محمـــدٌ صفــوةُ الباري ، ورحمتـــه
وصاحبُ الحوض يوم الرُّسلُ سائلةٌ



فالجِرمُ في فلكٍ ، والضوءُ في عَلَم
من سـؤددٍبــــاذخ في مظهــرٍ سَنِم
ورُبَّ أصلٍ لفرع في الفخـارِ نُمى
نوران قامامقام الصُّلـب والرَّحــم
بمـــا حفظنا من الأسمــاء والسَِّيـم
مصــونَسِرَّ عن الإدراك مُنكَتِم ؟

سنـــــاؤه وسنـــاهُ الشمــسُ طالعـــةَ ‍
قد أخطـــأ النجـــمَ ما نالـــت أُبوتُـــه ‍
نُمُوا إليه ، فزادوا في الورى شرفــاً ‍
حواه في سُبُحــــات الطُّهـــر قبلهــم ‍
لمــــا رآه بَحيـــرا قــــال : نعرفُـــه ‍
سائل حِراءَ، روحَ القدس: هل عَلما




بطحــاءُ مكة في الإصباح والغَسَم
أشهى من الأُنسبالحباب والحشَم
ومن يبــشِّ بسيمى الخيـر يتَّسِـــم
فاضت يداه منالتسنيـــم بالسَّنِـــم
غمامـــــةٌ جذبتها خيــــرةُالديَـــــم
قعائــــدُ الدَّيرِ ، والرهبانُ في القمم

كم جيئةٍ وذهــــاب شُرِّفـــت بهمـــا ‍
ووحشـــةٍ لابــن عبـــد الله بينهمـــا ‍
يُسامر الوحي فيهــــا قبل مهبطـــــه ‍
لما دعا الصَّحبُ يستسقون من ظمأٍ ‍
وظللَّـتــه ، فصــارت تستظــلُّ بــه ‍
محبــــةٌ لرســـــول الله أُشــــربَهـــا ‍




يُغــرى الجمادُ ، ويُغرى كل ذي نسم
لم تتصل قبـــــلمن قيلت له بفـــــم
أسمـــاعُ مكـــة من قدسيــــة النَّغـــــم
وكيـــفنُفرتها في السهــل والعلـم ؟
رمَى المشايــــــخ والولــدان باللَّمــــم
هلتجهلون مكان الصــادق العلــــم؟

إن الشمائـل إن رقَّـــت يكـــاد بهـــا ‍
ونـــودي : اقـــرأ تعالى الله قائلهـــا ‍
هنــاك أذَّنَ للرحمــــن ، فامتــــلأت ‍
فلا تسل عن قريش كيف حيرتُها ؟ ‍
تساءلـــوا عن عظيـــم قد ألمَّ بهــــم ‍
يا جاهليــــن على الهادي ودعوتـــه




وما الأميــــن على قـــــولٍ بمتَّهـــــم
بالخُلقوالخَلق من حسنٍ ومن عظـم
وجئتنــــا بحكيـــــم غير منصــــــرم
يزينُهنَّجــــــلالُ العــتــق والقـــــدم
يوصيك بالحق ، والتقوى ، وبالرحـم
حديثكالشهدُ عنــــــد الذائقِ الفهِـــــم

لقبتمــوهُ أميـــن القــــوم في صغـــرٍ ‍
فــاق البـــدور ، وفـاق الأنبياء . فكم ‍
جـاء النبيــون بالآيات ، فانصرمـت ‍
آياتــــه كلمـــا طــال المدى جُــــــدُدٌ ‍
يكـــاد في لفظــــــــة منـــه مشرَّفــةٍ ‍
يا أفصـــح الناطقيـــن الضاد قاطبـةً ‍




في كـــلِّ مُنتـثــــــر في حســــنمُنتظـــم
تُحيـــي القلـــوب ، وتحيي ميـت الهمــــم
في الشرق والغرب مسرىالنورفي الظلم
وطيرت أنفُــــسَ الباغيــــن من عجــــــم
من صدمـــة الحق ،لا من صــدمة القُــدم
إلا على صنــــم ، قـــد هـام فيصنــــم

حلَّيت من عَطَــــلٍ جيـــد البيـــان به ‍
بكــــل قــــول كريـــمٍ أنــــت قائلُـــه‍
ســـرت بشائـــر بالهـــادي ومولـــده ‍
تخطفت مهج الطـاغين من عـــــربٍ ‍
ريعت لها شُرَفُ الإيران، فانصدعت ‍
أتيت والنــاس فوضى لا تمـــرُّ بهــم ‍




لكل طاغيــــةٍ في الخلـــــق مُحتكِـــم
وقيصرُ الروممــن كِبـــرٍ أصمُّ عَـــمِ
ويذبحـــــان كما ضحَّيـــــتَبالغنــــم
كالليث بالبهــم ، أو كالحوت بالبلــــم
والرُّسلُ في المسجدالأقصىعلى قدم
كالشُّهـب بالبدر ، أو كالجند بالعلـــــم

والأرض مملوءةٌ جوراً ، مُسخـرةٌ
مُسيطــــرُ الفرسيبغي في رعيَّته
يُعذِّبـــــان عبــــــاد الله في شُبــــهٍ
والخلقُيفتـــــك أقواهم بأضعفهــم
أسرى بك الله ليـــــلاً ، إذ ملائكُـه
لماخطرت به التفُّــــــوا بسيدهـــم



ومن يفُــــز بحبيـــــــب الله يأتمــــــم
علىمنـــــوّرةٍ دُرِّيـــــــــةٍ اللُّجُـــــــم
لا في الجياد ، ولا في الأينُقالرسُــم
وقدرةُ الله فــــوق الشــــك والتُّـهَـــــم
على جنــــاحٍ ، ولايُسعى على قـَــدم
ويــا محمدٌ ، هذا العــــرشُ فاستلــــم

صلى وراءك منهــم كل ذي خطـرٍ ‍
جُبت السماوات أو ما فوقهــــن بهم ‍
ركوبة لك من عـــــزٍّ ومن شـرفٍ ‍
مشئةُ الخالق البــــاري ، وصنعتـه ‍
حتى بلغـــت سمـــاءً لا يطــارُ لها ‍
وقيل : كــــلُّ نبــــيٍّ عنـــــد رتبتـه




يا قارئ اللوح ، بل يا لا مس القلــــم
لك الخزائنُ منعلـــم ، ومن حكــــم
بلا عـدادٍ ، وما طـــُوِّقــتَ من نعــــم
لولامطــــاردةُ المختـــــار لم تُســــم
همسَ التسابيح والقـــرآن من أَمَـــم؟
كالغاب، والحائماتُ الزُّغبُ كالرخم؟