صباح من ضباب الأيام الثقيلة



تعد قهوة الصباح ومع خيوط الفجر وهدوئه النقي يمتلئ المكان حولها بصخب اعتادته
صخب الصمت !!
يذكرها أحدهم بأيام مضت معه , كم يحن إليها هذه الأيام حين جمعتهما
وتعلم هي أن السطور بين رسالته متخمة بالشجون , وهي تفسح لها مكانا بين الحشد عندها

تختلط دمعاتها المنسكبة على وجهها برائحة الهيل والقهوة ,,
تتذوقها .. مرة كالعادة , ولكن مرارتها زائدة زائدة كأنما اقتلعت من دواعي نفسها سبب زيادتها هذه
هل يضجر الصبر ؟! كان سؤالا خامر إرهاقها ,

أينك أبي وأينك أمي .. ما هذه الحياة التي ينبض فيها كل الألم فيكسح أمامه أي مرح في طبيعتها
أو خفة في تنقلها من مرفأ أحزان ومرسى أشجان إلى البحر تهيم فيه فيثقل بحملها وهان عليه أي حمل إلى جوارها

قسوة تغدر بها فتحل فيها وتنأى هي عنها إلا أنه ليس لها منفذ إلا لها
يجب أن تقنع بها , فلا يجدي معها ما تعودته من مواجهة مثلها

وبيد لا تملكها تمر فيها شؤون من يهمونها
وتحمل عنهم كأنها هم , وإنما هي قد ذابت في نفوسهم فخالطها ما بهم من هم وكد وكمد
ما الحياة بدون معنى ؟ وما الموت بدون عمل ولا أمان ؟
ماذا يعني أن تكون كل الأشياء أقوى منا فتسلبنا طبيعة فينا تقنا إلى وجود أي ظهور لها لننفس عنها
طالما أنها بين جنباتنا لا ترحمنا ,
كيف تكون أعمالنا وسعينا دون أي رغبة منا كأنما هو إلزام حتمي علينا أن نؤديه فنؤديه
دون أي حس , دون أي وجود لأي نبض في أدائه
نبض يضفي عليه حيوية وتوقدا !!
ما عاد الصمت نافعا ولا النطق أنفع وإنما هو قدر من الله نحمده وهو المستعان وعليه التكلان .