19 /11 /2010
الاسم :صفاء
العمر:19 سنة
الجنسية :عربية .
هكذا تكتب صفاء على دفتر خاص بها لم يعلم بوجوده احد إلا صديقتها لونا
كانت تخفي كل
ماتكتبه عن والديها لأن ماتكتبه كان مختلف بكل ما للكلمة من معنى
جدها الوزير معروف بانتماءه ووفاءه لولي نعمته لم يفكر يوما أن حفيدته المدللة
ستقدم له صندوق لا يشبه صندوق المجوهرات الذي يهديها اياه في كل سنة
فقد أغرق العائلة بالعطايا
حان وقت رد الجميل لكن .. لطالما تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
بعد زيارة لونا الأخيرة لصفاء اختفى الدفتر .. لم تربط صفاء بين الأمرين
فهي كانت تضعه في حقيبتها المدرسية .. واعتقدت انه قد سقط من الحقيبة دونما انتباه
حزنت كثيرا فهو كل ماتملك من افكار واشعار واراء دونتها بأوقات حرجة بالنسبة للأمة جمعاء
تناست ماحدث وقررت ان تبدأ من جديد
لكنهم لم يريدوا لها ان تستمر في الكتابة فتم الإعتقال والتحقيق حول قصيدة كتبت عن فلسطين
وقصيدة كتبت عن الفقر واخرى عن االعبودية بين الحاكم والمحكوم .
عاشت العائلة في وهلة الصدمة فلم يتوقعوا ان صفاء التي كانت تكره سماع الاخبار وتحبذ سماع الموسيقا الكلاسيكية على مشاهدة مايجري في العراق او فلسطين
كل هذا كان خداع ابيض امام العائلة فجدها الوزير لو علم بما كتبته لما حدث ما حدث
اقيل الوزير وحوصرت العائلة وكممت افواه الصحافين وغيبت القضية
قضية اعتقال فتاة مجاهدة حثت العرب لتحرير فلسطين في السر لا بالعلن
لم يحدث ذلك في شيكاغو .. انما حدث في بلاد صفاء التي احبت كل مافيها
في الاعتقال ظلت صفاء الحرة المقيدة
ولم تأبه لكل انواع التعذيب الذي تعرضت له
فبعد سلسلة من التحقيقات وغياب طويل عن المنزل اشتاقت لوالديها وجدها وصديقتها لونا
كانت تعرف انهم يسألون عنها وعن صحتها تحت الأسر لكن لا سبيل لملاقاتهم في دولة الظلام
تمضي الايام .. وتلتقي صفاء بكبير المحققين ليطرح عليها بعض الاسئلة.
من عبىء راسك بهذه الافكار
ماذا تريدين من العرب إن العرب قد راحو
لن يهب ُ لتحرير القدس بكتابتك
كانت صفاء تنظر الى المحقق بصمت بينما هو يسهب في طرح الاسئلة والقيام بعمله بأكمل وجه فهو يتقنه كأتقان صفاء لكتابة الاشعار
انتهى المحقق من سرد الاسئلة وصمت
كان ينتظر اجابات ..
لكن صفاء جاوبت عليه بسؤال
كيف اخذتم الدفتر ..
ابتسم وقال بتهكم صديقتك لونا .
لم تحتمل صفاء وقع الفجيعة نعم كانت فجيعة بالنسبة لها فلونا هي اخر شخص من الممكن أن تشك فيه
نقلت صفاء الى المشفى بعد انهيار عصبي قد اصابها
فخيانة لونا صديقتها المقربة كانت الشعرة التي قسمت ظهر البعير
هي تماسكت واظهرت القوة رغم كل ماتعرضت له الا انها طعنت من الخلف من اقرب الناس فلم تحتمل ذلك رغم صلابتها وعلى السرير في المشفى شعرت ان هناك ضوء ابيض في عينيها وسمعت دوي يشبه دوي الجرس
وهو عليها اشد تفتح صفاء عينيها ببطىء شديد تلتفت يمينا ويسارا
ثم تجد نفسها في غرفتها في المنزل وماكان ذالك الا كابوس مزعج
شكرت الله انه كان حلم ولم يكن حقيقة
ورغم انه حلم الا انها الى يومنا هذا تحذر من صديقتها لونا الف مرة.
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيوب الحمد
