جدار من عار


ويل للمسلمين حين ينظرون فيجدون
السلطان عليهم بينه و بين النبي مثل
ما بين دينين مختلفين ........
ويل يومئذ للمسلمين......
ويل يومئذ للمسلمين......
مصطفى صادق الرافعي

و ظلم ذوي القربى أشد مضاضة

على المرء من وقع الحسام المهند

أن يطغى الصهاينة و يتجبروا و يفسدوا في الأرض أمر تضيق به نفوسنا ، لكنّه يبقى متوقعاً لا نحسب أن يكون خير منه ، فتلك سجيتهم و ذلك طبعهم الذي لا يملكون غيره .


لكن حين تصيبنا طعنة في الظهر فتنغرز إلى حشانا إلى أقصى الصميم ، فتلك مصيبة المصائب و داهية الدواهي التي ما لها من تهوين ، و التي تجعلنا لا نعي ما حولنا ، كغارق في دوامة في وسط البحر ، يدور بها ثم يدور ثم يهوي إلى الأعماق .


وعندما يخرج علينا بعض من أبناء جلدتنا بقرارهم بناء جدار أخرق ملعون ، كأنه من جدر جهنم , حوله النيران و الحمم و أسلاك الشوك ، و عليه حراس جبابرة غلاظ شداد لا يعصون سادتهم ما أمروهم ، و إن كان أمرهم قتل إخوانهم الذين لا ذنب لهم إلا بحثهم عن لقمة عيش أو شيء يعين على الحياة التي باتت تقابلهم دوماً مدبرة لا مقبلة ، حتى غدوا كواقع في بئر ترهقه صعوداً ، ما إن يقارب أعلاها حتى يركس من جديد كأن لم يجتهد و لم يصعد و لم يبذل أكثر قوته أو قوته كلها .


عندئذ نكون نحن العرب كأنما أغشيت وجوهنا قطعاً من الليل مظلماً ، حتى لنكاد نتوارى من الناس من سوء واقعنا و حالنا المزرية ، و فينا من يشدون في الخناق على إخوانهم حتى لا يتركوا لهم مسرى لأنفاسهم المقطعة ، بل وصلنا حداً بات فيه العار وصفاً قليلاً قليلاً لما نحن عليه من الحال .


كيف لا .... و نحن نرفع سلاحنا في وجوه بعضنا لأجل مباراة كرة ....فيما نتصاغر و نتضاءل و نذوب أمام أعدائنا خوفاً أن يكون كل ما نفعله لم ينل منهم بعد رضا أو قبولاً ..... ألا ألف تب .... و ألف سحق لنا .


لك الله يا غزة .... ما أعظمك .... و ما أجملك ..... وما أكبر قداستك .... لقد صرت لنا اليوم لنا أملاً جديداَ، وبداية عهد نرجو أن يكون فيه النصر رفيقنا الذي لا يغادرنا .


ودمت مجيدة .... عزيزة ... عظيمة ..... متربعة على عرش الأيام و الأزمان ، لا ينالها الحاقدون و المارقون و إن كان بعضهم لبعض ظهيراً .