تراقصت الصورة بعيني ،
حاولت كبت هذه التأوهات التي تفور بصدري ،
دمعة ساخنة فرت على خدي ،
خفت أن يلمحها احد ، مددت أطراف أصابعي أمسحها ،
يبدو أنه أحس بما يعتريني ،
بادرني )
ـ ما بك يا محمد ؟
( تنهيدة فلتت مني خارجة ،
تلعثمت الحروف فوق شفتاي )
ـ لا ... لا شيء يا أبي ... فقط بعض أمواج من الخواطر تلاطمني .
ـ و ما هي هذه الأمواج التي فعلت بك كل هذا ؟
ـ ماذا فعلت بي ؟
ـ انظر لنفسك بالمرآة يا بني ، هيه ، هل لي أن أعرفها أم هناك ما يجب أن تخفيه عني ؟
ـ لا يا والدي ، إنما هو هاجس كثيرا ما أقلق منامي .
ـ خير إن شاء الله يا بني ؟
ـ لماذا يا أبي ولدت الآن في هذه الأيام العجاف ؟
لماذا لم يقدر لي أن أولد في عهد رسول الله صلوات ربي و سلامه عليه ؟
لعلي كنت أحد صحابته صلى الله عليه و سلم .....
ـ لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ، و من الذي أخبرك بأنك وقتها ستكون أحد صحابته عليه الصلاة و السلام ؟
ألا تعلم أنك من الممكن وقتها أن تكون (أبا جهل) ، أو (الوليد بن المغيرة) ، أو (أبا لهب) أو على الأقل (عبد الله بن أبي بن سلول) رأس النفاق و العياذ بالله ؟
ـ أعوذ بالله ، استغفر الله العلي العظيم ....
ـ نعم ، استغفر الله يا بني ، و احمد الله على ما أنت فيه ،
فهو العليم الرحمن الرحيم ، نعم فهو أعلم بنا ،
و لن يرضى لنا أبدا إلا الخير فقط ،
و لذلك لم يحملنا عز و جل ما لا طاقة لنا به .