تقديـــــــم:
بسم الله الرحمن الرحيم،النصوص المشاركة بطبيعة الحال وليدة تفاعل ذات مع محيطها في ظروف زمانية مكانية معينة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نعزلها عن مجموعة من الشروط منها المحيط الإجتماعي والإقتصادي والسياسي الذي يحيا فيه الكاتب. ففحين كان الهاجس السياسي في زمن سابق يفرض نفسه على المتغيرات الأخرى،كنا نجده يحضر بقوة ونلامسه في أغلب النصوص المنشورة.كانت النصوص تريد أن تتكلم باسم الذات الكاتبة.تريد أن تشتكي فيرتد صدى نحيبها في أطراف محيطها وبالتالي يُخْلَقُ تفاعل إيجابي قد يخفف من حمى الصراع الاجتماعي.كما أن الهاجس الإيديولوجي كان يغلف تيمات المنتجات الأدبية إِذِ الأجيال التي عايشت زمن الإيديولوجيا كانت تتبنى شاءت أم أبت أفكارا تمثل اتجاها معينا لأنها مجبرة على الدخول في الصراع ،مكرهة على الفعل وإلا ستغلب على أمرها وتسلب حقوقها،فما يبقى لها إلا الخضوع والامتثال للاتجاه المسيطر.هذا لا يعني أننا سنتبنى المنهج الإجتماعي في تناول النصوص،لكن رؤية من هذه الزاوية ستفيد حتما في إضاءة جوانب الكتابة القصصية في زمن عولمة الأفكار،في زمن تميل فيه الكتابة القصصية نحو القصر حتى تكاد تقول إن بعض النصوص أقرب إلى رسالة هاتفية قصيرة،إن القصة القصيرة جدا مطبوعة بطابع العصر،أقول إن نسبة85في المئة تقريبا من النصوص المنشورة في منتدى أسواق المربد تصنف في خانة القصة القصيرة جدا.يعني هذا أنا صرنا نتكلم عما بعد القصة الكلاسيكية الموبسانية،أو ما بعد الرعيل الأول يوسف إدريس،زكريا تامر،يحي حقي ،محمد زفزاف...إننا نتكلم عن زمن التفاعل الأدبي الإلكتروني،جو خلقته ثورة الإنفوميديا التي توجت بشيوع استعمال شبكة المعلومات التي سهلت التواصل ليس أدبيا فقط،بل في جل المجالات بين جميع الفعاليات في جموع الأقطار العربية. هذه المعطيات كلها ستفرز من دون شك إنتاجا أدبيا يميز هذه المرحلة بالذات،أدب يختلف عما سبق،لكن ما سبق يبقى منهلا ومعينا لا ينضب نعود إليه في كل وقت وحين.