رشيدة شابة في سن العشرين، رشيقة القوام ،بيضاء البشرة، التقت بسمير عند باب العمارة، ابتسم لها ردت عليه بابتسامة ، سألها ماذا تفعلين في حياتك قالت له أشتغل في شركة لصنع الأنابيب ، قال لها : إنني أشتغل بشركة قريبة من شركتكم، سنلتقي غدا ونتابع الكلام .
بعد نهاية الدوام خرجت رشيدة كعادتها مع زميلاتها، تتبادل معهن أطراف الحديث ، نقاش روتيني تعودن على تكراره كل يوم ، التفتت يمينا رأت سميرا يقف بدراجته بجانب كشك السجائر ، أحست برعشة حركت فؤادها تسمرت واقفة واستأذنت من زميلاتها ، اسمحوا لي سأذهب مع ابن خالتي ضحكن جميعا وقلن : ما عهدنا أن لك ابن خالة ،نحن نعرف أن أمك لها أخ وحيد، طأطأت رأسها خجولة وابتسمت، تركت زميلاتها ، ركبت وراء عشيقها ، اقترح عليها أن يشربا عصيرا أو فنجان قهوة في المقهى المجاورة،جلسا متقابلين كانت هذه أول مرة تجلس فيها رشيدة مع شاب غريب، تبادلا أطراف الحديث ، أبدى لها إعجابه بها وكانت كلماته تخرج من فمه وكأنها قطرات من عسل، تستمتع بها و تشنف بها أذنيها، يتكلم في الأخلاق و القيم وينتقل إلى الحديث عن شباب اليوم الذين يضحكون على البنات البريئات ، كلام جميل ، استحلته وأعجبت به .
تكررت الزيارات ،تبادلا القبلات خلسة عند مصعد العمارة وبين الردهات، في يوم دعاها للدخول معه إلى البيت ، قبلت العرض باستحياء ، كان سمير يثقن فن الكلام المعسول ، استدرجها للدخول في المعقول، سلمته نفسها،واسترخت لدعاباته ولمساته التي تسلب العقول ، استفاقت على وقع تمزق في ختانها أفاقها من غفلتها ، جمعت رجليها بقوة صفعت وجهها صفعتين ، يا ويلي ماذا فعلت بي ضيعتني ، فضضت بكارتي ، انكفأ على جنبه وأشعل سيجارة وبدأ ينفث الدخان من فمه ومن أنفه.
توارى سمير عن الأنظار، بقيت رشيدة تعاني من تأنيب الضمير ، خانت الأمانة التي عاهدتها بها أمها الأرملة، ضحت بشبابها من أجلها ، كانت أمها دائما تنظر إليها نظرة اعتزاز و افتخار أمام الأهل و الجيران.
في أحد الأفراح التقت رشيدة بشاب من الشباب المهاجرين إلى إيطاليا أعجب بها وبرشاقتها وجمالها، طلبت منه خطبتها من أمها ، كان الشاب لطيفا أنيقا مستعجلا للزواج ، احتارت في أمرها هل تخبره بفقدان بكارتها ، كيف تقنعه وخاصة أنها شعرت بأنه هو الزوج المناسب الذي سيريحها من عناء العمل ويسهر على رعاية أمها .
حكت رشيدة حكايتها لإحدى زميلاتها في العمل ، تأثرت موقتا بهذا الموقف وبعد ما انتهت أشارت عليها بتركيب بكارة مصطنعة ، وقالت لها: إن البكارة أنواع منها الصيني وهو نوع رديء قد يكشف حيلتك، وهناك النوع الأمريكي وهو أصلي صادر من الوكالة عليه طابع صنع بأمريكا.
محمد يوب
13-12-2009