انها ليست قضية اعتذار ..

وهي ليست ايضا , حرية شخصيه او حرية الرأي والتعبير في العالم " الحر " , هناك في تلك القاره القديمه والبارده والمتهالكه , في قيمها وحضارتها وتدينها .

انها التبعيه والاستلاب الديني والفقر الروحي , لشعوب " اوروبا العتيقه " , للمال والاعلام الصهيوني اليهودي , والسيطره المطلقه لسياسيي اوروبا من " المسيحيين الجدد " على الفكر والاعلام والسياسه والمستقبل لهذه القاره العجوز .

لقد عاد السياسيين الامريكيين ثم الاوروبيين الى الغطاء الديني , في العمل السياسي , فهم وليس المسلمون , من اطلقوا على انفسهم هذا الاسم , " المسيحيين الجدد " .

وهم عباره عن شخصيات ذات ثقافه اعلاميه وليست سياسيه , يجيدون الظهور والتحدث بالعموميات ولا يفهمون في الاقتصاد والاعمال والمال , الأسس الحقيقيه للسياسيه خصوصا في اوروبا وامريكا .

وانما يشكلون الواجهة الجميله والزجاجيه والشفافه , للحرب التجسسيه الاقتصاديه بين عمالقة الصناعه والحرب الاستعماريه على بقية دول العالم , واهمها دول النفط عموما والعربي منه خصوصا .

وهم ابعد ما يكونوا عن التدين المسيحي المتسامح , ولا علاقة لهم الا بالفكر العدائي العنصري البديل في الاستراتيجيه الامريكيه الغبيه بعد انهيار الاتحاد السوفييتي , والحاجه الى العدو من قبل الشركات العملاقه لصناعة السلاح الاوربيه منها وخصوصا الامريكيه .

ولا أدل على ذلك كله من الرساله الأخيره لبابا روما , وانا أتمنى ان يقدم لنا الزملاء المسيحيين " شركاء الوطن والمستقبل " , النص الكامل لهذه الرساله الهامه والانسانيه والتوفيقيه .

ان هذه الاسترتيجيه والتي عرفت بحتمية " صراع الحضارات " , او سياسيا بنظرية " الحرب بين المسلمين والمسيحيين " , والتي قدمها استاذي جامعه امريكيين " فوكوياما " , " هنتنغتون " .

هي في واحده من تداعياتها الاخيره , الرسوم المسيئه لنبي الاسلام والمسلمين جميعا , ولو كانت هذه الرسوم لأطفال مدارس في اوروبا او لأهم صحفييها , فنحن مكلفون شرعيا ومكلفون حضاريا ومكلفون سياسيا بالرد , ولكن بالاسلوب الذي يعكس شريعتنا وحضارتنا وافاق المستقبل السياسي لبلداننا العربيه والاسلاميه .

نحن العرب والمسلمون ..

نتفهم ونتعاطف كثيرا مع الاحتلال الروحي والنفسي والاقتصادي والسياسي والديني , لشعوب اوروبا المغلوب على امرها , من الصهيونيه اليهوديه العالميه .

ونتمنى عليهم بما بقي من رواسب الحضاره والانسانيه والاخلاق , ان يتجاوزوا هذا الخوف من الصهيوني , وان يفهموا ردود افعالنا على افعالهم المشينه بحق رسولنا الكريم .

وان يعملوا لصالح اقتصادهم الوطني وتصريف منتجاتهم , في اسواقنا الواسعه والغنيه بفضل الله , وان يتغلبوا جميعا على عقدة الصهيونيه , والعمل لصالح اسرائيل وامريكا على حساب مستقبلهم الاقتصادي .

ان مقاطعة المنتج الدانيماركي والبلجيكي , يجب ان لا تتوقف بعد اليوم , ويجب ان يفهم الجميع , انها جزء من الحرب الاقتصاديه على امريكا وصغار تابعيها في كل شيء , وان العرب والمسلمين لن يذهبوا الى التطرف ضد المسيحيه في الشرق او الغرب , وانما الى الشكل الراقي من التعبير عن قيمنا كلها وعن رؤيتنا الواضحه في السياسه لهذه التصرفات الصغيره .