قُلْ لِلشَّبَابِ الْغَرِيرِ وَاهِنِ الهِمَمِ
عَبْدُ الْكَرِيمِ تَحَدَّى سَائِرَ الْعَجَمِ
فَذٌّ مِنَ الرِّيفِ قَالَ لاَ لِمَنْ عَزَمُوا
غَزْوَ الدِّيَارِ مُهَاجِمِينَ بِالرُّجَمِ
إِذْ رَامَهُمْ أَسَدُ الْوَغَى فَبَاغَثَهُمْ
نَادَى بِمُعْتَرَكٍ يَا رَبُّ اِنْتَقِمِ
يَانَارُ اِشْتَعِلِي أَنْوَالُ* مَوْقِعَةٌ
شَاءَ الْقَدِيرُ بِهَا النِّزَالَ فَاحْتَدِمِ
هَبَّ الْمُجَاهِدُ وَالْإِسْبَانُ مُتَّجِهٌ
لَمْ يَدْرِ أَنَّ الْفَنَا فِي السَّفْحِ بِالْعَلَمِ
ظَنَّ الْمَدَافِعَ بِالنِّيرَانِ تَمْنَعُهُ
مَوْتًا إِذَا نَزَلَ الْقَضَاءُ مِنْ حَكَمِ
عَلَى الزِّنََادِ يَدٌ وَالْعَيْنُ فِي رَصَدٍ
تَزَّاوَرُ الْجِهَةَ الْمُثْلَى لِحَتْفِهِمِ
هَذِي الْجَلاَبِيبُ قَدْ ذَالَ الْمَكَانَ لَهَا
حَتّى تُعِدَّ كَمِينًا فَالْعَدُوُّ عَمِ
وَدِدْتُ لَوْ كُنْتُ فِيهِمْ وَ السِّلاَحُ عَلَى
الْأَكْتَافِ يُثْقِلُهَا فَالْعَزْمُ فِي الْهِمَمِ
اَللَّهُ أَكْبَرُ،اَللَّهُ مُثَـــــــتبِّتُنَا
اَللَّهُ مَأْمَنُ كُلِّ خَائِفٍ وَجِـــــمِ
ذَاقُوا حِيَاضَ الْمَنُونِ أَيَّ ذَائِقَةٍ
لَمْ يَنْجُ آخِرُهُمْ بَادُوا بِمُصْطَلَمِ
وَادِي الْمَخَازِنِ* ذِكْرَى تِلْكَ مَلْحَمَةٌ
بَعْضٌ لِبَعْضٍ وَلِيٌّ ذَاكَ مِنْ قِدَمِ
اَلْبُرْتُغَالُ بِجَيْشٍ حِينَ عَنَّ لَنَا
فَنِيلَ مِنْهُ وَذَاعَ الصِّيتُ فِي الْأُمَمِ
مُذْ ذَاكَ لَمْ تَجْرُؤِ الْعِدَا مُهَاجَمَةً
حَتَّى إِذَا خَلَتِ الْهَامَاتُ مِنْ هِمَمِ
وَلَمْ تَعُدْ أُمَّةُ الْإِسْلاَمِ بَارِزَةً
صَارَتْ كَنَائِسُهُمْ بِالْأَرْضِ كَالْأُطُمِ