماسونيون في تركيا وموقفهم من الإسلام: هم في الولايات المتحدة وإنكلترا وحتى ألمانيا يتعاملون مع الأديان بسلاسة، أو على الأقل لا يحاربونها علنًا، أما في تركيا فهم يشهرون سيفهم علنًا ضد الدين والقرآن والأحكام الإسلامية، ويحركون النفوذ السياسي لصالح هذا الهدف.
10) كل ما واجه تركيا من كوارث في القرنين الأخيرين من احتلال وضربات عسكرية وتغيرات فيها كانت من صنع الماسونيين. وفي هذا الإطار يبين البروفيسور أحمد يوكسال أوزميرا في مقالته بعنوان "فروس المعبد" أمرًا مهمًّا وهو: "لقد اتضح أن الماسونية هي وراء الحركات الهدامة للأديان والدول، وقد نجحت الماسونية بواسطة جمعية الاتحاد والترقي في تركيا في القضاء على الخلافة الإسلامية".
11) حتى زمن قريب انتسب بعض رجال الدين المسلمين المعروفين إلى الماسونية من أمثال جمال الدين الأفغاني، ومن هنا انتظر من بعض رجال الدين الذي يمدحون جمال الدين الأفغاني ويقولون بأنه زعيم إسلامي يقتدى به أن يعترفوا أمام العالم كيف أن الماسونية تخدر المسلمين.
12) الماسونية وعلاقاتها باليهود: هي بضاعة يهودية بحتة في تاريخها ودرجاتها وتعاليمها وسريتها وإيضاحاتها فيما يعتبر "حيراما" الذي أنشأ معبد النبي سليمان (عليه السلام) هو مرشدهم وزعيمهم الكبير. كما يحمل كل ماسوني في العالم فرجارًا صغيرًا وزاوية لأنهما شعار الماسونية منذ أن كانتا الأداتين الأساسيتين اللتين بنى بهما سليمان الهيكل المقدس بالقدس.
13) هل الماسونية في تركيا بدأت تشهد انحطاطا؟
في هذا الأمر يقول الكاتب الصحفي في جريدة (ملي غازته) الإسلامية محمد شوكت أيجي: " لا أملك معلومات وافية عن ذلك، ولكن حسب ما وردني أن الضعف قد بدأ يتغلل في هيكل الماسونية، وأن التجانس القديم في التفكير وفي طرق الانتساب قد تداعى، بيد أنني سمعت عن حكاية لرجلين كهلين من الماسونيين يتناقلان الشكوى بحسرة " لقد دمروا الماسونية ..". الحق يقال: إن تركيا حاليًّا في حالة يرثى لها من الفساد وعدم الاستقرار ولعل الماسونيين قد أخذوا نصيبهم من هذا الوضع السيئ أيضًا.
14) هل الماسونية هي لوبي قوي؟
لعل التاريخ لم يعرف منظمة سرية أقوي نفوذًا من الماسونية. نذكر من التاريخ أن استاد عظامي الماسوني كان يعمل كمستشارا لرئيس الوزراء الراحل عدنان مندريس، وكان مثالاً للذي بنى إمبراطورية له في تركيا يدير شئون البلاد كما يشاء.
15) الماسونيون جندوا الطلاب في الجامعات والإعلام والبيروقراطيين والاقتصاديين ورجال العدل في خدمتهم.
16) رئيس هيئة الأركان التركي قبل أيام أدلى بتصريح أكد فيه عدم تصويبه لانتساب الضباط في الجيش للمنظمات السرية والمحافل الماسونية.
17) رغم أن الماسونيين ينتقدون الدين الإسلامي بسبب عدم مساواته بين المرأة والرجل؛ فإننا نستغرب عدم انتساب النساء إلى هذه المنظمة والتي إن دلت فإنها تدل على مدى تداعيهم وكذبهم ومعاييرهم المزدوجة!!
18) الماسونيون والصباتية هم القوى الرئيسة التي أسقطت السلطان عبد الحميد (رحمه الله) من عرشه بعد أن رفض طلب اليهود بمنحهم أرض فلسطين.
19) في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين شنت فرنسا حملة كبيرة ضد الماسونيين؛ لكن الكاثوليكيين خسروا هذه الحرب. أما في تركيا فإن أغلبية الشعب يبغض الماسونيين والماسونية.
20) ماذا فعل الماسونيين عماد السياسة والعلم والاقتصاد والإعلام لتركيا؟
هل تسببوا في تقدمها أم بتراجعها؟ هل نجحت تركيا في أن تكون رائدة في منطقتها مثل اليابان أو حتى كوريا الجنوبية؟ أو أي من الجوائز العالمية حصلت عليها تركيا بدعم منهم؟. وتبقى الأسئلة معلقة فيما إذا كان هؤلاء الماسونيون الأتراك يعملون لصالحهم الخاص أم من أجل البلد والشعب والدولة؟ لماذا يصمت الإعلام عنهم ولا يتحدث عن أهدافهم، أليست تركيا بحالها اليوم هي من صنعهم؟!!


المصادر: -جريدة ملي غازته الإسلامية.
- قناة سبعة الإسلامي