الاختلاف بيننا، أخي :

ــ أنك لا تعترف بالمختلف معك، وتعتبر أنك وحدك مالك للحقيقة ،

ــ فتعتبر "الحداثة"، وتضعها بين قوسين، "جريمة" ،(وأنت بالمناسبة، مستثمر لنتائجها . من يا ترى أوجد هذه الآلة العجيبة التي نتواصل بها الآن: الحاسوب والأنترنت؟)

ــ وتتهم أركون وغيره من المجتهدين الذين وهبهم ديننا الحنيف أجرا واحدا على الأقل على اجتهادهم، تعتبرهم "زنادقة" .
شخصيا لا أعتبر المختلف معي مجرما ولا زنديقا، ولا أعتبر نفسي مالكا للحقيقة، لأن لها عدة أوجه، وكما اعترفتُ ذات مرة: (رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب) .
ثم إن ديننا الحنيف يحثنا على أن نجادل أهل الكتاب بالتي هي أحسن، ونقول للكافرين (ومنهم فرعون!) قولا لينا، فبالأحرى من هم في نفس ديننا، لأن ذلك (المجادلة بالتي هي أحسن والقول اللين) هو الأدعى إلى الإقناع . أما التحامل والسباب والاتهامات المنفعلة... فلا تزيد الآخر المختلف إلا نفورا .

مع التحية والنقدير .

ــــــــــــــــــــ