أول ما أقولُ بسم الله ، والحمد والعزة للإله ، والصلاةُ والسلام على من اجتباه ، والرضى لمن تبعه ووالاه وبعد .بسم الله الرحمن الرحيم
في البداية أشكر الأستاذ طارق على حُسنِ ظنه فيّ ، وأنا عندي اعتراض على عِبارة بقوله : مع المبدع حسن العويس .
والإبداعُ كما أفهمه : أن يأتي الشخصُ بشيءٍ لم يسبقه إليه أحدٌ ، وقد قيل : المُبدع منْ يشقُّ طريقاً لم يُسلك بعد . والمبدعون هم : ( العلماء المخترعون ، والشعراء ، والنحاة ، والرسامون ، والفنانون ، ...) وأنا لستُ من جملة هؤلاء . أعتقدُ بِنفسي أني أسير على طريق معرفةٍ أهتدي به . فأنا قارئٌ ، فإن سألني أحدهم عمن تكتب؟ أقول : قل لي ماذا تقرأ ؟
أما عن أصل حكايتي مع الكتاب فبدأت منذُ كنتُ في الصف الأول الثانوي (العاشر) وبدأتُ أشتري الكتب وأقرأُها ، وكم كان والدي ــ رحمه الله ووالدتي ــ يسخرا من كتبي ، وبعد عدة سنوات بعتها . وكما يُقال : إذا أغلق الله باباً فتح ألفاً . بدأت من جديد أقرأ في كتب التراث والأدب وبدأت أجمعها ، ولي حكاية غريبة في النحو بحيث درست العلمي ، حيثُ كنتُ أقول في نفسي كيف يُعربون ( لهُ ) ؟ فإذا كانت اللام حرف جر فلماذا تُضم الهاء ؟ وكنتُ أحفظُ لامية ابن الوردي التي يقول فيها :
جمِّلِ المنطق بالنحو فمن .... حُرم الإعراب بالنطق اختبل
فقلتُ : والله إنه عَنى حسن العويس .
وكما يقول جمال الدين الأفغاني : إن الأزمةَ تلِدُ الهمة . فأخذت الثانوية الأدبي وسجلتُ في قسم اللغة العربية بحلب ، وكنتُ يومها مُدرساً ، ولم أكمل بسبب سفري للإمارات بكوني أصبحتُ مُدرساً هناك ، ولا زلتُ .
أما الكتاب فلا يُغني عنه ذلك السيل المُتدفق من الشبكة العالمية ( الإنترنت ) فالكتاب تقرأ فيه في كل حالٍ من أحوالك ، والنظر إليه مجلبٌ للذة ، وتقليب صفحاته كذلك ، والمكتبةُ عِبارة عن بُستانٍ مليء بالزهور لكل منها لون خاص ورائحة خاصة . ولا يُسغنى عن النت في البحث عن معلومة قصيرة محددة ، ليست عميقة .
وقد كنت من رواد معرض الكتاب في أبو ظبي من رقم واحد للآن ، وفي كل سنة أشتري مجموعة من الكتب أقرأها ثم في نهاية السنة أضعها في رفوف مكتبتي بسورية .
والحديثُ عن الكتاب يستهويني جداً وأستطرد وأطيل لمحبتي في الكتاب وكذلك عشقي للقلم . فقد كانت مكتبتي الخاصة تقارب من ( 700) عنوان منها عناوين بـ ( 40 ) مُجلداً كتاج العروس طبعة المجلس الوطني بالكويت . فكانت المكتبة تضم مجموعات صادرة من مراكز دراسات أعرف كُتابها ونوعية كتاباتهم . كمركز دراسات الوحدة العربية في مكتبتي أكثر من خمسين عنواناً ، وعلى الخصوص أعمال الجابري يرحمه الله . ونقده للطرابيشي
مركز الدراسات الاستراتيجية قريباُ من (70 ) عنواناً ، وكلها مُتخصصة في الدراسات السياسية والاستراتيجية . فالتقييم الاستراتيجي يعطيك انطباعاً كيف تعمل أمريكا على خلق بؤر التوتر في العالم وكيف تديرها ، وتحركها كيف تشاء .
كتب التراث أغلبها موجود وكذلك الأدب من كتب الجاحظ إلى التوحيدي وابن قيم الجوزية وبعض دواوين الشعراء ، والإحياء وغيرها لأبي حامد الغزالي ، إلى سيرأعلام النبلاء للذهبي ، والأغاني ، والتفاسير ، وصحيح البخاري ومسلم وابن ماجة ، وشروحها . وهكذا فهي متنوعة تجد عن الفن والغناء والقهوة والتاريخ والدين والسياسة ، والفكر وعلم الاجتماع كما أغلب مركز دراسات الوحدة العربية ، غير أنها تخلو من الكتب التي تدعو للتطرف والتعصب ، مع أني لا أتأثر بها ، بل أفككها . فأنا أقرأ لمن يكون وأتقبل الرأي الأخر ، وكما قال الأستاذ طارق حوار مع حسن العويس فأنا مفهوم الحوار عندي واضح كما يُصفه محمد السماك : فن البحث عن الحقيقة في وجهة نظر الآخر . فأنا أرد الأشياء لأصحابها ولا أنسبها لنفسي وهذا من الأمانة . تقبلوا تحياتي .
حسن العويس