غدا...
غدا...
و عندما يقبّل الصّباح من جديدْ
مدينة الرّشيدْ
و تفتح الأبواب للطّريد و الشّريدْ...
و عندما يغرّد الكناري
و يصدح الحسّون بالنّشيدْ...
و عندما تمشّط نسائم الصّباحْ
جدائل النّخيلْ
و يرجع الحمام للهديلْ...
و عندما يضمّخ الضياءْ
مياه دجلة الجريحْ...
و عندما يحتفل الفراش بالرّبيعْ
و تلبس الحقول ثوبها البديعْ...
و عندما تفتّح أكمامها الورودْ
تعانق الصّباح بالأملْ...
و عندما يصافح الشّمالْ
شمائل الجنوبْ
و تلتقي القلوب ْ
كما التقى الفراتْ
و دجلة العنيدْ
بـ"شاطئ العربْ"...*
و عندما يضمّد العراق للعراقْ
جراحه العميقةْ
أعود يا عراق من غيابة المنافي
و ظلمة السّجونْ
و أرتمي بحضنك الحنونْ
لأستريح من مشقّة السّفرْْ
طغراء أنت يا عراق
على جبين أمّتي
العين فيك من عراقة النّخيلْ
و الرّاء روعة المقاتل النّبيلْ
و الألف الممشوق ،ألفة الشّمال و الجنوب
و القاف قلعة ،تحطّمت على أسوارها
أسطورة الغزاة
سيذكر التّاريخ يا عراقْ
بأنّك التّاريخ و المنارةْ
يا قصّة (أيّوب) في رواية الحضارةْ
25/02/2010
محمد الصالح الغريسي
*شاطئ العرب: شطّ العرب في جنوب العراق حيث يلتقي دجلة و الفرات.
توقيع » محمد الصالح الغريسي