هناك موضوع يؤرقني دائما ويقلق وجداتي مهزلة تحدث سنويا استهزاء بقيمة الانسان ومسخ للعقول واهدار للذوق السليم والفطرة السليمة

عندما يقبل شهر رمضان الكريم هناك مجموعة من المسلسلات التي تتصدر قوائم الشاشات التلفزيونية بدعوى الترفيه والتسلية وليس هنا منبع المشكلة وانما البرامج التي توضع والمسلسلات التي تبث مغايرة للواقع الذي نعيش فيه والذي نلمسه
فنجد ان المسلسل اما يحكي عن قصة حب تكون نهاية عدم تمكن الحبيب من رؤية حبيبته او انه يلقاها لكنه بشكل غير شرعي او انها بعد جد واجتهاد في الغزل والتميع فيلقاه تارة وهي خارجة من المستشفى فيقدم لها ورده انحطاط ما مثله انحطاط
او انه يضع لها على مكتبها عصفور صغير او ان والد تلك الفتاة يبيع المخدرات ويتجر بها مع كاس من الخمر ونوع من الزجاير المختلفة التي تدل من وجهة المخرج والكاتب انه نوع من التطور والحضارة
او ان بعض المسلسلات يكون فيها اغتصاب الى آخر مايحدث من التفاهات وعندما تاتي الى العمل تجد الحديث عن احداث المسلسل الفلاني
وعندما ياتي المساء تجد الاعين والقلوب مشتاقة الى تتبع المسلسل وربما قامت انتفاضة كبيرة على انقطاع التيار الكهربائي على عدم مشاهدة باب الحاره

وليت شعري اين العقول البشرية
واين الجانب النقدي
واين التفكير السوي
نحن مجتمعات تعيش حاله من التمزق والانهيار الفكري والانحراف السلوكي عقوق الوالدين - انعدام الشخصية - تمزق المجتمعات - القراءة - العلم - التحصيل الدراسي - قطع الصلات - قضية الامة الكبيرة قضية فلسطين - والقضية الحديثة الان قضية النت والادمان عليه وقضاء الليالي الطويلة والساعات المستمرة الدائمة حول هذه الشبكة العالمية

الاعجب اننا نبحث عن اسطورة قديمة لاتمت الى الواقع الى شيء ربما هي من الموروث الاغريقي وربما هي من موروث السحرة والداجالين فنضعها دراما يتفاعل معها المجتمع الذي تعفنت فطرته فاصبح سقيما كالذي يدخل غرفه كريهة الرائحة لاتطاق لكنه مع استمرار الايام وتداعيات الاحداث وكثرة مكوثه في هذه الغرفة اصبح لايجد تلك الريحة الكريهه بل ويجد ريحة الغرفة طيبة
والامر نفسه عند المدخن يجد ريحة الزجارة اطيب من ريح العود الاصلي ان مايعرض امامنا يوميا هو مجموعة من الدعارة ان صح التعبير والمسخ الانساني ونحن نبتسم فياتي الرجل فينام مع عروسه او يقبلها او يلمس جوانبها بحجة انه تمثيل وتسلية
وقد ثبت في علم النفس وفي الدراسات النفسية المتعدده ان هناك مايسمة بؤرة الشعور وان وجود هذه المشاهد وتفاعل الانسان معها تبقى في بؤرة الشعور مع الانسان تلازمه مع صعوبة التخلص منها وربما قد تكون سلوكا له في حياته
ولو ابعدنا قليلا في المسلسلات المدبلجة والافلام الاجنبية والافلام المصرية والتبرج والسفور بشكل مثير جدا لوجدنا فعلا ان منطق النقد الفكري اصبح مشلولا عندنا فاصبحنا لانميز بين الغث والسمين ولابين المفيد والضار

اضع بين ايديكم هذا المقال المتواضع الذي ارقني كثيرا من خلال مشاهداتي لكي اخرج بنتيجة وفائدة ولكن في النهاية مات البطل - ضاع الحب الخسيس اصلا - فشل اللقاء الخ
والعجيب المضحك المبكي ان الدعايات المغرضة قبل الفلم وبعده لاحداثه واللقاء ما اصحاب الادوار هي تدل على عقل عقيم فاشل وانتاج وصل الى الحضيض
اخوتي الاعزاء لاشك وانا اضع هذا المقال بين ايديكم اضعه وانتم نخبة من طلاب العلم وبين الكتب والمراجع فانظروا الى كلامي لعلني مخطيء
لابد ان نقف وقفة ناقده امام كل مسلسل من المسلسلات او دراما موضوعه
ماذا قدم للمجتمع
هل يستحق ان يعرض امام شاشات التلفاز
هل هذا المسلسل يتفق مع المبادئ التي نؤمن بها ونقدسها

واستميح السادة الاساتذة الكرام والدكاترة الافاضل والمشايخ الاجلاء على سؤ التعبير وركاكة اللفظ فاني صاحب بضاعة مزجاه