القدس في ذروة تجلياتها: نحو 300 ألف مواطن يحيون ليلة القدر في الأقصى
التاريخ : 5/9/2010 الوقت : 22:03

القدس 5-9-2010 وفا- راسم عبد الواحد
يشعر أهل مدينة القدس، كما يشعر غيرها من أبنائها الذين شاءت لهم الأقدار أن يتخطوا حواجز الاحتلال ويزحفوا فرادى وجماعات إلى المسجد الأقصى المبارك ليؤدوا بعض شعائرهم الدينية في رحابه الطاهرة، وخاصة في صلوات الجمعة والتراويح.. يشعرون وكأن مدينتهم وعاصمتهم الابدية قد تحررت من نير الاحتلال.
ويتحلل الأقصى، ايضا، في شهر رمضان إلى حدٍ كبير من قيد أسره، ويرتاح من مُنغّصات الإحتلال ومخطّطات استهدافه، ويبقى متوهجاً طوال أيام وليالي الشهر الكريم، ، وكأن لسان حاله يؤكد هويته الإسلامية رغم كل محاولات استهدافه.
ومع إحياء ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان الفضيل، والتي اصطلح على تسميتها بليلة القدر، يبدأ العدّ التنازلي لتناقص عدد المُصلين بالأقصى المبارك، وتعود الأعداد التقليدية إلى رحاب المسجد، وتبدأ بعد ذلك حلقات استهدافه بالاقتحامات والتدنيس مُجدداً من قبل الاحتلال والجماعات اليهودية المتطرفة.
الليلة، تجاوز عدد المُشاركين في صلاة التراويح وإحياء 'ليلة القدر' أكثر من ثلاثمائة ألف مواطن من مدينة القدس وبلداتها وأحيائها وضواحيها ومن مختلف التجمعات السكانية في الداخل الفلسطيني.
ووصلت استعدادات المؤسسات والجمعيات والهيئات الخيرية ذروتها في هذه الليلة من خلال تقديم آلاف الوجبات على موائد الإفطار الجماعية في باحات الأقصى، بالإضافة إلى الاستعداد لتقديم وجبات السحور على آلاف المُصلين المعتكفين في رحاب الأقصى لإحياء هذه الليلة المباركة من الشهر الفضيل.
ووفق ما أعلنه الشيخ عزام الخطيب التميمي مدير أوقاف القدس، فقد استقبلت الدائرة، بموظّفيها وحُرّاسها ولجانها المُتعدّدة والمُنبثقة عنها، آلاف المُصلين باستعدادات كاملة ومنتظمة.
وكما لفت الشيخ الخطيب فإن إدارة الأوقاف أعدّت برنامجا دينيا حافلا خاصا بصلاة التراويح وقيام الليل والأدعية.
وفي هذا السياق، أعلنت دائرة الأوقاف عن استعدادها لوحدها لتقديم نحو 100 ألف وجبة إفطار وسحور، الليلة، على المواطنين الذين أمّوا الأقصى لإحياء الليلة المباركة.
ومن الأمور اللافتة أن الأوقاف الإسلامية أبدت، عبر الاستعدادات الكاملة للجانها وأطقم الإسعاف الأولي وعناصر المجموعات الكشفية والنظام العام وحُراس المسجد، أبدت استعداداً كبيراً لتقديم كافة التسهيلات المتعلقة بوصول المصلين إلى المسجد وأداء الصلاة فيه وتوفير الأجواء الملائمة للمعتكفين والمُصلين.
وأوضح أحمد سرور مدير المركز الصحي العربي، الذي يحتفظ بعيادتين طبيتين داخل المسجد الأقصى على مدار الأيام، أن المركز اتخذ كافة الإجراءات اللازمة لتقديم العون الطبي اللازم لمن يحتاجه، لافتاً إلى أنه تم تقديم الإسعافات للعشرات من المُصلين من الجنسين والذين وصلوا إلى عيادتي المركز لتلقي العلاج.
وكانت المعابر والحواجز العسكرية الثابتة على المداخل الرئيسية لمدينة القدس المحتلة شهدت حشودات كبيرة وطوابير طويلة من المواطنين بانتظار السماح لهم باجتياز هذه المعابر والدخول إلى الأقصى لإحياء ليلة القدر فيه.
ورغم كل إجراءات الاحتلال التي حاولت الحد من تدفق المُصلين إلى الأقصى، إلا أن أكثر من ربع مليون مواطن نجحوا وانتظموا في صلاة التراويح وإحياء ليلة القدر في رحاب الأقصى الطاهرة، وطغى المشهد الفلسطيني ومشهد الحشودات الفلسطينية على كل مظاهر الاحتلال وبدت المدينة ومسجدها في أبهى صورها وتجلّياتها.
وكانت مئات الحافلات الكبيرة وصلت منذ ساعات فجر اليوم وهي تنقل آلاف المُصلين من مختلف البلدات والأحياء المقدسية والتجمعات السكانية في الداخل الفلسطيني إلى الأقصى المبارك، فيما حاولت سلطات الاحتلال الحدّ من تدفق المصلين من خلال إغلاق العديد من الشوارع والطرقات الرئيسية أمام المركبات، وخاصة في محيط أسوار البلدة القديمة، ونشر آلاف العناصر من جنود وشرطة الاحتلال وتسيير الدوريات الراجلة والمحمولة في مختلف الشوارع والطرقات، داخل وخارج أسوار المدينة المقدسة.
وتشهد مدينة القدس المحتلة، وخاصة بلدتها القديمة، حركة تجارية نشطة وتعجّ أسواقها بالمتسوّقين، فيما نشطت العديد من المؤسسات في إحياء هذه الليلة المباركة بفعاليات مناسبة وخاصة.
ولا تزال العائلات المقدسية تُحافظ على تقاليدها بإحياء الليلة المباركة بتناول وجبات الإفطار التي تُعدها في منازلها بباحات الأقصى، فضلاً عن توزيع الحلوى والمرطبات والعصائر على الصائمين.
وفي كل الأحوال... سيعود الأقصى بعد بضعة أيامٍ ليشكو من قلة رواده بفعل سياسات الاحتلال، فيما غربان المتطرفين تعود مجدداً لتهديد حُرمته واستهدافه؛ الأمر الذي دفع بالعلماء والشخصيات والقيادات الدينية والوطنية إلى التشديد على تنبيه المواطنين بضرورة المحافظة على التواجد في المسجد الأقصى وشد الرحال إليه في كافة الأيام.

http://arabic.wafa.ps/arabic/index.p...etail&id=84864