أخي عبد الفتاح أفكوح أهنيك وأشجعك على اهتمامك بمجال النقد الأدبي هذا المجال الخصب الذي به تتطور وترقى الأعمال الأدبية، لأنه هو في حد ذاته إبداع على إبداع.
بخصوص الدراسة التي قمت بإنجازها، كانت دراسة عابرة انطباعية أردت من خلالها تسليط الأضواء على منهج جديد في الدراسات النقدية، وهو المنهج التفكيكي، وكان القصد من وراء ذلك إطلاع القارئ العربي على هذا المنهج والاستئناس به، أما في الدراسات النقدية العربي، فما تزال المحاولات خجولة ومتعترة، لماذا؟ لأن توظيف المنهج على مستوى الممارسة النقدية من الصعوبة بمكان، فكل المحاولات التي عرفناها عند النقاد العرب هي محاولات تجريبية تقارب النصوص الأدبية مقاربة تبقى في النهاية مقاربة تجريبية أكثر منها علمية، أنا لا أريد الدخول في ذكر الأعلام المشهورة في هذا المجال، ولكن أريد الحديث عن التجربة النقدية بشكل عام، لأن النقاد المعروفين في تناول المنهج التفكيكي في النقد تجدهم يمارسون هذا المنهج على النصوص العربية، ومن حين لآخر يخرجون من المنهج ويدخلون إلى مناهج أخرى، كما تفعل يمنى العيد، إنها تجرب التفكيكية، ولكن من حين لآخر تحن إلى المنهج التوليدي التحويلي، فتسقط على النص إسقاطات الواقع على النص، فتخرج عن المنهج التفكيكي، كذلك يفعل الدكتور عبد الغدامي وقمري بشير و...إنهم دائما يحاولون ملامسة المنهج، لكنهم يبقون في جوانبه.
إن المنهج التفكيكي أخي عبد الفتاح ينطلق من النص ويعود إلى النص في درجته الصفر في الكتابة، هو تجاوز حتى للبنيوية نفسها، وفي النهاية يبقى النقد كما قلت إبداعاً خاضعاً لمقاييس علمية وإن حاول ذلك، وقد استفاد من العلوم المعاصرة، لكن يبقى الانطباع والوصفية يغلبان على النقد الأدبي.
شكرا أخي على اهتمامك بارك الله فيك.
أخوك محمد يوب