النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: جواسيس الذهب الأسود

  1. #1 جواسيس الذهب الأسود 
    مشرف
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    المشاركات
    736
    معدل تقييم المستوى
    19

    "جواسيس الذهب الأسود" Les Espions de l'or noirالكتاب الخطير للناشط الحقوقي الفرنسي "جيل مونتيه"ألسكرتير العام لجمعية الصداقة الفرانكوعراقيةAFI الذي كان طيلة العشرين سنة الماضية احد رجال الظل المناهضين للإمبريالية و الداعمين للقضايا العربية في فلسطين و العراق.كان قد اتهم بالإرهاب بعد الغزو الامريكي في العراق و استجوب من طرف المخابرات الأمريكية ووضع تحت الاقامة الجبرية بفرنسا ولم يطلق سراحه الا بعد رحيل صقور البيت الأبيض .أين اصدر هذا الكتاب الذي هو احدى المواد التاريخية القيمة عن الصراع بين القوى الامبريالية عن الثروات البترولية في منطقة الشرق الاوسط طيلة القرنين الماضيين و خصوصا بداية القرن العشرين حين تأكد وجود النفط استنادا الى وثائق فرنسية خصوصا نشاط الجاسوس الفرنسي الشهير "لويس مانيسون"Louis Massignon الذي كان منافسا للجاسوس الانجليزي الشهير لورنس العرب والذي كان ينشط في الجوسسة تحت واجهة الاستشراف اين استغلت ابحاثه و حفرياته التي كانت لحساب "رصيف دورسي -كاي دورسي "Quai d’Orsay التابعة لوزارة المستعمرات الفرنسية .
    حيث ابتدأ نشاطه الجاسوس عند اقامته الاولى في مصر وبلاد ما بين النهرين .في سنة 1906 عين في المعهد الفرنسي للآثار في جامعة القاهرة و كان مهتما اكثر بالطائفة السنوسة احدى الطوائف الاسلامية الراديكالية المناهضة للامبريالية و الاستعمار وقد امضى مانيسون وقته كما كتب في مذكراته متنقلا بين الحانات الرخيسة و المقاهي متنكرا في زي فلاح اين عرف اول تجاربه الشاذة مع المثليين جنسيا التي قادته بعد ذلك الى بلاد ما بين النهرين في اعادة مراجعة لنفسه اين كان من مريدي "منصور الحلاج" الصوفي ذو الاصل الفارسي الذي قطع رأسة و مثل بجثته بتهمة البدعة في بغداد سنة 1922 والذي اختار موضوعه كأطروحة دراسية بمنحة من "الجنرال دوبويلي"général de Beylié الذي عرف بمهماته التجسسية تحت غطاء البحث عن الحفريات و الآثار في آسيا الوسطى و القوقاز ثمانينات القرن 19.
    و بمجيئه بلاد ما بين النهرين قام القنصل الفرنسي ببغداد بتقديمه الى اسرة"الالوسي" التي كانت تحضى باحترام كبير في البلاد اين كان تحت حمايتها .فكان يزور ضريح الحلاج ويلتقي بعلماء بارزين تحت ذريعة جمع المعلومات لاطروحته وكان يزل الاسواق مرتديا ملابس محلية مختلطا بالعامة تحت ذريعة تحسين مستواه في اللغة العربية ما اثار شكوك الوالي و السلطات العثمانية التي كانت على علاقة وثيقة بالالمان الذين ابلغوا عن شكوكهم منه خصوصا و ان قدومه تزامن مع نشاط حركة "الترقي"في انه قد يكون من احدى تلك البعثات الجيولوجية التي تنشط في بلاد ما بين النهرين بحثا عن النفط .حيث بعد ذلك ابلغ الباحثين الاثريين الالمانيين "سار و هارزفيلد"Sarre et Herzfeldعن شكوكهم نحوه و تصاعدت الشائعات عنه الى درجة وصفه بالجاسوس حيث صار يتنكر بزي تركي في الشورع.
    و في مارس 1908 قرر مانيسون التنقل لزيارة كربلاء وقصر"الأوخيدير" وقضاء بضعة ايام في النجف وكربلاء مدن الشيعة المقدسة .كما انه كان عليه ان ينتقل الى واسط بالقرب من الكوت للقاء قبيلة "المنتفق" التي اثيرت ضد الحكم العثماني.في مهمة لتقصي ما اذا كان بالامكان ان يثور الشيعة على حكم السلطان العثماني وفي طريق العودة قام القائم مقام (نائب السلطة الشرعية للوالي)بسجنه في الاول من ماي بتهمة التجسس ليتم اطلاق سراحه بعد ذلك بتدخل من عائلة الالوسي التي رأت ان من واجبها حمايته حسب التقاليد العربية.
    و اثناء الحرب العالمية الثانية 1913 وحملة اللنبي و الملك فيصل نحو دمشق و تشكيك البريطانيين في تطبيق اقفاقية "سايكس بيكو"قام البريطانيون و الفرنسيون بانشاء لجنة مشتركة لرعايتها .وفي 1917 التقى مانيسون لاول مرة ب"لورنس العرب "اين قال له مازحا بانهم الاثنين علماء آثار ملثمين .لكي لا يقول جواسيس وادرك بان الاخير كان قد استخبر عنه وانه يصنفه مثل عدو خطير و خوفا من ان يوشي به للملك فيصل وفي اكتوبر عنما وافق الجنرال اللنبي في غزة على تعيين مانيسون في قيادة اركان الملك فيصل عارض لورنس ذلك وهدد بالاستقالة.
    جورج بيكو"القنصل الفرنسي طلب من "كاي دورسي"Quai d’Orsay زيادة المنح لمانيسون حتى يظهر ان فرنسا تشارك بدور فعال في معارك العرب وتمت ترقيته مؤقتا لرتبة نقيب لكي يكون على درجة معادلة مع لورنس .لكن لورنس لم يكن يرغب في وجود ضباط الى جانبه وخصوصا فرنسيين أثناء دخوله دمشق.
    عندها ارسل مانيسون لفترة قصيرة مستشارا للجيش العربي تحت الامرة الفرنكوبريطانية وامضى جل وقته كما فعل لورنس في المكتب العربي في مصر في استمالة الجنود العرب في الجيش العثماني .في اواخر اكتوبر وفي تقرير بعث به الى "كاييه دورسي "قائلا "انه لاحظ ان النزعة القومية مرتفعة عند الجنود العرب الذي معضمهم مسلمين وانهم يحلمون بوطن عربي واحد يمتد حتى شمال افريقيا وان هذه الفكرة المثالية من الصعب تأيدها .
    المهم ان هذا الكتاب يكشف الكثير من الأدلة والبراهين عن الأفعال الجاسوية تحت غطاء الاستشراق و التي الحقت الكثير من الاذى بالعرب وثقافتهم و تطلحاتهم نحو الحرية و الاستقلال .
    ر.رزاق الجزائري
    http://www.merbad.net/vb/showthread....0510#post90510
    التعديل الأخير تم بواسطة رزاق الجزائري ; 05/10/2009 الساعة 08:30 AM
    قد تهزم الجيوش لكن لن تهزم الأفكار إذا آن أوانها
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. العلم المبتور و الذنب المغفور
    بواسطة فيصل الملوحي في المنتدى فسيفساء المربد
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 20/05/2014, 03:43 AM
  2. مقال: خطوة ذكية :شافيز يؤمم قطاع الذهب
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى مجلة المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 19/08/2011, 01:22 AM
  3. مقال: العلم المبتور و الذنب المغفور
    بواسطة فيصل الملوحي في المنتدى مجلة المربد
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 29/04/2010, 09:49 PM
  4. القناع الأسود
    بواسطة محمد اللغافي في المنتدى القصة القصيرة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11/09/2007, 07:28 PM
  5. فساد الذمة وهروب الضمير
    بواسطة الزنبق الحزين في المنتدى فسيفساء المربد
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 02/02/2005, 11:47 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •