مَساكِبُ الفُلّ
















أَتُرى مَلاكٌ في لَبوسِ مَـهاتِ


هَجَرَ السَمَاءَ وأَهْلَها؟مَوْلاتي



واخْتارَ هذي الأرضَ مُمْتَنَاً،كَذا


كَفُّ السَمَا تَنْهَلُّ بالخيراتِ



أَمْ أَنـَّهُ (( رُضوانُ )) بعد تَخَيُّرٍ


أَهْدى إليْنا حُلوةَ الجَنَّاتِ؟



واسْتَأْذنَ الَمولى فقالَ:اشْـرَحْ بها


إنَّ الصُدورَ ــ اليومَ ــ في غُمَّاتَ



طُفْ أنتَ يا رُضوانُ في جَنّاتِنا


وتَخَيَّر الأَحْلى بِكُلِّ أَناةِ



وانْزِلْ بها فالأرضُ أنَّتْ واشْتكتْ


أَوَ ما سمِعتَ تَصاعُدَ الأَنَّاتِ؟



أَلبِسْها يا رضوانُ أَبْهى حُلَّةٍ


أَهدَيتُها للناسِ من مِشْكاتي





هيفاءُ ، جَلّ اللهُ ما أَبْدى لنا


في وجهِها الفَتَّانِ من آياتِ



لَحْظٌ يُذيبُ الصَخرَ كيف أَرُدُّهُ


عن قلبي الموجوعِ ذي الآهاتِ؟



يا قَدَّها الفَتَّانَ ، سبحانَ الذي


سَوَّاكَ ، يا حُلمَ الـ مَـضَى والآتي



في عِطْفِها الريَّانِ ما يَهوى الهوى


ويُخامِرُ الأَحلامَ من لَذَّاتِ



ويُجَمِّل الدنيا بدفءِ مَشاعرٍ


أَغْلى الكُنوزِ وأَسعدُ الأَوقاتِ





يا ثَغرَها النَشْوانَ يا أشهى الطِلا


طُفْ أنتَ،لا الصهباءُ،في كاساتي



عادت بِنا للحُبِّ بعد تَغَرُّبٍ


أَحيَتْ لوا حِظُها رُفات مَواتي



زَحليَّةُ العينينِ هام بِسِحرِها


قلبي فعاد الحُبُّ ماءَ حياتي



والشِعْرُ عادَ مَساكِبَ الفُلِّ التي


تهُدي الشذا الموّاجَ للنَسَمَاتِ


مَن أَنزَلتْ ((هاروتَ)) من سَمَواتِهِ


بالتَمْتَمَاتِ السِحْرِ في سَمَواتي




نَحْنُ الـ مَنَحْنا السِحرَ حُلوَ حدائـهِ


أَوَ لم تَذُبْ يا سِحرُ في نَغَمَاتي؟