كل واحد منّا يجد له كل يوم من القضاء ما يجِدُ له من القضايا ، ومن الناس مَنْ يُشَلُّ في جديد القضايا . ولو نظر إلى كل أمرٍ برويةٍ وعالجه بحكمة ، لوجد له فرجاً ومخرجاً .
حيث أن الله سبحانه وتعالى قد بيَّنَ أن العُسرَ يصاحبهُ اليسر : ( إن مع العسر يُسراً إن مع العسر يُسراً )
وكان عبدالله بن عباس رضي الله عنه قد قال في سورة العصر : لن يَغْلِبَ عُسرٌ يُسرين .
وذلك أن العُسر جاء في اللفظين ( معرفة ) واليسر جاء (نكرة) ، والنكرةُ إن تكررتْ تبدلتْ ، أما المعرفةُ إن تكررتْ تبقى هي هي .
لذلك هما يُسران وعُسرٌ واحد .
وما أجمل قول القائل :
إذا ضاقت بك الدنيا .......... ففكر في ألم نشرح
فـعسرٌ بيـن يُسرين .......... متى تذكرهما تفرح

وقد قيل في المثل : إذا اشتد الكربُ هان .
وهذا المعنى موجود في المنفرجة لابن النحوي :

اشتدّي أزمة تنفرجي .......... قـــد آذنَ ليـلـــك بـالـبـلــجِ
يا رب عجـل بالفـرجِ .......... فالأنفس أصبحت في حرجِ
وإذا ضـاق بـك أمــرٌ .......... قــل اشتـدي أزمـة تنفـرجي

وأنشدَ جعفر بن شمس الخلافة في كتاب الآداب لإبراهيم بن عباس الصولي :

ولـربَّ نازلة يضيق بهـا الفـتى .......... ذرعاً وعـند الله منها المَخرجُ
ضاقت فلما استحكمتْ حلقاتها .......... فُـرجتْ وكان يظنُّها لا تـُفـرجُ
وأنشد لآخر :

ضاقت ولو لم تَضق لما انفرجت ......... والعسرُ مفتاحُ كلِّ ميسور

ولآخر : أضيقُ الأمر أدناه إلى الفرج .
فأخي الكريم وأختي الكريمة بالصبر والحكمة تنقضي كل أزمة بإذن الله تعالى