إلى الشهداء الأربعة الذي أغرقوا في نهر الفرات
قصيدة مشتركة نثراً وشعراً
الأديب حسين علي البكار
الشاعر إبراهيم حميدي محمود
رثاء الطفولة
المعذرة من الطفولة
من طهرها من ألقها من بوحها من أريجها من رفيفها
المعذرة منك أيتها الطفولة
التي غرقت في بحر من الدم
المعذرة منك أيتها الطفولة
المعذرة من العصافير التي اختنقت الزقزقة في أصواتها
المعذرة أيتها الطفولة من هديل حمام تحول إلى مرثية كبيرة بحجم الجرح
المعذرة منك يا هزيمة الطفولة
لقد هزمت يا ربيع في هذا الربيع
المعذرة من كل هدب تكحل بالدمع
المعذرة من ظفائر مشطها الماء
المعذرة من فردة حذاء صغيرة واحدة بقيت في قدم واحدة
المعذرة من آخر وجبة في آخر كيس أحمر كانت تتأبطه
المعذرة منا المعذرة فينا المعذرة لكم المعذرة لنا
المعذرة من الأكباد التي تمشي على الأرض
المعذرة من كل أسماء الصغار الذين يحبون و يهدلون ويزقزقون
المعذرة من كل الصباحات الآتية
المعذرة من كل الأسئلة التي قد يطرحها الصغار
المعذرة من كل تلاميذ الصف الأول
المعذرة من الحقائب من الدفاتر من أقلام الرصاص من السبورة
من دفتر التفقد الذي فر منه هذا اليوم اسم ...
وأسماء قد تأتي ولكنها دونت على الماء
المعذرة يا منبج من يوم الجمعة في هذه الجمعة الحزينة
التي اجتمع فيها كل الحزن
المعذرة منك يا فرات
لقد أوصدت في وجه الأزاهير أبواب الحياة
وأبواب الدمع
وفتحت يا منبج أبواب المقبرة
وألف ألف جرح ينزف من خاصرة الطفولة.
المعذرة من الصغار
المعذرة من الصغار
في رثاء الطفولة
حسين علي البكار
رثاء الطفولة
على لسان الشهيد موسى
أمن الحياة إلى الممات قذفتني
ومن الطفولة للردى أسلمتني
أنسيت أني بعض قلبك يا أبي
وإلى المنية من يديك رميتني
أنا فلذة الكبد التي أعدمتها
في بحر حزنٍ يا أبي أغرقتني
أكرهتني قبل الجريمة يا أبي
وأنا البريء وأنت قد أفنيتني
أولا ترى الألعاب وهي يتيمة
بعدي وعنها أنت قد أبعدتني
ما ذنب قلبي كي يلاقي حتفه
بالحقد لا بالموت قد فاجأتني
أسندت ظهري فوق صدرك آمناً
يا لهف نفسي كيف أنت خذلتني
وحسبت أنك لي أمان يا أبي
فعجبت منك اليوم كيف قتلتني
وبراءة الأطفال لم تشفع لنا
مع إخوتي في النهر قد أغرقتني
يا أيها النهر المسافر بالأسى
ببــــــرودة الماء الفرات كويتني
كنت الصديق لنا وكنت ربيعنا
أنا ما عهدتك قاتلاً ... فقتلتنــــي
لهفي على الأزهار وهي براعم
قطعت بسيف الغدر والحقد الدني
وعلى الطفولة وهي تنعي نفسها
وتقول أنك في الصميم أصبتنــــي
إبراهيم حميدي محمود
منبج في /11/4/2010