[FONT="Simplified Arabic"]
وَيَشْتَعِلُ السُّؤَال


صقر أبوعيدة


ويَسْألُونَني لِمَ القَصيدُ يَجْلُبُ الشَّجَنْ
أَلَمْ تَرَوا إلى العُيُونِ كيفَ تَذْرِفُ النَّدَى ؟
وُرُودنا على الخُدُودِ كيفَ تَكْتُمُ الصِّبَا
وكيفَ يَرْقُبُ السَّقيمُ في سريرِهِ الرَّدَى
أَلَمْ تَرَوا إلى الوُجُوهِ في الصَّباحِ كيفَ تَنْدبُ الوطنْ ؟
ومِنْ دِمائِنا تَهدَّمَ الأَثَرْ
أَلَمْ تَرَوا حَبيبَتي وقدْ غَفَتْ على الْوَهنْ ؟
وتأْمُرونَني أُزَخْرِفُ الْكَفنْ !
يقولُ منْ بِحَقْلِهِ مَفاوِزُ
ولم تُدَسْ شِفاهُ تُرْبِهِ ولا مَنابِعُهْ
وفي فُؤادِهِ دَخَنْ :
نُريدُ غُنْوَةً مِنَ القَصائِدِ
وبَهْجَةً تُراقِصُ الأَغانِيَا
نَظَرْتُ كيفَ أَحبسُ السّرائِرا
مكثتُ جُمْعةً منَ الظنونِ مُكْرِهاً دمي المشاعِرا
وكيفَ أَرْسُمُ العَفَنْ !
فؤاديَ الكَليمُ في يَدي يُصارِعُ الهَوَى
شَحَذْتُ أُنْمُلِي لأَكْتبَ الطَّربْ
شَرِبْتُ نَزْفَ شَهْقَتي
سألتُ روحيَ ابْتِهاجَها فلمْ تُضِئْ لِيَا
رَجَوْتُها أَنِ اكْتُبِي
أَنِ اكْتُبِي
أَنِ اكْتُبِي
عصَرتُ فِكريَ العَنُودَ في القلمْ
فخَطَّ لي مُعاتِبَاً
أَأَكْتبُ الْمَراثِيا ؟
أَأَكْتبُ الدَّوَاهِيَا ؟
وصحْنُ بَيتِيَ الحَبيسِ، دِفْؤُهُ
يَجُرُّ ذَيلَ شَمْسِهِ
وبِنْتيَ الَّتِي يَطلُّ عُرْسُها
نَشيجُ قلبِها يَبُثُّ من سُبُولِ هُدْبها
وحائِطي بِوَجْبَةِ الرَّصاصِ أَنَّ مُثْقَلا
ويَرْتَضِي خَلِيلُنا مِنَ الجَفاءِ مَنْزِلا
وكُوزُ خاطِري منَ النَّسيمِ باتَ خاوِيَا
وعُصْبَةٌ تُحَرّفُ الكَراسِيا
وعَرْضُ سِجْنيَ العَميقِ يَتّسِعْ
ولم تَقُمْ على بُحورِنا سُفُنْ
ولم تَرَ المرَاسِيا
طُيورُ بَرِّنا على عِشاشِها ولم يَطُفْ بِها وَسَنْ
وكيفَ أَكْتبُ الغِناءَ والبلادُ تزْفِرُ
يَنوءُ طفلُنا بِظِلِّهِ إلى مَصابِهِ ويكبُرُ
يُلمْلِمُ الجَوَارِحا
أَقَلِّبُ اليَراعَ والفؤادَ والقَوافِيا
لكنَّني أسيرُ في الكِتابِ عائِداً لها
وأحْتَسي منَ الحميمِ وافْتراشِ تُرْبِها
لِكيْ أَرى حبيبتي بِجيدِها قَصائِدي
أُسَائِلُ البَواكِيا
فمالِ هذهِ النُّسورِ لا تَعُودُ وَكْرَها ؟
أَمِنْ قصائِدِ الشُّجونِ وانْفِطارِ جُرْحِها ؟
أمِ النُّفُوسُ قدْ خَبتْ شُموعُها
ونامَ في خِبائِها زِنادُها
قَصائدي كتبتُها وما أقولُ كيفَ جاءَ خَيلُها
بِنارِ أحرُفي غَمسْتُ فِكْرتي
أَخُطُّ لَوْنَها بِريشَةٍ منَ السَّنابِلِ

أَبُلُّ شَعْرَها منَ الأَسَى لِتَرْسُمَ الخَلا دَوالِيَا
[/font]