رياح الشوق
شعر/ كمال أبو سلمى
أنــا والـتـي كـانـت بـحُـلـمِ شَـقـاوتـي**قصيـدةُ حـبٍّ تُضْـرمُ الـوَجْـدَ والقلـبـا
لمـرتـعِـهـا هــــذا الــفــؤادُ مـسـافــرٌ**وقلبي لها قد صـار ترويضُـهُ صَعْبـا
وجسـرُ النَـوَى مـن لِـذّةٍ كـانَ وصلُـهُ**وقدْ أدبرَ القُرْبُ الذي لاحَ لـي شُهْبـا
بـــبـــادرةٍ تـــأتـــي ردُودٌ لـحــبِّــهــا**فتشطُبُ كلَّ الخَطْبِ في سيرِها شَطْبا
تناغـي غِـلالَ الوَصْـلِ تعـتِـبُ حُبَّـهـا**وترهقُ دَمْعاً فاضَ مـن عينِهـا سَكْبـا
تضـاحِـكُـهُ والـعُـمْـرُ نِــــدٌّ لِـعُـمْـرِهـا**وقد بـرزتْ شمسـاً وكانـت لهـا تِرْبـا
وتوصِـدُ بـابَ الحُـبِّ والقلـبُ مُغـلـقٌ**وتحبـسُـهُ قَـهْـراً وقــد تُعْـجـزُ الطَـبّـا
إذا ما نـأى فهـي القريبـةُ فـي النـوى**وللـدَهْـرِ أنـغـامٌ كــأنَّ بـهـا الصـهـبـا
أفـانـيــنُ فـيــهــا لـلـحـمــامِ مَـقــامــةٌ**وروضتُهـا صـارتْ لأحلامِنـا سُحْـبـا
وتـشـدو لـهـا تـلـكَ الـمـلاحُ بشَـدْوِهـا**ويصـدَحُ ثغـري مـن حمائِمِـهـا حُـبّـا
أشــظُّ فِتـاتـاً فــي مـحـابـرِهِ الـجَــوى**وللقـلـبِ وَجْــدٌ قــد تخطّـمُـهُ غصـبـا
وبينـي وبيـن القلـبِ مجمـرةُ الـهـوى**وهذا لهيبُ الشوقِ في القلبِ قـد شبّـا
ومــن دونِ وَعْــيٍ فالخطـايـا ببابـهـم**وللـحـبِّ مـمـا يمـلـكـونَ لـــه صَـبّــا
ومـن دونِ وَعْـيٍ قـد وقـفـتُ ببابـهـم**وصـاروا لأحـلامـي وأمْنيـتـي قُطْـبـا
وسـاحـرتــي لــمــا تـعـلـقـتُ بـابَـهــا**بدا القلب وَجْداً صار من فرطِهِ إرْبـا
وسـاحـرتــي لــمــا تـعـلـقـتُ حـبَّـهــا**غدا قلبـيَ الذبـلان مـن حبهـا خصبـا
فـيــا مُنـيـتـي إنّـــي تعـلّـقـتُ وُدَّكـــم**ومـن بُرْجِكـم إنـي اتخذتُـكـم صحـبـا
أنـــا وحـمــامُ الأيـــكِ فــيــك مـتـيّــمٌ**ففارقنـي غـربـاً وقــد زادنــي رُعْـبـا
وقـد بـاتَ وَجْـدي بـيـنَ دَمْــعٍ ورِقّــةٍ**يُحاكي عِتاباً صارَ مـن ظُلمِـهِ خَطْبـا
فأصبحـتُ وحـدي والخيـال وصـورة**لحسـنِـكِ قــد بـاتـتْ لفاتـنِـهـا. دَرْبـــا
بشهـدِ الـجـوى تـبـدو عليـنـا طــلاوة**ودلُّ دَلالٍ أعـلـنَ الـهـجـرَ والـحـربـا
وروعــةُ شــدوٍ فــي ربـيـعِ طُـيـورِهِ**تـكـونُ بـهـاءَ الـحُـبِّ و الآهَ والعتـبـا
وتبـدو ريـاحُ الـشـوقِ مـنـك تهـزُّنـي**ونُسقـى بهـا الأحـلامَ والبـاردَ العـذبـا
لأجــل الـتــي بـــاحِ الـفــؤادُ بحـبـهـا**شـكـوتُ لـهـا قلـبـي كــأنَّ بــه ذنـبــا