جاسم الرصيف
ــــــــــــــــــــــــــــ
ماجناه ألإمام من غنائم المحاصصة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
بات من نوافل القول ، أن يذكر المرء بأن البلد الذي تناهبته عوائل المحاصصة الديمقراطية الجديدة وتوارثته دون إذن من العراقيين ، أن ضريح ألإمام علي الهادي ــ الذي ينتمي إليه شيعة وسنة في آن ــ ظل هادئا في أمان ألأيمان الحقيقي بكل مقدسات العراقيين ، وفي ظل كل الحقب مرها وحلوها ، ولم يكن ــ ولن يكون ــ حكرا لطائفة دون أخرى لهذا السبب أولا وآخرا ، وظل آمنا حتى في ظل الزرقاوي الذي سيطر على سامراء في بعض أيامها وأعلن عدائه للشيعة ثم ( خفض ) مستوى عدائه ( لبعضهم ) بعد أن لمس عن قرب ، وبالمعايشة ، أن لايمكن عد الشيعة خلصا من سنة ولا السنة خلصا من شيعة منذ قرون !!

وفيما حكومات المحاصصة الديمقراطية المتعاقبة ونجوم المحاصصات كانت ، ومازالت ، تعلن عن رغبتها في وحدة العراقيين ، فهي لم تنف عن نفسها ، في سلوكها ، وفي الكثير من أقوالها الطائفية والعصبية القومية ، وكأنها تذكرنا بشخص ذهب به الجنون إلى حد إشعال نفسه بيد وإطفائها باليد ألأخرى !! ولايتجاوز إعتراف الحكومة ــ في لحظات الصدمة المذهلة التي نعيشها على أنقاض مقدساتنا ــ حقيقة جنون الحرائق وإطفائها في ( إكتشاف !! ) بعض المندسين في أجهزة ألأمن ، لأننا نرى وباليقين القاطع أن هذه الجريمة هي ماجناه ألإمام من غنائم المحاصصة حتى لو أشعلنا النار بأنفسنا ندما أو أطفأناها رعبا مما فعلناه بأنفسنا بعد ان بتنا مجرد أرقام في جيب هذا وذاك من أقطاب المحاصصة ممن فقدوا قدسية الوطن قبل كل شئ !!

بتنا أسرى محاصصات فتحت علينا أبواب ألإندساس في مقدساتنا ، ليس من قبل ( أفراد معدودين ) ، بل ولمئات ألألوف من المندسين من دول الجوار الحسن وغير الحسن ومن كل أنحاء العالم ألأخرى ، ممن لايرون مقدسا في مقدساتنا أيا كانت ، بعد أن دنسنا علنا المقدس ألأول لدى كل شعوب ألرض : الوطن !! فتشظت مقدساتنا ألأخرى تباعا على مصارف المحاصصات التي تريد لهذا البلد أن يكون مجرد إقطاعيات طائفية وقومية متعصبة لأن أفرادا من هذا الزمان يرون في أنفسهم قدسية تجاوزت مقدسات شعب ، ولأن أفرادا يغرفون الغنائم من هذه المحاصصة على حساب كل مقدس .
حسنا !!
هذا الذي جناه ألإمام علي الهادي من ( المندسين ) في صفوف الحكومة !!
وهم ليسوا لطخة وسخ في ياقتها ، بل هم لطخة عار في جبين كل راض بالمحاصصات ومروج لها ، لن تمسحها كل المنظفات ألأيديولوجية دينية أو علمانية ، أيا كانت وممن جاءت ، ولن تنفع في تبريرها كل ألأعذار ، أيا كانت وممن جاءت ، ولن تمحوها كل ألإدانات ، أيا كانت وممن جاءت ، على حقيقة أن مرض المحاصصة الطائفية والتعصب القومي هو الحاضنة الوحيدة لمن ينوون تدنيس مقدساتنا تحت عباءة ديمقراطية لم تثبت أنها ديمقراطية ، ومقدسات جديدة لم تثبت جدواها بين مقدساتنا الحقيقية !! وإذا أردنا لمقدساتنا أن تبقى مقدسات فعلينا أن نعود إلى المقدس الحي : الوطن الواحد بلا محاصصة لأحد غير العراقي أيا كان ، عندها سننام مطمئنين من ( المندسين ) في أحضان مقدساتنا.

arraseef@yahoo.com