القصيدة التي فاز بها


لا تكن وجهي تمامًا
شعر: سامي الذيبي

الآن من شغف الصّباح

ومن نوميَ العميق بلا عملْ
من كلّ أغنية بصوت الأم ّ تنعى
آخر الأطفال من فرسانها الشّهداء
من جسد الحقيقة عاريَ المعنى
أنمّقُ وجه وجهي
مثل كل!ّ النّاس لا أصواتهم/ أحلامهم/ أوهامهم
حتّى العواطف زيّفوها
والمبادئ في مكاتب شغلهم
كالعاطلين على الأملْ

الآن أبحث في سوايَ وعن سوايَ

لعلّ لي وجهي القديم
لعلّ في هذا الصّباح
أمام مرآتي أرى ذاتي
أراني في ازدحام الوجه،سنبلةً وقنبلةً
محمّلةً،ملامح قهرها
أشياؤها فنّ الغموض
عيونها كنْهُ الغياب أطلّْ
وتكحّلت بسوادها
كجميلة عربيّة مسجونة في قصر نفط لا يملّْ

ذاتي أنا

الجوعُ مرّْْ
والصّمتُ مرّْ ..،
كالميْت أنهى جولة النّسيان ..لم يصرخ بــــ"لا"


وجهي وذاتي الصّراعُ الواقعيّ الطّبقيّ إذْ

وجهي هُوَ المرئيُّ يحكمُ داخلي
ويشدّ أسرى الرّوح يخنقهم
- "تلفّتَ ثمّ قال:أنا أراني وجهكَ العصريّ
رمّمْ ما احتواني ،وجهكَ المرآةُ
إنّي قد أراكَ فهل تراني "
- قلتُ يا وجهي ...
وحتّى أنتَ يا وجهي ..دخلتَ المسرحيّةَ؟
(لمْ يعد فيكَ أملّْ)
وجهي كان نايًا يعزفُ الألحانَ/بشّر بالقيامةِ
كانَ ممتلئ الوجودِ
يعانق الآيات أسرابًا تسلّمُ هجرةً للذّاكرهْ
وتهِلُّ حافيةً تفتِّحُ حضنها للإمتلاءْ
كعجوزةٍ نسَجتْ ضفائر عمرها تترقّب المّارّينَ تفتحُ دمعها من أجل أيّ إشارةٍ توحي – ولوْ كذبا- بعودتهمْ لها /أبناؤها السّجناءْ
..........................
فكانوا يعبُرونَ الصّورةَ الشّمسيّةَ المتعاليهْ
بغُبارهم سنكونُ منتصرينَ أيّتها المدينةُ، كالفراعنةِ القدامى،
ثمّ منتصرينَ على أدواتِ زينتنا،ومنكسرينَ كالوجْه الجميلْ
وجهي انكسارات الطّبيعة والفراشْ
وجهي انكساراتُ المدينة في السّلامْ
وجهي انكساراتُ الحقيقةِ دائمًا
وجهي انتصاراتُ العروبةِ في القناع
وجهي قبيلَةُ قلبها/المرآةُ تصرخُ خارجي :"يكفي تعبتُ ألمِّعُ الذّكرى وأفضحُ عريهُمْ، وأراكَ عارٍيا…. أراكَ
تطوفُ حولكَ ذاتكَ الثّكلى، كأمٍّ في النّجفْ
كالماءِ ينشَفُ في جفونِ الدّمعِ أعيتْهُ البلادْ/إنّي أراكْ
وأراكَ-يا وجهي- غُرابًا وسْطَ أسراب الجِيَفْ
وأراكَ تمسَحُ هذه المرآة
تطردُ سحرها
أتَخافُ وجهكَ يا أنا..؟
أ تخافُ منْ يكْشِفْ جراحكَ،يفْضَحُ كبرياءكَ يا وطنْ
أ تخافُ من حجرٍ ،ومن طفْلٍ يرتّلُ آيةَ الكرْسيّ في كفَنٍ
أ مئذنةٌ تخافُكَ (يا غبيّْ)

الوجهُ يسكنه الفراغْ كقصيدَةٍ مهجورةٍ

كحبيبةٍ مذعورةٍ من لدْغَةٍ للحبِّ يكسرها الشّرَفْ
وأراكَ يا وجهي ككلّ النّاسِ مقهورًا
فواصِلْ في هدوئكَ
لا تكُن وجهي تمامًا- لا تخُنْكَ-(ومالَ للمرآة يخنقها ليكسرها..)
فما انكسرتْ وما انتصرَتْ صراعُهُ فكرَةُ العبثيِّ في الفوضىَ
فلا وجهي يكسّرُ داخلي
-والذّاتُ والمرآةُ صوتُ مبادئي-
صوتُ الجراحِ تراكَ
مهملةً في كفَنْ

وتظلُّ يا وجهي تمارسُ عادةَ اليومِ الموالي شاحبًا جدّا

وأنتَ تبْسَمُ نازِفا
في أيّ وشمَةِ زينةٍ عربيّةٍ

قدْ....

قد تدلُّ على الوطنْ