مِنْ لُــبَـابِ الوَشْـيِ
أُسْرُدْ عَلي َّ تَفَاصِيلَ الْحِكَايـــــــــاتِ
وْامْلأْ دِنَانِي نَوَاعيــرَاً طَلِيــَّــــــــاتِ
وَهَاتِفِ البَرْقَ كَيْ يُصْغِي لِقِصَّتِنَــــا
فكُلُّ تَفْصِيلَـــةٍ رَشْــــحٌ مِنَ الــــذَّاتِ
حَبِيبـَـتِــي مِــــلء نَفْسِــي لا أُبَدِّلُهَــــــا
بِالْكَوْنِ فَهْيَ الْهَوَىَ الْمَغْمُوسُ بِالآتِي
فَـأَيُّ وَمْضٍ فَغَـىَ فِيهَا يُزَلْزِلُنِـــــــي
وَأَيُّ نَبْضٍ لَغَىَ ، نَبْضِي وَمِرْآتِـــــي
وكُلُّ نَهْــــرٍ تَثَنّتْ فيــــهِ ساقِيَـــــــةٌ
زخّاتُ غَيْثٍ عَلَى صَيْفِ احْتمَالاتِــي
حَبيبتي عَزْفُ أنْغَامٍ مُلاَوِعَــــــــــــةٌ
على شَغُوفِ تَقَاسِيمِي وَنَوْتَاتِـــــــي
تَشْدُو بِهَا الحُورُ لا لَحْنٌ يُطَاوِلُهَــا
ولا طَرُوبُ اخْتلاجِي وانْفِعَالاتِـــــي
مِنْ سِيرَةِ البَحْرِ خُذْ يا شِعْرُ نَوْرَسَـــةً
وارْشُقْ عَلى جُنْحِهَا أَضْوَاءَ مِرْسَاتِي
واسْتَسْقِ مَا شِئْتَ مِنْ غَيْمَاتِهَا مَطَرَاً
واهْدُلْ قوافيكَ مِنْ نَشْوَى انْهِمَارَاتي
واقْطِفْ حُرُوَفَكَ مِنْ أَعْطَافِ سَاحِلِهَا
وَمِنْ مَرَافِئِهَـــا الخُضْـــرِ النَدِيَّـــــاتِ
إنَّ الشَرَارَةَ يا بَحْرُ التي انْفَجَـــــرَتْ
في مَوْقِدِي أشْعَلَتْ جَمْرِي وَمَوْجَاتِي
فالعُشْبُ صَارَ سَجَاجِيدَاً مُلَوَّنَـــــــةً
والهُدْبُ ظِلِّي وَأفْيَائِي الظَّلِيــــــلاتِ
والطَلُّ يَغْمُرُ وَرْدَاتِي وَيَغْسِلُهَــــــا
والياسَمِينُ يُلاغِي أُقْحُوَانَــاتِــــــي
والشَّيحُ والزَّعْتَرُ البَرِّيُّ بَشَّرَنِـــي
بِوَابِلٍ مِنْ مَواعِيـــدٍ رَهِيفَـــــــــاتِ
وَمُهْرَتِي صَهَلتْنِي في مَرَاتِعِهَـــا
يا مَا أرَقَّ المَغَانِيجَ الصَّهِيــــلاتِ
وقد أَلِفْتُ الليَالِي السُودَ أرْقُبُهـــا
حَتَّى تُمَسّدَ أضْوَائي وليْلاتـــــــي
وصَاَرتِ السُّحُبُ الوَطْفَـــــاءُ مُتَّكَــأً
لي والنُّجُومُ الخَوَافِي بَعْضَ مِيقَاتِي
مِنْ سِيرَةِ الطَّيْرِ خُذْ مِنْ عُشِّ قُبَّـرَةٍ
ما شِئْتَ مِنْ رَهَفٍ وَأسْرُدْ حَكَايَاتِي
تَسَلْطَنَ الحبُّ في مَغْنَاكَ يا قَمَــــرَاً
تاهَــتْ بأنْوَارِهِ كُـلُّ النُّجَيْمَـــــــــاتِ
يا وَاحَةً سَافَرَتْ بِي نَحْوَ مُطْلَقِهَـا
حتى بَلَغْتُ حُدُودَ اللاَّنِهَايـــــــــاتِ
هُنَاكَ رَدَّتْ إليّ الرُّوحَ مُلْهِمَـــــةٌ
مَخْفُوقَةٌ بِالرَّيَاحِينِ الرَّخِيَّـــــــاتِ
مَكْسُوَّةٌ بشَفِيفٍ مِنْ سَنَــــــــا ألَقٍ
تَمْتَدُّ مَا بَيْنَ نَفْسِي وابْتِهَالاتِـــــي
تَمْتَدُّ في رَوْنَقِ الأشْعَارِ في وَطَنِي
في الدَّارِ في النَّارِ في أنّاتِ أنَّاتـي
وَفِي حَلاوَةِ رُوحِي عِنْدَمَا انْتَفَضَتْ
مَوْشُومَـــةً بِخُزَامـــاكِ الحَيِّيَـــــاتِ
حَبِيبَتِي بُلُبابِ الوَشْيِ أكْتُبُهَــــــــا
وحينَ تَقْرَؤُني تَخْضَلُّ آهَاتِـــــــي
حلـْــــوة
تسلم يا ( أبو سالم )