النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: الغرور

  1. #1 الغرور 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    278
    معدل تقييم المستوى
    15
    بسم الله الرحمن الرحيم
    في تصفحي لدفتر قديمٍ من دفاتري وجدتُ تلخيصاً موجزاً لكتاب ( الكشف والتبيين في غرور الخلق أجمعين ) لأبي حامد الغزالي وأريد أن أُجمعها بالشكل التالي :
    يقول الإمام أبو حامد الغزالي : اعلم أن الخلق قسمان : حيوان وغير حيوان ،غير الحيوان ( الجمادات ) خارج عن نطاق التكليف ، أما الحيوان فينقسم إلى قسمين : مُكلّف ( الإنسان ) وغير مُكلف ( كالبهائم ) .
    والمكلف ينقسم إلى قسمين ( كافر ومؤمن ) ، والمؤمن ينقسم إلى قسمين ( طائع وعاصٍ ) والطائع ينقسم إلى قسمين ( عالم بطاعته وجاهل بها ) والعاصي ينقسم إلى قسمين ( عالم وجاهل ) .
    وماذا يعني لفظنا بالمكلف ؟ يعني : مَنْ خاطبه الله بالعبادة ، وأمره بها ووعده بالثواب عليها ، ونهاه عن المعاصي ، وحذره العقوبة .
    أما غبر المكلف فهو مَنْ لم يُخاطب بذلك .
    والغرور لازمٌ لجميعِ المُكلفين ، المؤمنين والكافرين ( إلا من عصمه الله ) وأن المغرورين من الخلق عدا الكافرين أربعة أصناف :
    الصنف الأول : من العلماء ، والصنف الثاني : من العُبّاد ، والصنف الثالث : من أرباب الأموال ، والصنف الرابع : من المُتصوِّفة .
    أما غرور الكافرين صنفان : الصنف الأول : الحياة الدُنيا ، والصنف الثاني : مَنْ غره بالله الغرور ( الشيطان ) .
    أما الذين غرتهم الحياة الدنيا فهم الذين قالوا : ( النقد خير من النسيئة ، ولذّات الدُّنيا يقين ، ولذّات الآخرة شك ، ولا يُترك اليقين بالشك ) وهذا قياس فاسد ، وهو قياس إبليس ( أنا خير منه ) فظَنَّ أن الخيرية في السبب .
    وعلاج هذا الغرور شيئان : إما بتصديق وهو الإيمان ، أو ببرهان .
    أما صنف المؤمنين منهم العلماء وهم فِرق :
    فرقة : أحكمت العلوم الشرعية والعقلية وتعمقوا فيها واشتغلوا بها ، وأهملوا تَفقّد الجوارح ، وحفظها عن المعاصي ، وظنوا أنهم عند الله بِمكان وهذا غرور .
    وفرقة : أحكموا العلم والعمل الظاهر وتركوا المعاصي الظاهرة ، وغفلوا عن قلوبهم فلم يمحوا منها الصفات المذمومة عند الله كالكِبر والرياء والحسد وطلب الرياسة والشهرة والعلو .
    وفرقة : تركوا المهم من العلوم واقتصروا على علم الفتاوي في التحاكم والتخاصم وتفاصيل المعاملات الدنيوية الجارية بين الخلق .
    وفرقة : اشتغلوا بعلم الكلام والمجادلة والرد على المخالفين واشتغلوا بتعلم الطريق في مُناظرة أولئك وإفحامهم ، وهي فرقتين ( ضالة مُضلة ، ومُحِقّة ) .
    وفرقة : عدلوا عن المهم الواجب في الوعظ ن واشتغلوا بعبارات النكت والسجع والاستشهاد بأشعار الوصال والفراق . وغرضهم أن يكثُر في مجلسهم التواجد ولو على أغراض فاسدة . فهؤلاء شياطين الإنس ضلّوا وأضلّوا .
    وفرقة : قنعوا بكلام الزهاد ، وأحاديثهم في ذم الدنيا .
    وفرقة : اشتغلوا بعلم النحو واللغة والشعر وغريب اللغة ، واغتروا به .
    أما الصنف الثاني : أصحاب العبادات وهم فرق :
    منهم من غُروره في الصلاة ، ومنهم في تلاوة القرآن ، ومنهم من اشتغل بالنوافل وتساهلوا بالفروض .
    ومنهم مَنْ يوسوس له الشيطان في نيته للصلاة من شدة الحرص .
    وفرقة منهم غلبت عليهم الوسوسة في إخراج حروف الفاتحة من مخارجها .
    وفرقة تأمر الناس بالمعروف وتنهى عن المنكر ، وهم لا ينتهون .
    وفرقة جاوروا بالمدينة أو بمكة واغتروا بهما ولم يراقبوا قلوبهم ، ولم يُطهروا ظواهرهم وبواطنهم ، وربما كانت قلوبهم متعلقة بأوطانهم .
    وفرقة زهدت بالمال وقنعت من الطعام واللبس ومن المسكن بالمساجد ، وظنوا أنهم أدركوا رتبة الزُّهاد .
    والصنف الثالث : أصحاب الأموال وهم فرق وسأكتفي بفرقة واحدة خشية الإطالة : فرقة يبنون المساجد والمدارس والقناطر ، لِيُكتبَ اسمهم بالآجر عليه لتخليد ذِكرهم .
    والصنف الرابع : المتصوفة وفرقهم كثيرة ومنهم فرقة مِنْ يتكلم بهدوء زائد وهيئة في جلسته وطعامه ، وتعامله مع مُريديه .
    اكتفي بهذا القدر كما وقلت خشية الإطالة فهي مَصدرٌ للملالة .
    اللهم احفظنا من الغرور والعجب والرياء والحسد .
    ولكم تحيات : حسن العويس
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2  
    مشرف
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    2,180
    معدل تقييم المستوى
    20
    وللأسف يا أستاذنا الفاضل حسن العويس


    فكثير منّا من تشمّ منه رائحة الغرور والعجب والنفاق واحتقار الآخرين والكبر وعلامة العظمة والأنا هي المسيطرة على شخصيته فتراه يقول وبصوت عال :
    أنا فعلت كذا ، أنا أكبر من هذا ، أنا أعلم ممن تظنون أنهم علماء ، أنا الناس تقف احتراما وإجلالا لي ، أنا كاتب وأديب ولا يمكن لأحد أن يصل إلى ما وصلت إليه ، وأنا وأنا وأنا ...................!!!...
    وصدق ما قاله ابن القيم في زاد المعاد
    " وليحذر كل الحذر من طغيان أنا ولي وعندي ، فإن هذه الألفاظ الثلاثة ابتلي بها إبليس وفرعون وقارون،(فأنا خير منه )لإبليس ، (و لي ملك مصر)لفرعون ، (و إنما أوتيته على علم عندي) لقارون"
    اللهم إنا نعوذ بك من الرياء والنفاق ، والكبر والغرور
    أمينة أحمد خشفة
    رد مع اقتباس  
     

  3. #3  
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    278
    معدل تقييم المستوى
    15
    بسم الله الرحمن الرحيم
    إلى بنت الشهباء تحياتي إليك وبعد : نعم كما قلت مسكين ابن آدم هذا ، يظن بنفسه أنه قادر على كل شيء ، وهو من لا شيء ، ولكن الله كرّمه وخلقه في أحسن تقويم ليعبده ، ولا يطغى ، حتى تتحقق إنسانيته .
    وقد ورد في السير : أن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه ، كان يحمل قِربة في موسم الحج ويُسقي الحجيج ــ وليس غريباً عن عمر مثل هذا ــ فقال له أحدهم : ألايوجد من يكفيك هذا يا أمير المؤمنين ؟ قال : بلا ، ولكن أعجبتني نفسي ، وأردتُ أن أُؤدِّبها ، رأتني امرأة وقالت : سُبحان الله يا عُمر من راعي الغنم إلى راعي الأمم ! ياله من إخلاص وتأديب للنفس الأمارة بالسوء . وقد كان أبو حامد الغزالي عندما ألف ( إحياء علوم الدين ) انقطع عن الناس ، وقال : أريد النجاة لنفسي . إنه في مثل هذا القول في قمة الإخلاص للنجاة بالنفس . اللهم لا تمكر بنا .
    رد مع اقتباس  
     

  4. #4  
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    المشاركات
    4
    معدل تقييم المستوى
    0
    اعاذنا الله واياكم من الغرور بكل انواعه واشكاله
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. اطرح عنك الغرور, والبس رداء التواضع
    بواسطة فتحية عبد الحميد المغربى في المنتدى الرسائل الأدبية
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 18/11/2010, 04:14 PM
  2. في الغرور أقســــــــــامه ودرجاتـــــــــــه
    بواسطة مرجان الأطرش في المنتدى فسيفساء المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 21/11/2004, 12:32 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •