النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: نقد النقد : سوسيولجيا النقد العربي القديم

العرض المتطور

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1  
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,620
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    1- تفسيره لمواقف الخلفاء في العصر الأموي :
    مروان بن الحكم كان ناقماً على الفرزدق لأنه مدح سعيد بن العاص
    فنفاه من المدينة حين ولي ويذكر الباحث أن مروان كان في حياته الخاصة بذيئاً, رغم أنه لا علاقة للقصة المذكورة بالغزل .
    ثم ينتقد عبد الملك بن مروان فيقول " يبدو لي إن موقف عبد الملك من شعر الغزل رغم ثقافته ورقة إحساسه وشعوره الجم بالصورة الشعرية المثلى في أغراض الشعر إلا أنه إنسان له عيوب الإنسان فهو كبير السن وكان يكنى أبا ذبان لأن في أسنانه تسوس وكان كثيراً ما يسقط منها الدم وكان الذباب يألف شفتيه."
    يعزو موقف عبد الملك من شعر الغزل للعيب وللغيرة ويؤكد على كبره يذكرنا بتفسيره لمواقف عمر بن الخطاب
    ثم يذكر الوليد وأنه كان بعيداً عن الثقافة .
    أما سليمان فقد سلك مسلكاً غريباً كما يقول الباحث تجاه شعراء الغزل رغم ثقافته وحبه للشعر لكنه كان غيوراً وعزى الباحث موقفه من شعر الغزل أن عبداً له غنى أبياتاً فتأثرت بهذا الغناء جاريتها الذلفاء التي يحب فبكت من تأثرها فاستيقظ سليمان وعرف بقصة العبد فخصاه , ويذكر هنا الباحث أن سليمان كان بالغ النهم وكان لا يصبر حتى يبرد الطعام , وحين بيعت ثيابه أيام عمر بن عبد العزيز كان أغلبها عليه أثر الدسم الذي مسحه بثيابه.

    وحين يصل للخليفة عمر بن عبد العزيز يفسر موقفه من الغزل تفسيراً عجيباً يقول " ورغم أن عمر في شبابه وفي فترة معيشته في الحجاز كان شاباً مترفاً ينسب له أبو الفرج الأصفهاني تسعة أصوات مغناة من صناعته اسمها الزينبات لأنها كلها تذكر اسم زينب . إلا أن انقلاباً نفسياً عجيباً ينحو نحو الزهد حل في نفس عمر ما بين هذه المرحلة وما بعدها حتى خلافته وبلغ الزهد مداه في فترة الخلافة بحيث انعكس ذلك على الشعر انعكاساً سيئاً فرفض عمر شعر النسيب وشعراءه على الرغم من أنه كان يحفظ شعرهم ويستمد منه النماذج التي يرفضها ويعترض عليها ومعنى ذلك أنه يحفظ القصيدة التي أخذ عنها هذا النموذج"ص 89

    ثم يقول "وتجاوز عمر هذا من شعر الغزل إلى محاكمة الشعراء واستصدار الأمر ب النفي أو أخذ التوبة من الشاعر وكان السلطة هنا تدخلت فعلاً طرفاً مخاصماً للشاعر تخاصمه على قوله في الشعر وكان موقف عمر جذر لمحاكم التفتيش في المسيحية."ص 92

    أصبح أعدل خلفاء بني أمية عند الباحث جذرا لمحاكم التفتيش , لماذا لأنه نفى الشاعر حين قال:

    الله بيني وبين قيمها .... يهرب مني بها وأتبع
    كان يجب على عمر الخليفة أن يتفرج على هذا الرجل الذي يهرب بجاريته و الأحوص يلاحقه ولم يجد هذا الرجل من يرد له حقه , حتى جاء عمر بن عبد العزيز ونفى الأحوص لفعله لا لقوله فقط.
    أما الفرزدق فلم يستقبله واستشهد بشعره الماجن ,ذلك أنه أرسل له جارية تغسل رأسه فهم بها فهربت وقد سمع أنه زاني والآن تأكد من خلال هذه الحادثة ما سمع عنه بل ما تفوه به الفرزدق في شعره.
    أما نفيه لعمر بن أبي ربيعة لولا أن تاب , ذلك أن عمر نال من المقدسات علناً فهو يرجي النساء في الحج ويقص قصصه أيام الحج , وهنا اجتمع فحش واستهزاء بمقدسات المجتمع وباسم الفن يمارس الشاعر كل مجون ويسقط كل الحدود. يقول عمر بن أبي ربيعة:
    فلم أر كالتجمير منظر ناظر ......... ولا كليالي الحج أفلتن ذا هوى
    وكم مالئ عينيه من شيء غيره.. إذا راح نحو الجمرة البيض كالدمى
    لكن الجدير بالذكر هنا تفسير الباحث لموقف عمر يقول "
    وعلينا بعد هذا النص أن نجد تبريراً سلوكياً يدفع عمر بن عبد العزيز إلى مثل هذا السلوك المتطرف لأن هذه الدراسة الاجتماعية تقتضي ذلك. يبدو أن انقلاباً نفسياً هائلاً قد حدث في نفس عمر في فترة زمنية ما قبل توليه الخلافة كان يصحبه خوف هائل من العقاب والحساب وقد كان مثال الرجل الصالح العفيف الأمين الذي يرأف بالضعفاء فما الذي كان يخشاه عمر فقلب عليه حياته حتى بلغ هذا الشيء إلى تحريمه الشعر ومحاكمة الشعراء؟ ..........إننا نشبه عمر بما نشبه به المسيح عليه السلام في التراث المسيحي بأنه صلب ليرفع عن الإنسان الخطيئة الأولى فأية خطيئة كان يريد عمر أن يرفعها؟ وعن من ..؟"ص 94
    ثم نتابع مع هذا التحليل الفظيع لنجد أن عمر بن عبد العزيز كان يعيش عقدة خطيئة جده الحكم الذي كان يؤذي الرسول صلى الله عليه وسلم وقد لعنه الرسول صلى الله عليه وسلم ونحن لم نعرف قط أن الرسول سب أو شتم أو لعن أحدا في كل سيرته النبوية المحمدية , وينسب حديث الرسول لكتاب خطب العرب , وبحثنا في كتب الأحاديث الصحيحة فلم نجد صدق هذا الحديث الكاذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مأخذ كبير على باحث , الذي ذهب بعيداً جداً رغم ذلك في تفسيره لشدة عمر على الشعراء الماجنين وهذا تطرف بعيد في الفكرة نتج من خلال عزم الباحث على تحصيل مسوغات لبحثه و تأكيدا لغايته أن السلطة أثرت على النقد والشعراء
    وهنا نعود لمشكلة السلطة في ذهن الكاتب فهو يقارن السلطة الحالية بسلطة الخلافة ولا تستقيم المقارنة حتماً , فالسلطة كانت لأقوى دولة في العالم على مدى عقود ,
    ثم نشير هنا لاستخدام الباحث أسلوباً في بحثه فتراه لكما أراد أن يفسر موقف الخليفة من الشعراء يذكر لنا حادثة تنقص من شان الخليفة ولو لم يكن لها دور في التفسير , لكنها تعطي توظيفاً يدل على نقص في الخلفاء
    فمثلاً نراه يذكر سليمان أنه نهم لا يصبر على الطعام حتى يبرد , وحين بيعت ثيابه ظهر عليها أثار الدسم حين كان يسمح بثيابه
    وأما عبد الملك فكان شيخاً كبير السن يكنى أبا ذبان لأن في أسنانه تسوس وكان كثيراًُ ما يسقط منها الدم وكان الذباب يألف شفتيه
    أما مروان فكان بذيء اللسان
    أما عمر بن عبد العزيز فكان يحفظ الشعر الذي ينتقده ويستشهد به ثم أصبح موقفه جذر محاكم التفتيش
    أما عمر بن الخطاب فأنه شيخ نادته ابنة علي حين خطبها ولمس ثوبها أيها الشيخ الخرف.
    كل هذه التوظيفات من الأخبار التي لا دخل لها بتفسيرات الباحث , إنما لعب عليها كمعنى ثانوي يؤثر على رسوخ تفسيره لدى القارئ .

    - تفسيره لموقف الخلفاء في العصر العباسي:


    نشأت المعتزلة في العصر العباسي لذلك لمن المفيد أن نأتي على ذكرها قبل ذكر نقد الباحث لمواقف الخلفاء العباسيين


    إشارة وربط مع المعتزلة :


    تناول الباحث المعتزلة في القسم الأول للكتاب حيث تناول المنهج , وتكلم عنهم في أكثر من مكان يقول :" وكان على الذهن العربي الجديد أن يبذل جهداً في هذه القفزة الجيدة التي حركت عنده رغبة التساؤل بكيف وأين وساعدته إلى الانطلاق إلى عوالم لا تحد في مثل هذا البحث الذي ظهر ناضجاً في فكر المعتزلة قادة الفكر الإسلامي الجدلي المتحرر" ص 10


    ثم يشير لهم كذلك حين تكلم عن المنهج الجمالي وظهور المقاييس المطلقة فيقول :" وهو المنهج الذي بلغ فيه النقد العربي طور النضوج وقد أحكاماً يمكن أن توصف بالثبات والديمومة وقد بدأ هذا المنهج بالمعتزلة وتناول النثر والشعر" ص 16


    نلمح هنا بشكل واضح ميل الباحث للمعتزلة ونعتهم بقادة الفكر الإسلامي , ثم بأصحاب المنهج الجمالي ,رغم أني لم أتلمس أبعاد هذا المنهج الجمالي الذي تناوله الباحث وكان يشير إليه مقابل النقد التشريعي أحياناً , لمستها حين وصف منهج الجاحظ بأنه منهج واقعي جمالي حيث أن رفض الخيال المبالغ به والخرافة والأسطورة والإيغال والإغراق والمبالغة , ويعتبر أن المعادل الموضوعي أهم ما يكون لدى نظرية الجاحظ الجمالية

    وهذه النظرية تتجلى لدى الباحث بقوله " إن تجربة الشاعر تجربة حرة ولكنها يجب أن تكون تجربة جيدة, وإذا كانت كذلك فلا علاقة للموضوع بها فجودتها في " شعريتها" وليست في " أخلاقياتها" أو مطابقتها للأعراف أو الدين أو العادات أو السلوك فالفن خارج نطاق الحدود والقوانين السلوكية ولا يخضع إلا لقوانينه الخاصة فشعر السيد الحميري في نموذج خاص يعده " اجمع للفن" على رغم ما في ذلك النموذج مما قد يغري الناقد باستبعاده ولكنه لا يفعل وإن كان ليس " في ذكره شرف ولكنه أجمع للفن" ص 24

    وهذا هو المنهج الجمالي الذي أقر به الباحث واستند إليه



    نعود للمعتزلة في معرض انتقاده لخلفاء العصر العباسي:

    يقول "أثار بشار عاصفة في البصرة بسبب شعره الغزلي في فترة نشطت فيه حركة الزهد التي يمثلها سوار بن عبد الله الأكبر, ومالك بن دينار وغيرهما وكانا يدعيان أنه " ما شيء أدعى لأهل المدينة إلى الفسق من أشعار هذا الأعمى ومازالا يعظانه " وشاركهما الرأي واصل بن عطاء المعتزلي فقال " إن من اخدع حبائل الشيطان وأغواها لكلمات هذا الأعمى الملحد" ص 95
    رغم أننا لمحنا تمجيد الباحث للمعتزلة أكثر من مرة , ووصفه لهم بأنهم قادة الفكر الإسلامي , وأصحاب المنهج الجمالي , لكنه يضع هنا موقف واصل بن عطاء المعتزلي ويصفه بموقف الأخلاقيين مقابل رواة الشعر الجميل ,
    انتقد هنا ضمناً موقف المعتزلة لأنه وافق رأي الخليفة , وتشتتنا بين وصفه لهم أصحاب المنهج الجمالي , ثم وصفه لهم بالأخلاقيين مقابل رواة الشعر الجميل
    هل يكون منهجهم جميلاً حين يوافق رأي الباحث ولا يكون كذلك حين يخالف لا ندري.
    وأثار شعر بشار جدلاً حتى طلبه الخليفة المهدي , إذن جاء موقف المهدي المتشدد من بشار بعد الجدل الواسع بينه وبين الأخلاقيين والمعتزلة .
    وقد قال المهدي لبشار بعد أن حاول بشار الهروب والاعتذار بشكل شعري من الخليفة بقوله :
    والله رب مـحمــــد ......... ما إن غدرت ولا نويته
    أن الخليفة قد أبـــى ..... وإذا أبى الخليفة شيئاً أبيته
    ويشوقني بيت الحبيب(م) .. إذا ذكرت . وأين بيته؟
    قام الخليفة دونـــــــه.........فصبرت عنه وما قليته
    ونهاني الملك الهمام ...... عن النسيب وما عصيته

    فطلب منه الخليفة أن ينشد قصيده الذي جادله عليه الناس فأنشد:

    قاس الهموم تنل به نجحا ....... والليل إن وراءه صبحا
    لا يؤيسنك من مخبأة ........... قول تغلظه وإن جرحا
    عسر النساء إلى مياسرة... والصعب يمكن بعدما جمحا
    فشتمه الخليفة وكان غيوراً وقال له :
    " أتحض الناس على الفجور ؟ وتقذف المحصنات والمخبآت ؟ والله لئن قلت بعد هذا بيتاً واحداً في نسيب لآتين على روحك..." ص 97
    فخرج بشار مطروداً ثم هجا الخليفة وقال أنه زان للمحارم:
    خليفة يزني بعماته ... يلعب بالدبوق والصولجان
    وقد راق هذا التفسير للباحث يقول " فهل كان المهدي الذي يظهر الغيرة يمثل الذين يرون أن تقتصر متع الحياة وحرامها وحلالها عليهم, وما دامت الدنيا ملك اليمين فلا يحق لآخر بلذة محرمة أو محللة؟ هل كان المهدي يظهر الغيرة الشديدة تغطية لما شاع عنه وعرفه الخدم في قصوره وعرفته العامة عنه" ص 98

    فسر الباحث موقف الخليفة المهدي من بشار وتحريمه لشعر النسيب أنه يغطي مرضه النفسي وهو حب الاغتصاب ,والحادثة التي ذكرها الباحث وهي أن المهدي يدخل لحمامات النساء ويغتصب النساء تدعو الإنسان بالشك بالمجتمع العباسي ذاته , هذا المجتمع الذي يرفض المجون والفحش في شعر بشار ثم يقبل بدخول الخليفة على النساء في الحمامات ويغتصبهن ,المنطق يقول عكس ما فسره الباحث وهو أن يداري الخليفة الماجن نفسه مع بوق إعلامي شهير كبشار ولا يستفزه لهجائه , منطق الأمور يؤكد غير ذلك, فالنفس ضعيفة لمنع الناس عما تفعله وتقترفه , فكيف مع شاعر فذ كبشار, اعتقد هنا أن الباحث انتقل في دراسته للكيل للخلفاء ونحن هنا لا نضع أنفسنا موقف المدافعين , لكن هذه الدراسة بدأت في البحث عن الأسباب الاجتماعية التي أثرت في النقد والشعر وانتهت في بؤرة الانتقاص من مواقف الخلفاء على أنها مواقف مرضية تعود لمشاكل شخصية كالتي ذكرنا, لكن ضعف هذه التفسيرات كانت من عرض موقف المجتمع ككل منها وموقف الزهاد والمعتزلة الذين مجدهم الباحث , وموقف النساء صاحبات العرض في القضية فكان موقفهم منتقد لهذا الشعر , يقول الباحث بعد أن ذكر قصة زوجة الحجاج " فهؤلاء النسوة وناقدات الحجاز أقدر على إدراك الصورة الجميلة العفيفة في شعر الغزل التي تعتمد على الخيال والإبداع وقدرة الفنان الذي حاول الخلفاء أن يسكتوه وهل تترك الإبل الحنين" ص 88

    لكننا نرى الباحث يرحب بمواقفهن ويعدهن أولى بالموقف من الخلفاء , إذن لم تصبح القضية هي تفسير الظاهرة الاجتماعية التي أثرت في الشعر بل في انتقاد وانتقاص مواقف الخلفاء ورغم أن الرشيد رحب بالغزل لكنه كذلك قد شاخ وأصبح ذا مزاج متقلب عند الباحث وانتهى أخيراً لقوله " وبعد أن انتهينا من مواقف الخلفاء من شعر الغزل فإننا نريد أن نقول بأن شعر الغزل قد بقي في الأدب العربي لأنه تعبير عن عاطفة أزلية لا تزول بالأمر والنهي وأن مواقف الخلفاء مواقف شخصية لا علاقة لها بالدين أو السنة أو التقاليد الاجتماعية . وأن بقاءها دائم ما بقي الإنسان وما بقي القران يقول " وأنهم يقولون مالا يفعلون " وما بقي حديث الرسول يروى " لا تترك العرب الشعر حتى تترك الإبل الحنين" ص101


    مصادر ومراجع الباحث
    :
    خبر لعن الرسول
    آخذه من الأغاني
    خبر اغتصاب المهدي للنساء
    خبر قصة الذلفاء جارية سليمان

    خبر رسالة الحسن للوليد بن عبد الملك الذي قال عنه أوباش العرب ينتقدون ال البيت

    ص 112


    تخترق أفكاري عدة مستويات لنقد الكتاب :


    حين فتشت في تفسيرات الباحث لمواقف الخلفاء أي السلطة من شعر الشعراء ,وجدت الكثير من الشطح .

    وحين قارنت بين تفسيرين لموضوع واحد رأيت الفروقات واضحة
    حين فتشت في مصادر الكاتب وجدت كتب التاريخ والتاريخ كما نعرف يقلب ويزاد وينقص مما دعى بي التفكير ملياً في جدوى هذه الدارسة بل بجدوى هذا المنهج ,
    يضطر الباحث في بحثه للعودة لكتب تاريخ الأدب بل وشتى أنواع كتب التاريخ لتفسير ظاهرة ما كما شاهدنا عودة الباحث لكتب التاريخ التي تكلمت عن الخلفاء, وقد عاد كما شاهدنا للأغاني , لكن ما مدى مصداقية خبر يروى في الأغاني
    وهل الباحث السوسيولوجي أن يفتش في مصادره ويتحرى صادقها, أم يرمي هذا الثقل على كاهل المصدر

    من ناحية أخرى ما مدى دقة البحث والنتائج لو كان الخبر ملفقاً أو محرفاً .

    الاضطرابات شابت البحث في كثير من الفقرات والتفسيرات
    وأرى أن الباحث لم يعتمد منهجاً دقيقاً يبتعد به عن الشطحات الذاتية تحت ضغط الوصول لنتائج تؤكد جدوى البحث.
    الأخطاء الفادحة التي وقع فيها الباحث عدم غربلة المصادر وتحري مصداقيتها ,بل لو كان اضطراب أخبار التاريخ تشفع له , لكن لن نشفع له فيما يتعلق بأخبار الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا ما ورد في تفسير مغالة عمر بن عبد العزيز .... فأخبار الرسول صلى الله عليه وسلم مؤكدة في كتب الحديث ولا مندوحة للباحث في العودة لكتب أخرى كتاب الأغاني للأصفهاني خاصة لو علمنا أن الرجل كان شعوبياً فكيف سينأى بشعوبيته عن كتابه وجهده الفكري , اعتقد ذلك كفيل بالتروي في هذه الأخبار.
    ثم لو فكرنا نحن نفسر ظاهرة نقدية , أو شعرية ونبحث سر اضطرابها ,فنذهب لأخبار المجتمع لنرى سر هذه الظاهرة
    وحين نعود لأخبار الأشخاص قد يشوب ذلك التحريف خاصة رجال السلطة
    لكن هل يمكننا البحث بطريقة أخرى
    أقول نعم
    للمجتمع سلطة تفرض ذاتها قد تكون تسيطر على الخلفاء
    لو فتشنا في هذه السلطة وأسبابها لفسرنا الكثير من الظواهر النقدية والشعرية , وأعتقد أخبار المجتمع لا تتعرض للتحريف كما يتعرض الأشخاص , اللهم إلا من قبل مجتمعات أخرى كقول الفرس حول العرب , لكننا سنأخذ أخبار المجتمع من كتابه , بل ربما نفسر أقوال عامة ونستدل منها على صفات هذا المجتمع.







    طارق شفيق حقي
    2007


    رد مع اقتباس  
     

  2. #2  
    شاعرناقد وكاتب باحث الصورة الرمزية عبدالوهاب موسى
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    مصر
    العمر
    73
    المشاركات
    208
    مقالات المدونة
    4
    معدل تقييم المستوى
    18
    نقد النقد حراك نقدى ماتع و مائز
    فى بدء العامين الهجرى والميلادى

    ومجهودرائع من الناقد صاحب الكتاب
    ومجهود أروع منك أخى طارق!
    فلقد طرقت أبواب فضاءات النقد الرحيبة.
    موضوع هام يستحق النقل والتعميم!!.
    مرور أول للتعطر بشذا إبداع نقدى راقى
    ولى عودة وعودة

    همسة:
    أرى أن النهج السوسيولوجى هنا وكذلك النهج السيكولوجى..من المناهج الإنطباعية التى تخدم علمى الإجتماع والنفس أكثر من خدمتهما للإبداع ذاته

    دمتما بألق
    وللمربد كله محبتى فى الله

    التعديل الأخير تم بواسطة عبدالوهاب موسى ; 05/01/2011 الساعة 07:47 PM



    اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ ،
    صلاة ً كما هى فى عِلمِِك المكنون،عددَ ما كان وعددَمايكون
    ،وعددَما سيكون،وعددَالحركات والسكون،
    وجازنى عنها أجرًا غيرَممنون
    http://ukazelasala.net/

    رد مع اقتباس  
     

  3. #3  
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,620
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالوهاب موسى مشاهدة المشاركة
    نقد النقد حراك نقدى ماتع و مائز
    فى بدء العامين الهجرى والميلادى

    ومجهودرائع من الناقد صاحب الكتاب
    ومجهود أروع منك أخى طارق!
    فلقد طرقت أبواب فضاءات النقد الرحيبة.
    موضوع هام يستحق النقل والتعميم!!.
    مرور أول للتعطر بشذا إبداع نقدى راقى
    ولى عودة وعودة

    همسة:
    أرى أن النهج السوسيولوجى هنا وكذلك النهج السيكولوجى..من المناهج الإنطباعية التى تخدم علمى الإجتماع والنفس أكثر من خدمتهما للإبداع ذاته

    دمتما بألق
    وللمربد كله محبتى فى الله

    سلام الله عليك

    أهلا بك أستاذ عبد الوهاب موسى
    ربما بعد الاطلاع الكامل على الموضوع يمكننا الحديث حول التفاصيل

    أشكر ردك الكريم
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. النقد الأدبي العربي القديم
    بواسطة أبو شامة المغربي في المنتدى قضايا أدبية
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 26/02/2011, 11:07 AM
  2. أثر القرآن في تطور النقد العربي
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى مكتبة المربد
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 26/09/2010, 06:46 PM
  3. هل رموزنا فوق النقد
    بواسطة يوسف حسن العوض في المنتدى فسيفساء المربد
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 20/09/2010, 02:45 PM
  4. مقاييس جودة الشعر في النقد العربي القديم
    بواسطة الباز في المنتدى مكتبة المربد
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 29/10/2009, 07:36 PM
  5. سوسيولجيا النقد العربي القديم
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى قضايا أدبية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 30/04/2007, 10:56 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •