أحسني واقفا على رأسي وانا أقرأ هذه المداخلة التي تميزت بقصر نظر رهيب حتى لا اقول كلمة اخرى فطالما تعودت احترام الآراء حتى تلك التي لم تحترم نفسها والأدهى ان يرى البعض فيه ما يستحق النظر رغم الرئية المعكوسة للواقع، ولغة التطاول والتي كانت سببا في طرد هشام البوشتي من المربد بتطاوله على المخزن رغم انه مغربي.
اولا ان من يصلي عليه الوضوء اولا فادا كان قادرا على انتقاد سياسة المخزن واستقباله الوفود الاسرائيلية يمكنه ان يسمي الجزائر كمشروع صهيوني. فالجزائر ارضها لم تدنس الى اليوم بصهيوني.
طالما ابتعدت انأ وأخوتي المغاربة هنا في المربد وفي أماكن أخر الذي لم تجمعني بهم الا كل صداقة وود واكثر، فانا رغم كل حال ابقي متحيزا لمغربيتي عملا بقول الرسول الأكرم* الأقربون أولى بالمعروف* عن الخوض في كل حديث يثير حساسية ما بيننا، فيكن ولو كان صائبا مدعى للتفرقة أكثر منه للقرب إيمانا مني ان لا ظهر لنا نحن الجزائريين الا إخوتنا ولا ظهر لهم غيرنا. فانا تعلمت الحب من اغاني عبد الوهاب الدكالي لا من اغاني محمد عبد الوهاب. وان حل المشكل الذي هو بين السياسيين الذين لا يمثلوا إرادتنا على كل حال هي بالضغط الداخلي عليهم للقبول بتسوية التي تعود بالفائدة على مصالح الشعبين وإرغامهم على قبول الأمر الواقع انه ليس للشعبين غير بعضهم وهذه إرادتهم. فبيوتنا كلها من زجاج للأسف وهز بيوت بعضنا لن يزيدنا الا فرقة، ومن هنا **أطالب القيادة السياسية الجزائرية إعادة النظر في مشروع الحكم الذاتي الذي طرحه المغرب** فهو أرضية يمكن العمل عليها والجهر برأي ولو خالف رأي السلطة السياسية في بلدي.
أولا ما يميز المداخلة أولا هو الاستخفاف بثورة الشعب التونسي وتضحيته التي هي حسبه نتاج مخابرات الجيش الجزائري عميل فرنسا وأمريكا والصهيونية العالمية. ثم عكس الواقع في المنطقة عن من هو حليف الغرب ومن هو غير ذلك.
في هذا نجري مقاربة بسيطة.
فمن هم الذين تسلحهم فرنسا بالرافال والميراج و تحرم جيش عملائها الجزائريين حتى من خراطيش الصيد ومن هم الذين تصفهم فرنسا بالحلفاء والتي تدعم كل خططهم هي وأمريكا بل وصل الحدالى اشراف المخابرات الفرنسية والامريكية على امنهم الشخصي رغم عجزهم بإقرار أمر واقع على الجزائر، والذي قال وزير خارجيته كوشنير عن قيادة الجيش الجزائري و بالحرف الواحد* ان الحرس القديم في الجزائر هي السبب في عدم تطبيع العلاقات بيننا وبين الجزائر وسبب كل المشاكل في المنطقة* أي بمعنى آخر هي السبب في لجم المشاريع الفرنسية الغربية هناك. وكذلك كيف طرح مجلس الشيوخ الأمريكي سنة 2004 مشروع قرار من سيناتورات يهود لدعمهم ضد الجزائر المحسوبة على الدول شبه المارقة ومن يتسلح بقروض أمريكية ميسرة وبسلاح أمريكي متطور من اف16 فيما يحرم جيش عملائه حتى من معدات لمكافحة الإرهاب لأنهم يرفضون رهن سيادتهم ويشهد الأمريكيون في وثائق ويكليكس بأن القيادة والجيش الجزائري اشد الناس تعصبا و حساسية اتجاه سيادتهم وقوميتهم. كما تشهد وثائق الموساد بانها الدولة الاكثر عدائية لاسرائيل في المنطقة ،وان التنسيق بين الولايات المتحدة والجزائر ضد الارهاب هو في اطار المصلحة المشتركة وليس موجه ضد أي دولة أخرى على عكس البعض الذين يدسون الدسائس بوجود مشاريع عسكرية نووية جزائرية،و يثيرون المخاوف عن تسلح الجزائر التي تتماهى مع التقارير الاستخباراتية الإسرائيلية التي تصنفه كأكبر خطر يتهددها في المنطقة، أو لنتسائل عن الدول التي يزورها ليفني وباراك ونتانياهو رغما عن شعبها الأبي الذي لا يختلف عروبة وقومية عن غيره، والدولة التي هي محج لحماس وحزب الله و نجاد والتي رفضت حتى استقبال عرب 48 لأنها ترفض ان يؤشر جواز سفر إسرائيلي في أرضها. ومن هم المستباحون أمريكيا وفرنسيا والدولة العربية الوحيدة التي تتجرأ ان تقول لفرنسا وأمريكا سأعامل رعاياك بمثل معاملتك لرعاياي. والدولة التي يقول رئيس حكومتها يا **بنت الشهباء** من قلب سوريا وللسوريين بالحرف في آخر زيارة* الجزائر هي ظهر سوريا ضد الكيان الصهيوني* علما ان الكيان الصهيوني كلمة نزعت من قواميس الساسة العرب، والدولة التي رفضت عرض تسليح من إسرائيل وهي في امس الحاجة اليه أواسط التسعينات عندما لفظها وحاصرها القريب قبل البعيد، والتي لا زالت الى اليوم تمول وتدفع ثمن صفقات تسليح الجيش السوري لتضمن له ولو حدا من التوازن مع العدو **سيدتي**، وليس منة منا فقد كانت اول نواة هذا الجيش بتأطير سوري ونحن فقط نرد الجميل بصمت.
هذا الجيش الذي رغم مؤاخذنا عليه فهو يبقى جيش بعقلية عالم ثالث في علاقته مع الدولة والشعب وما يترتب عن ذلك من اخطاء الا الشك في وطنيته والذي تبنى عقيدته القتالية على كل ما يتهدد الوطن اولا وما يهدد أشقائه العرب ثانيا وليس على عقيدة ان دولة شقيقة هي العدو وان أكثر من ثلث هذه الدولة هو جزء من أراضيه وان هذه الدولة ليست لها هوية في التاريخ وانها نتاج استعمار. والتي ترجمت باعتداءات عملية على اراضيه في حرب الرمال .
ثم اضيفك لك عن بن علي وما فضحت وثائق ويكيلكس با بنت الشهباء.
بن علي الذي قال فيه ساركوزي بالحرف الواحد*اكبر حليف موثوق للغرب في العالم الثالث*
بن علي الذي كان يستعد لاستقبال شارون بتونس رغما عن معارضة شعبه لولا انتفاضة الأقصى*
بن علي الذي عين سفيرا في بولونيا أواسط الثمانينات حسب وثائق ويكليكس ليكون جاسوسا لأمريكا ويستقي الأخبار عن الحركات النقابية وينسق معها هناك.
وهل تعلمين ما قال بن علي عن سوريا لكاتب الدولة الأمريكية دافيد ويلش سنة 2008* بالحرف *النظام السوري بتحالفه مع إيران هو الخطر الكبير الذي يتهدد الشرق الأوسط*.
فعندما نقول ان القيادة والجيش الجزائريين عميلة للصهيونية في المنطقة كمثل ان نقول بان القيادة و الجيش السوريين هي عميلة للصهيونية فليس الجيش السوري بأفضل من الجيش الجزائري عقيدة ، ورغم مآخذنا نحن الجزائريين على قيادتنا والتي تبقى قيادة من العالم الثالث وجيشها مثل جيوش العالم الثالث الفاسدة والتي تتعامل أحيانا مع شعوبها كعصابات، و التي نملك ان ننتقدها علانية وبدون خوف لا التطبيل على عكس السوريين ونسعى بكل قوة الى تغيير هدا الواقع الدي نرفضه، فليس لنا أي مأخذ لها على مواقفها القومية التي لم تتغير ولم تتزحزح رغم محاولات بوتفليقة ذلك وأكاد اجزم أنه لولا قيادة الجيش الجزائري او الحرس القديم لكان بوتفليقة الذي هو من أصول مغربية أقام تطبيعا مع إسرائيل.
قد يكون شرفا لنا وللسوريين ان يسقط الجزائريين نظام بن علي لكن هذا الشرف لم يكن الا للتوانسة وحدهم، فهنيئا لهم كتابة تاريخ تونسي جديد وتاريخ عربي جديد. والعقوبة لينا ولخاوتنا المغاربة والسوريين.
