في زمن الجاهلية كان وئد البنات أمر يفتخر بفعلته العرب يخشون العار والفقر وهم أحد أسبابه,وجاء الأسلام ليضع حدا قاطع لهذا الظلم , ولكننا اليوم نرى وئد من نوع أخر.
الزواج المبكر للفتاة وأقصد به التي لا تتجاوز أعمارهم الخامسة عشر,
تلك التي لا تزال طفلة فهل يعقل أن تستطيع تربية أطفالها؟ هل من الإنصاف أن يحتمل جسدها الذي لم يكتمل نموه حمل وولادة ؟
هناك من يقول (الزواج ستره)وأنا أوافق هذا الكلام وخصوصا في زمن كثرت فيه الأغرائات وعم الفساد,ولكن ليس في هذا العمر لأنك تستطيع أن تستر أبنتك بتربية حسنة وبتعليمها الفضيلة وحسن السلوك فلا تخشى منها أمرا سيء,وتعطيها فرصة للتفكير بشريك حياتها حتى لا تعجز على أن تدير منزلها بحكمة وأدب,فيجب أن يكون عمرها ثمانية عشر كحد أدنى,
كما أن من حقها التعلم لتنير عقلها وتمحو منه أفكار سخيفة قد تنحدر بها لتحطيمها دون أن تشعر,
في قريتي التي أعيش فيه رجل أتى بأبنته وهي تلعب مع أولاد الحي ليخبرها بأنه سيزوجها وهي عمرها ثلاثة عشر,أي سترة هذه لتدفع بطفلة إلى رجل يكبرها بثلاثة عشر عاما,!
متى سيستيقظ هذا الأب؟ ومتى ستستعيد هذه الفتاة حريتها؟
وتبقى الضحية تلك الفتاة المسكينة وأطفال ستنجبهم لتترك أمر تربيتهم للشارع والزمن,والتي ستعجز عن مساعدتهم في درساتهم التي حرمت هي منها(فاقد الشييء لا يعطيه) كما أنها ستشعر بفشلها في حياتها الزوجية فهي لاتملك فكرة عن معاملة زوجها الصحيحة سوى فكرة عمتها وأمها ونساء حيها .
فمتى سيستيقظون؟!!!