رحلات أبي شرخ للجليل(قصيدة)
إسماعيل أبو شرخ
أو ابو محمود
فدائي من الظاهرية
من أرض الخليل
عاش في طوباس
وبين عرب الصقور
فدائي شجاع
حرث أرض العروبة مترا مترا
من فلسطين للأردن لسوريا للبنان
كان ينقل السلاح على ظهره
من عينطوره حتى وديان الجليل
ويحفظ في صدره
وصايا الحركة للفدائيين.
أبو محمود
فدائي شريف من فتح العاصفة
من رعيل الرجال الأوائل
من أهل النخوة والأحرار
من تلاميذ الختيار والخليل أمير الجهاد.
كان أسماعيل يصلي الظهر
في سفح " المختارة"
ويمسي في "مغدوشة" و"بنت جبيل"
يصلي في الأولى العصر
وفي الثانية يصلي جمعا المغرب والعشاء
ويصلي الفجر في سفح صفد
في "اصبع الجليل"
كان ابو محمود ينقل السلاح
والديناميت وحب الرمان
للفدائيين غرب النهر
لمقاومة الإحتلال .
كان يحفظ وصايا اللة والرسول
ثم تعاليم الختيار وباجس ابو عطوان
والحاج حسن الطوباسي
وحسين العلي ، سرحان، أمير عرب الصقور
في حربة ضد الإنجليز
في جهاده في بيسان.
حرث باجس جبال الخليل
وإسماعيل حرث وديان الجليل
بعد عشر عمليات ناجحة
أسر الصهاينة إسماعيل
مع صلاة الفجر
في مغارة
في أطراف "صفد"
في "الجليل ".
من يومها
أضربت عصافير "طبرية" عن الأشجان
وصمت يمام "صفد" عن الهديل
وكف حمام "سرين" عن العشق
والرحيل.
حتى عصافير الوروار نقلت الخير
نقلت الحزن إلى أعشاشها
من "سمخ" حتى أعالي "الجولان".
كان أبو محمود
يملأ جيوبه بقمح "حوران"
ويرش المسافة من "راشيا"
حتى "سفح صفد"
قمحا وحبا وحبا للعصافير
والحمام
كي يدوم الحب والحب بين فلسطين ولبنان
وأرض "حوران".
وكان كلما عاد ثانية من دروب الفداء
تحلق حوله الطير من كل الأجناس
لكنه في موسم الصيف
في رحلة العودة من ارض الأرز والسلاح
لأرض الفداء
كان يمشي في درب طويل
من سنابل قمح
كان قد زرعها في تشرين .
وكان كلما سمع هدير غراب فوق رأسه
حفظت سنابل القمح معروف إسماعيل
فظللته بظلها وعميت الغربان
وتراقصت فوق رأسه
قبّرات وعصافير وبلابل
تغني له
وحامت حوله أيائل
تذهب عنه الخوف والأحزان
ثم ينهض من جديد في مشواره
"للجليل".
إسماعيل أبو شرخ
أوابو محمود
يعشق الأرض والسلاح والوطن
وقطف الزيتون.
قضى عقدا ونصف عقد في المعتقل
لم يهن للجلادين
كان يكبر في الفجر
ويؤم المصلين
ويحث الفدائيين على الصمود
ويتحدى سياط الجلادين.
قضى إسماعيل عمره في الشموخ
والصمود
ومقاومة الغزاة والمحتلين
مات في الغربة
مات قلبه في "مخيم الشهيد"
في مشفى الإستقلال.
مات قلبه
حسرة على عنب "الخليل"
وهواء "الجليل" العليل.
لم أذرف الدمع في حياتي
لكنه سال مدرارا على فراق إسماعيل
وكنت كلما رأيته
رأيت في عينيه
شموخ أهلي في "غزة" و"الخليل"
ولمست في عزيمته
مروءة عشيرتي في "بغداد"
و"الموصل"و" بعلين" و"رفح" و"البقاع" و"وهران" وساقية الذهب"
و"جنوب العز والرجال"
وبلاد "المرج"وعرب "الجليل".
*من ديوان جديد للشاعر بعنوان:"زغاريد من غزة"