ما مات احد الرؤساء و الملوك العرب الا وراحت وسائل الاعلام في إظهار مناقب ذلك الرئيس او ذاك الملك ودوره في مصلحة شعبه و في لم الصف العربي وتفعيل العمل العربي المشترك ؟؟؟؟؟؟
فإذا كان كل هؤلاء المرحومون عملوا من اجل خير العرب ووحدتهم فلماذا حال الأمة سائر من سيء الى أسوا ؟.
فمتى يكون العمل الحقيقي لرأب الصدع العربي و ننهي مرحلة التصادم و التنافر و نسير مثل كل الامم نحو مستقبل نرسمه نحن لا يرسم لنا.
لفت انتباهي في حصة الحدث للسيدة شذا عمر ما قاله محلل سياسي إيراني *من المؤسف ان العرب لا يملكون التأثير في مصيرهم ولا صنع مستقبلهم رغم انهم يملكون كل الادوات اللازمة لذلك.* نعم كلام فيه كل الحق فيكفي ان نقارن 22دولة عربية بإيران او تركيا مثلا و مواقفهم في قضاياهم المصيرية لندرك الواقع الذي هو اكبر من مخزي الذي آلينا اليه .
ان واقعنا العربي يمر باحلك ايامه فقد صار جليا في هذا العالم ان من يدين بالاسلام هو كمن يتربص يالآخر و ينتظر الفرصة لينقض عليه و الصورة ليست فقط في الشوارع الغربية بل حتى في المحافل الرسمية التي يدعى اليها ملوكنا ورؤسائنا ليسمعوا الشتم و السب و نشر الغسيل .
فالسياسة العالمية التي سطرتها الولايات المتحدة .و تبنتها المعمورة تحت الضغط.لن تترك احدا خارج الاطار و بخاصة المتهمون المباشرون العرب و المسلمون .و الغريب في الامر ان هذا الواقع يدركه حكامنا جيدا غير انهم لم يهتدوا الى توحيد الرؤى.بل اعتمدو مثل كل مرة سياسة النفور من الشريك الطبيعي و التقليدي .فحتى البيانات التي يصدرها العرب و بغض النظر عن متابعتها فهي لا ترقى حتى لمستوى الاستهلاك فكيف التاثير .وفي ظل هذا الواقع فالاكيد ان العلاقات العربية العربية ستتدهور اكثر في ظل التحدي العالمي و سياسة إرضاء الاقوى ودفن الراس في الارض كالنعامة.و هنا علينا الاشارة الى ان جميع الدول العربية تربطها علاقات عداء مع دولة او اكثر وان قللنا من مصطلح عداء فلنقل جفاء فيمكن الاشارة مثلا الى العلاقة المكهربة بين الجزائر و المغرب و بين السعودية و ليبيا و الامارات المتحدة و البحرين .قطر و السعودية .الاردن السعودية .لبنان سوريا.الكويت العراق.و هناك خلافات اكثر داخل ثلاجات هاته الدول تنتظر الخروج للعلن.
و لعل هاته الادلة هي دلالة على المستوى الذي وصلت اليه الاجتماعات العربية العربية و العلاقات الثنائية العربية العربية و يكفي ان نذكر غياب قادة دول عربية عن قمة الجزائر الماضية بسبب خلافات شخصية لنضحك على هاته الامة و مصيرها بيد هؤلاء .و الملفت للانتباه ان غياب الديمقراطية و انفصام العقد الاجتماعي بين الحكام و الشعوب مدد عمر التقهقر وزاد من عمر هذا التشنج اما آن الاوان لكي تستبدل هاته القيادات و يسلم المشعل لمن لا يملكون في جعبتهم حسابات شخصية .فاذا قارنا مثلا في قمة الجزائر الماضية بين شخصيتين *القذافي و ثاباثيرو* رئيس الوزراء الاسباني .و الفرق يكمن ان الاول يحكم منذ فاتح سبتمبر 69 و الثاني مارس الماضي نفهم ما يحدث للعرب من مهانة مع استمرار القادة في تجاهل مطالب شعوبهم و اثارة الضغائن بين هاته الشعوب ما لن يغفره التاريخ يوما .
ان قراءة بسيطة في واقعنا الفكري ارتباطا بواقعنا السياسي تؤكد من خلال معطيات عدة و من نتائج وقائع متكررة انه لو استمر العرب على هذا الوضع من الركود و الاهمال لقضاياهم المصيرية فانهم حتما منتهون الى الأسوأ و هو ما نلمسه من واقعنا المعاش كل يوم .ففي راي اثباث العرب لوجودهم هو رهينة لنفض هذا الغبار الثقيل الذي جعلهم يفرطون حتى في شرفهم و شرف انجالهم .
فالعرب رغم ما هم عليه من كيان اقتصادي و عسكري و اجتماعي له كل مؤهلات النجاح *النفط .شساعة الاراضي.القوة البشرية* هم في صراعات مع الاخر الغرب و من ورائهم الصهاينة لا يفقهون منطلقاتها بل يجهلون كل شيء عن اعدائهم ولا يعرفون عن اسرائيل مثلا سوى لون العلم وشكله.
شبابنا العربي رجال الجبهة المأمولة لرد الكرامة العربية .لم يعد يعنيهم من تاريخهم شيء .فكيف بان يعرفوا فن تاريخ اليهود مثلا عن فلسفتهم و فلسفة منظريهم فاغلبنا لا يعرف عن الادب العبري شيئا كاساس للعلوم الانسانية و تطلعاته و تاثيره على الثقافة العبرية و الغربية خاصة بل و كيف و معرفة اللغة العبرية و ما من ذلك من سبل لدراسة الهوية الاسرائيلية و قوتها و ضعفها على عكس الاسرائيليين الذين يكادون يعرفون كل شيء عن العرب .الا يفسر هذا كيف نجحت الدولة العبرية في هزيمة امة في ثلاث حروب نعم الحقيقة اننا كنا ننادي الى الحرب و نحن لم نستعد لها فيما هم ينادون الى السلام و يستعدون للحرب .من هنا يظهر جليا ان المعركة العربية مع اسرائيل حتما خاسرة من الجانب العربي اذ يعد من يدخل لها مغامرا في زمن الفكر الدقيق و الثوابث العلمية .
فما زلنا نحن العرب نعجز عن مناقشة فكرة فكيف الايمان بها .رغم ان التاريخ يعلمنا انه قد تهزم الجيوش ولكن لن تهزم الافكار اذا آن اوانها هذه هي الحقيقة. الارتجال و العاطفة وابتعادنا على كل ما هو واقعي بل نحن على حد قول بنغوريون*لا يفقهون و اذا فهمو لا يعملون* فكيف نساير هذا الواقع الذي يندفع الى الامام بسرعة مذهلة و نحن نتقهقر الى الخلف بنفس السرعة
و هنا علينا ان نطرح السؤال الاسترتيجي الذي لا مفر لطرحه في كل الدوائر السياسية و الاستراتيجية و مراكز صناعة القرار العربي بل في العقل العربي ما السبيل لهزم اسرائيل و النهوض بكيان الامة من جديد .لماذا لا يدرس لنا في مؤسساتنا التاريخ العبري مثلما يدرسون هم تاريخ العرب .لماذا لا ندرس نحن اللغة العبرية ليطلع شبابنا على واقع الهوية العبرية و يعرف الجانب الاوضح من عدوه مثلما يعرف الشباب اليهود كل شيء عن الذات العربية و تاريخها و مميزاتها الحضارية ولسانها.و أظن ان اسرائيل عندما قصفت مركز الدراسات الفلسطينية بلبنان يوما ما لم يكن ذلك عبثا فهي تعي جيدا دور مثل تلك المراكز في عملية الوعي العربي الذي يخيف اسرائيل اكثر من أسلحتهم.