النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: عظيم بأخلاقه

مشاهدة المواضيع

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1 عظيم بأخلاقه 
    كاتب الصورة الرمزية عبد الله نفاخ
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    الدولة
    سوريا دمشق
    العمر
    38
    المشاركات
    829
    مقالات المدونة
    3
    معدل تقييم المستوى
    15
    عظيم بأخلاقه




    الرجل الكبير ، و العم القدير

    ملك الإنسانية

    المحافظ و المسؤول السابق

    مؤسس الهاتف الآلي بسورية

    أحمد مرسي النفاخ

    كان عظيماً .....
    و ليس العظيم بمن يزول أو يمحى من ذواكر الناس ، فذواكر البشر التي خلقها الله جعل من خواصها أن تحفظ من أثروا في قلوب أصحابها في أماكن خفية يبقون لائطين بها أمداً طويلاً ، بل لا يغيبون عنها أبداً ، أولئك الذين يعرفون من سر الحياة الكثير بقربهم من وضوحها و سطوعها ، و ما الفلسفات بالتي تكشفه ، و إن كانت تفصح عنه و تخرجه من القلوب إلى العقول ، و من أوتار الصدور إلى سطور
    الأوراق .
    وذلك العظيم بأخلاقه و روحه يظهر في حفظ الناس لوده و فعله الحسن على دوران الأيام و انقلاب حالها حيناً ، و في قدرته على أن يغدو مثالاً يحتذى عند أجيال لم تعرف عنه إلا اسمه ، و أشتات قصص ترد أسماعهم من فلان و فلان ، وهذا لا يدل إلا على امرئ استوفى من معاني العظمة أسماها ، بل اختصرتها الإرادة الإلهية و جعلت فيه شيئاً ً منها إن لم يكن كلها .
    و ذلك الرجل الذي مدار الحديث عنه رجل نشأ كغيره بين البساتين و الحارات ، فعشقها و عشقته ، و تعلم و تلقى من وحيها الذي لا يسمعه إلا أمثاله من أحبابها و أبنائها ، و قرَّ في صدره أفق غروبي فرفعه فوق من حوله ، و صنع بينه و بين الناس حبلاً اسمه الإنسانية الصادقة و حب الخير و فعله ، فما امرؤ ناله فضل منه إلا يذكره خير ذكر ، لأن الخير المربوط بما وراء الطبيعة بأمراس غير مرئية يظل يحوِّم فوق رؤوس من كان بهم أو صنع لهم ، فيبقى ذكر من أجري الخير السماوي على يديه بقاء تلك السماء السرمدية ، لأن ما يكون من شيء يبقى ببقاء أصله ما دام به موصولاً .
    مضى في طريق حياته يمخره ، فيصعد كثيراً ، و قلما تدنو به الأيام ، حتى بات شهاباً يضيء سماء الليالي الحالكات ، و ملجأ و منجى لكل طالب إغاثة أو عون ، فهو من جعل همه في الدنيا إصلاح ذات البين و إزالة الشحناء و البغضاء ، و خدمة الناس بكل ما يستطيع . و هكذا كان يرى الحياة ........ أن من أفنى نفسه في الناس وجد ذاته ، و عرف السعادة التي يصنعها البعد عن الأثرة و الأنانية .
    و من الناس من يتصل بالحق الأعظم بانقطاعه عن دنيا الناس ، و منهم من يتصل به باتصاله بهم ، بإسعادهم و التقرب منهم ، و تعزيتهم في أحزانهم و مشاركتهم أفراحهم ، و السعي لحل مشكلاتهم ، و قد اختار لإنسانيته الطاغية أن يكون من أولئك الأخر لا من غيرهم .
    و الرجل الذي له من الصفات مثل هذه بات كنزاً مفتقداً في الأيام التي نعيش ، و الزمن الذي آلت فيه الأخلاق و القيم عملات بالية و أسماء لا مسميات لها ، لكنَّ حفظ الناس لذكرى رجل كان منه مثل هذا بقية خير من خيره ، و اتخاذه قدوة من البعض يوقد شعلة من الخير في القلوب بأن هنالك من نال شيئاً مما ترك ........ و هل ترك إلا المبادئ و القيم .
    ابتعد عن الحياة العامة لظروف ، و غادر بلده مسافراً إلى ما وراء البحار لأسباب ، لكن هناك ........ هناك في البيوت العتيقة ، و الحارات القديمة ، و الأزقة الضيقة المخبأة في بطن الصالحية ، لا يزال شباب و شيب يذكرون مآثره و أفضاله و صنائعه الحسنة ، فتلك القيم تعلمها إذ تعلمها بينهم ، ثم خرج مجسداً لها ، فصار للصالحية جزءاً من روحها ، إن لم يكن روحها نفسها .
    أولئك العظماء الذين يعرفون من سر الحياة الكثير بشفافيتهم و صدقهم ، هذا السر الذي سعى وراءه الفلاسفة و الأدباء و المفكرون ، فوصلوا قليلاً منه أو لم يصلوه ، و وصله أشخاص أخر عملوا له و إن لم يفهموه ، و تعلقوا به و إن لم يدركوه ، فتمثل بهم و صار حقيقة تمشي ، لا ينقصها إلا أن يقرأها القارؤون ، فعساهم يقرؤونها أو يفهمون .
    أيا أبا جلال النفاخ ..... إن ذكراك للابثة فينا و في قلب كل من عرف و لو يسيراً مما كنت عليه ، لأن فعلك وما حملت من رسالة في حياتك لا يمحوها إلا إحساس الناس بكذبها ، و أنت لم نعهد منك نحن و أهلنا إلا الصدق ... ثم الصدق .... ثم الصدق .
    سلمك الله ..... و مد في عمرك ..... و حفظك رمزاً للوفاء و الصدق و الأمانة ، و كل القيم الرفيعة الباقية بقاء الإنسانية ، و الخالدة بفضائلها خلود الأبد .
    التعديل الأخير تم بواسطة عبد الله نفاخ ; 01/07/2010 الساعة 08:53 AM
    ربما عابوا السمو الأدبي بأنه قليل ، ولكن الخير كذلك . وبأنه مخالف ، ولكن الحق كذلك ، وبأنه محير ، ولكن الحسن كذلك، وبأنه كثير التكاليف ، ولكن الحرية كذلك
    إمام الأدب العربي (الرافعي)
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. الروسية آلا أولينيكوفا .. الإسلام دين عظيم
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى إسلام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11/10/2014, 12:13 PM
  2. مقال: عظيم بأخلاقه
    بواسطة عبد الله نفاخ في المنتدى مجلة المربد
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 08/08/2010, 03:18 AM
  3. قصيدة عظيمة لشاعرٍ عظيم
    بواسطة علي صالح الجاسم في المنتدى الشعر
    مشاركات: 23
    آخر مشاركة: 23/08/2009, 09:00 AM
  4. كم أنت عظيم..
    بواسطة هيا الشريف في المنتدى الرسائل الأدبية
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 25/01/2008, 03:09 PM
  5. من محمد بن عبد الله إلى هرقل عظيم الروم
    بواسطة أبو شامة المغربي في المنتدى إسلام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 09/04/2006, 09:37 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •