عرفته حين بدأت أشارك في الاعتصامات و المسيرات التي كانت تقام خلال احتدام الانتفاضة ، و كان ذا دور بارز في قيادتها و الدعوة إليها ، طويلاً باسماً حليق الوجه ، شعلة من الحماسة و الوطنية .

أحببته و أحببت شخصيته ، و انعقدت بيننا أواصر صداقة غير سطحية ، استمرت حتى أتى وقت بدأ الجميع فيه يتوقفون عن الاعتصامات دون أن يدري أحد ما السبب ، أهو الإحساس بانعدام الجدوى منها ؟ أم تبدل الأوضاع ؟ أم انشغال المشاركين بأشياء أخرى ؟

لهذا توقفت عن لقائه ، و مرت أيام دفعتني إلى ركن صورته بعيداً في طيات ذاكرتي ، حتى ركبت عربة نقل بعد قريب من ثلاث سنين ، فطالعني وجهه المشرق معلقاً صورةً على زجاجها ، مؤججاً خبايا الذاكرة المغلقة في ذهني . لكنني أصبت بمزيج من الدهشة و الحزن و الذهول حين رأيت أن صورته مضمومة إلى عدد من صور أشخاص آخرين و قد كتب تحتها ( شهداء مخيم اليرموك في العراق )