الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: دراسة لرواية تسعة أيام في حوث

  1. #1 دراسة لرواية تسعة أيام في حوث 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    دراسة لرواية تسعة أيام في حوث


    طارق شفيق حقي



    -----------------


    رواية تسعة أيام في حوث – أيمن ناصر


    منشورات اتحاد كتاب العرب – دمشق - 2008




    غلاف الرواية


    وهي الرواية الأولى للكاتب




    الروائي أيمن ناصر




    -الرواية تقع في مائتين وسبع وسبعين صفحة من القطع الكبير ، علق عليها الأديب وليد معماري فقال فيما قال :" إنها فتح جديد بعد زمن من الركود ... ولا أبالغ."
    - يستهل الكاتب روايته بإهداء إلى أمه وأبيه وزوجته وتأخذ الأم مكانة مميزة بينهم، والإهداء بشكل عام يعتبر شكلاً من أشكال الاستهلال التزييني.
    - رواية اللحاف تتكون من فصول سبعة أخذ كل يوم مقام الفصل الواحد رغم أنها تقفز في الرواية من اليوم الثالث إلى اليوم السادس دون أن نعرف السبب ، فتصبح الرواية حقيقة سبعة أيام في حوث لا تسعة ، وإن كان الكاتب يقصد أيام البطل الأستاذ سيد الذي عاش ثماني أيام في حوث ،وأكمل شريك غرفته الأستاذ حمزة مراسم اليوم التاسع بحرق لحافه الذي يحمل وجه الميدوزا رمز الرواية ولغزها الذي تكشف يوماً بعد يوم، بحضور زوجة البطل وابنه ومدير مدرسته ، لكني أجد أنها بحاجة لتعديل إما في عنوان الرواية لتغدو سبعة أيام في حوث أو يقسمها إلى فصول لا إلى أيام .
    الراوي هو الأستاذ حمزة، والروائي هو الأستاذ أيمن ناصر من الرقة - سوريا، فنان تشكيلي ، وهذا كل ما أعرفه عنه .
    المكان : ناحية حوث في ريف صنعاء في جمهورية اليمن السعيد.
    الرواية تحكي قصة أستاذ سوداني قدم لمعهد التدريس في حوث والذي ضم فريقاً من المعلمين ينتمون لأكثر من قطر عربي.
    نذكر أهم الشخصيات : أستاذ الفنون حمزة الحمداني راوي الرواية ،مدرس مادة الإنكليزي وهو بطل القصة أو الشخصية المحورية الأستاذ السوداني : سيد عثمان الغانم ، الأستاذ أحمد الحوثي مدير المدرسة ، مدرس التاريخ زياد الديري ، الشيخ عبدو أو عبد السميع مدرس التربية الدينية،مدرس الفقه محمد النبطي ، وممدوح أبو طلال مدرس الفلسفة ، وعائشة زوجة الأستاذ سيد .
    - يبدأ الكاتب بنقل التحليل النفسي الدقيق، ورسم شخوص كل المعلمين في المعهد قبيل قدوم أستاذ مادة الانكليزي الجديد ، وذلك أُثناء جلسة تسبق قدوم المدرس الجديد ، وبعض المعلمين يرفضون إشراك المدرس الجديد السكن معهم في غرفهم بحجج سخيفة، مقززة أحياناً تدلّ على شخصيات انتهازية وصولية فارغة الروح، والراوي الأستاذ حمزة يكشف عيوبهم وسوء خُلقهم.
    الرواية تحكي قصة أستاذ سوداني يدعى سيد مصاب بورم خبيث في دماغه، وهذا الأستاذ يحمل معه للغرفة التي يشاطر فيها الأستاذ حمزة الراوي، جسده الضخم كما يحمل له غرابته ، فهو معتاد أن يحزم لحافه بعد الاستيقاظ تحضراً للموت ، وفي اليوم الذي ينسى حزم لحافه ينهي الموت الهدنة التي وقعها معه كما يقول البطل ويغتاله في حادث مركب ، فيتوهم الجميع أنه مات من طلقة نارية طائشة ، لكن الطبيب في صنعاء يقر أنه مات بقدره المحتوم في رأسه وهو الورم الخبيث .
    والأمر الغريب الثاني للبطل هي صورة الميدوزا التي تفترش لحافه ، وهي شكل لامرأة بشعة لها ثعابين في رأسها عوضاً عن الشعر.
    والميدوزا أسطورة يونانية كانت فتاة جميلة حولتها الآلهة لغيرتها منها إلى هذا الشكل المخيف و كل من ينظر إليها يتحول إلى حجر.
    فحين كان سيد يحزم الميدوزا لم يكن يصله الموت ، وحين نسي حزمها وافترشت فراشه بصورتها البشعة قُتل في ذلك الصباح.
    هذه الرموز تفهم في أكثر من اتجاه، خاصة لو علمنا أن بطل الرواية درس في إنكلترا في أحداث تشبه أحداث رواية الطيب صالح موسم الهجرة إلى الشمال.
    ثم تقع في حبه فتاة أيرلندية تحسن رمي شباكها وتحتال عليه الحيل حتى يقع في حبها رغم حذره الشديد ،ثم تجعله مدمناً الخمر والمخدرات ، حتى يكتشف مؤامرتها ابن عمه ويقتلها في باحة الجامعة فيسجن ثم يقتل في السجن ، وبعد سنوات طويلة من القهر يعود البطل لعائلته فيجد أن أمه ماتت ، وبعد فترة يموت والده ، ويعيش البطل حياة مريرة ، فهل كانت الميدوزا هي المرض الخبيث الذي عشش في دماغه ، أم هل كانت هي الفتاة الأيرلندية - وقد أصبحت رمزاً للغرب - والتي استغلت الشاب السوداني لقوته وأذلته بشتى الوسائل ليشبع حاجتها.
    كل تلك المفاتيح مباحة في رمز كالذي صنعه الكاتب وافترشه البطل صدر لحافه.


    ينقل إلينا الراوي صوراً من حوث منها شكل البيوت حيث صممت بيوتهم لتذكرهم بالموت، مدخل واسع يذكر بولادة الإنسان ثم مجلس كبير يأكلون فيه يشابه صراع الحياة ويخرجون من درج ضيق مظلم صغير يذكرهم بالممات"
    وفي العزاء يوزعون الحلوى فهي لديهم طقوس مختلفة كما يذكر الراوي، ومدينة حوث القريبة من مدينة صعدة والعاصمة صنعاء تعج بالمهربين ، ولا يكاد رجل هناك لا يحمل بندقية ،وكثيراً ما تتراشق قوات الأمن والجمارك مع المهربين الطلقات النارية التي تنتشر فجأة فوق الرؤوس في كل مكان ، والتي أصابت إحداها الأستاذ سيد في نهاية الرواية .
    ويذكر الراوي طقوسهم في الدخول للمسجد فهم يخلعون سراويلهم الداخلية لأنهم مصابين بالسيلان نتيجة القات الذي يمضغون، ثم يعبرون ممراً مائياً لتنظيف ما علق بهم من أتربة وروث الحيوانات،وفي المسجد تشاهد البنادق معلقة على كل جدار أو واقفة تصلي بجانبهم، وكثيراً ما وقعت ساجدة وقد أفرغت رشقات منها إذ كانت ملقمة فترى المسجد يزبد ويموج، ويحسب الجميع أن أحد ما يأخذ ثأره في المسجد فترى الجميع انبرى يلقم سلاحه أو ربما يطلق بشكل عشوائي .
    - نشير إشارة للأساطير التي يخترعها حكماء المناطق الريفية في معرض حديث الراوي عن ريف الرقة ، كحكماء قرية مريبط حيث ينسجون أساطير الوحوش والجان بذكاء كي يبعدون أطفال وشبان القرية عن مواطن الخطر كالسباحة في الأنهر حين يكون غزيراً لأن حيواناً مخيفاً يدعى الهامة يأكل الأولاد الذين يسبحون في النهر، أو لعدم دخول المغارات لأن فيها جنية تقتل كل من يدخل للمغارة.
    وهذه الأساطير وجدت وقعها أجمل ،وتوظيفها كان أبلغ من أسطورة الميدوزا ، لأن لكل مجتمع أساطيره التي تؤثر بذاكرته وفي لاوعيه الجمعي ، ورغم أننا ندعي أحياناً بمثالية أن الأساطير والفنون هي لكل الحضارات – وقد تكون لوثة لما ننفك منها - لكن هذا الإدعاء لا يجد وقعاً في النفوس ، وشخصياً أنسى تفاصيل الأساطير الأجنبية وأعصر ذهني لتذكر تفاصيلها رغم أني قرأتها عشرات المرات، فكل أسطورة مرهونة بمجتمعها كما أسطورة المجتمع الريفي الهامة التي تأكل الأطفال أو أساطير الجان والعفاريت والتي بمجرد ذكرها تتحضر النفوس لها هيبة ووجلاً, حتى ولو علمت أنها مخترعة ملفقة مكذوبة.


    تليمحات :
    الحوار أخذ شكلاً شعرياً من أول اللقاء مع الأستاذ السوداني المتعب القادم من السفر وكانت جملاً شعرية غير مناسبة لفضاء المشهد.
    " عم سيد ، تراك غرزت أصابعك المالحة في قلبي، نهايات الشوك في كلماتك آلمتني وأشعلت حطب روحي..." ص 9
    - صوّر الراوي مشهد العراك الذي نشأ بين المعلمين وكيف أن المعلم زياد مدرس التاريخ وهو من دير الزور ،والذي استطاع الكاتب بنجاح تصوير شخصيته وحواره المميز، وكيف انبرى لضرب الشيخ عبدو ومسح به الأرض ثم ضرب كل من تدخل لحمايته ،بينما نقرأ عبارات للراوي في هذا المشهد ،أن أحد المعلمين كان يصفق لهذا المشهد وآخر يعلق ساخراً بينما المدير يتفرج دون حراك ثم يقول بكل هدوء: ماذا تركتم للأولاد يا زملاء... اجلسوا ودعونا نتفاهم بالتي هي أحسن.." وكأن شيئاً لم يكن ،بذلك كانت صياغة المشهد ضعيفة نوعاً ما وزاد الطين بلة الجمل الشعرية غير المناسبة التي تحشر في المشهد كقوله : " ابتسم وارتجت شواطئ عينيه من الفرح " ص 20
    ويتابع الأستاذ حمزة حواره بكل هدوء مع المدير ثم يأخذ البعض الشيخ عبدو للمستوصف وقد انشق حاجبه وغطى الدم وجهه.
    المشهد الأول كان استقبال الأستاذ السوداني
    المشهد الثاني يقفز لمشكلة استقباله
    الثالث يعود ليتابع المشهد الأول في الاستقبال.
    - في المشهد الخامس يفوّت الكاتب تعريف الأستاذ نواف بالأستاذ سيد ولا نجد لذلك تفسيراً أو قصدية.
    - ردد المدرس السوداني جملة أوردها الأستاذ حمزة ذاته" ما كنت الوحيد الذي يدرك أن غرفتي واسعة كالماء لا يضيرها كثرة الغيم" ص 21
    - ثم كررها السوداني ص 32
    - وهذا إن كان الكاتب قد أراد منه أن يدل على نباهة وغرابة السوداني في قراءة الأفكار، لا يعد وفق ما أرى ناجحاً في تكرار جملة كاملة.
    - بل إني أرى عبر الحوار المتكرر بين الأستاذ حمزة والأستاذ سيد، تشابه صياغة الحوار كثيراً وكأن الحوار يخرج من شخصية واحدة، أو كأنه الرجل يحادث نفسه ، فلم ينجح الكاتب في بناء شخصيتين مستقلتين عضوياً كما نجح في صياغة شخصية الأستاذ زياد الديري في تصرفاته المنفردة وحواره المميز ، وغدا الحوار الفلسفي الفكري متشابهاً جداً حتى تزينه بالجمل الشعرية كان متشابهاً لكلتا الشخصيتين.

    - الاستهلال : عادة يأخذ الفصل الأول شكل الاستهلال في الرواية .
    - في رواية اللحاف بدأ حمزة سرد ذكرياته العتيقة عن مدينة الرشيد للأستاذ سيد في الفصل الأول أي اليوم الأول كما قسّم الكاتب الرواية.
    - وأرى أن الفصل الأول ، أو اليوم الأول كان يجب أن ينتهي كسحابة استهلالية للرواية عند التعارف وما قبل سرد الذكريات التي يصبح البطل الوحيد فيها الأستاذ حمزة.
    - ذكر الكاتب قصة حب جرت بينه وبين طالبة له أرادت تعلّم الرسم واسمها حنين ، لكن ذكر القصة وتفاصيلها لم يكن لها توظيف في الرواية أو في بناء شخصية الأستاذ حمزة، وإن أخذت مساحة أطول من حبه لطالبة تصغره بأربع سنوات واسمها الخيزران والتي تزوجت من طبيب.
    - يكتشف الأستاذ حمزة نفسه مرة أخرى من خلال الحوار مع الأستاذ السوداني الذي يكبره بعشرين سنة تقريباً والذي أصبح عمره ثلاثة وخمسين مثل عمر والده حين مات ،وهو ذات العمر الذي عاد فيه الأستاذ حمزة إلى اليمن وأحرق لحاف الأستاذ سيد السوداني.
    ويصبح حمزة أمام سيد رجل الكلمات ،ويتحول الحوار معه لرهان ، ويصبح ما ليس له معنى ذا معنى عميق ومشكل, ويصبح للموت خاصة معنى جديداً يفسره سيد بعمق فلسفي خاص ،ويعقد معه هدنة وينتظره في كل يوم وهو المصاب بورم خبيث في رأسه.
    - نجد في الحوار أقوال واضحة الحشر كقول للنفري وآخر لهمنغوي وصاحب دكنشوت وغسان كنفاني وغيرهم لا أجدها موظفة.
    - يشرح الكاتب الكلمات العامية اليمنية مثل ( أين جه – الشوفة – أشتي ) لكنه لا يشرح كلمات عامية كثيرة وردت من بيئة الرقة مثل كلمة نتلاطع ص 248، فالعمل الأدبي ليس موجهاً لبيئة الكاتب فحسب .
    - جمل مثقلة : لحظة الموت يقول له " أستاذ سيد الصقور لا يهمها أين تموت... والغزلان هي التي تحب أن تموت عند أهلها ألا تذكر هذا الكلام للراحل غسان كنفاني قرأناه سوية في نهاية قصة الصقر.." ص 251
    - وقبلها يقول له سيد " السؤال الأهم هو الذي سأله طاغور شاعر الهند العظيم " أي هدية تقدمها إلى الموت يوم يأتي ليقرع بابك " ص 240
    - يستشعر الكاتب في الرواية متى أراد ,حتى في لحظة الموت لحظة الوضوح والظهور والتجلي، فكانت الكلمات الشعرية تفسد عظمة المشهد الجنائزي المهيب ، يقول كذلك:" هيا يا سيد ما جرى قد جرى .... يكفينا اليوم ما اقتلعنا من حشيش الروح ، فقد منحك الموت برد الحجر فامنحني غياب النهار" ص 253
    - بينما يترك إشارات وأسئلة عميقة كانت لائقة وموظفة أكثر منها للتي أشرنا كقوله حين دخل الشرطي وبيده دفتر الضبط وجلده سميك ولونه أسود :" لماذا معظم الأشياء البيضاء غلافها أسود"
    - هذا السؤال الوجودي العميق أبلغ من كل تلك الجمل الشعرية المجانية التي لا تخدم المشاهد والسياق الحواري.
    النقطة المشكلة في الرواية:

    وهي بعض جمل استفزازية من البطل حمزة عن مدينة الرقة " فيقول في الصفحة التاسعة والثمانين " كنت أقرأ عن تاريخ الرقة في العصور الغابرة وما كنت أصدق أن الرشيد بكل عظمته وجبروته كان يحكم مدينة تعج بالقوادين والعاهرات....."

    ثم " مدينة ما برحنا غرباء فيها بالرغم من احتراقنا واكتواء ذاكرتنا بنار صمتها وصهيل ثارتها ، وما برحنا غرباء بنظر القلة من أدعياء أهلها. كدت أقول السفهاء.. وتشهد على ذلك المجالس المنتخبة بأنواعها . فمن الذي يحق له أن يترشح غير الذي تزكيه السلطة المحلية وتحميه قوانين العشيرة ؟ حتى لو كان إمعة جاهلاً وأميّاً .. يكفيه أن وراءه رجالاً يسدون عين الشمس بهراوتهم وعباءاتهم .. والله أقول ذلك لا لعقوق في نفسي لهذه المدينة ، ولا رغبة في منصب أو جاه .. ولكنه همس رمال عطشى لصبّار يختبئ الماء وراء أشواكه".

    وبختام الراوي لجملته يكون قد تخلص أحسن تخلص وجب المغيبة عن نفسه ، فهو يعري المشهد كاملاً رغم أنني أبقي جملته التي قالها في البداية جملة استفزازية لكنها لا تستحق أن يثار لها ما يثار خاصة لو درسنا البنية النفسية لشخصية حمزة.

    حمزة هو الإنسان الطفل الذي يعشق وطنه ويكرهه في ذات الوقت أشد الكره
    كما يحب أمه التي تتفانى في إرضاء والده الرجل السياسي الخارج من المعتقل، ويكره والده الغاضب دائماً النزق العصبي الذي يرمي أمه بالصحن أو يقلب مائدة الطعام فوق رأسها إذا نسيت الملح أو قصرت في أمر تافه.

    فحمل حمزة في قلبه حبّ أمه وحبّ الوطن ،وكره والده وكره الوطن – فيما يظن كطفل- الذي دمّر حياتهم باعتقال والده لمدة عشر سنوات ودمر شخصية والده فعاد متعباً نزقاً وقد انهارت تفاصيله من الداخل قبل أن يتأثر بتعذيب المعتقل وبالوحدة وطقوس الغياب المعتمة .

    هذه الخلفية كان علينا أن نراقبها من خلال التاريخ النمائي لشخصية حمزة لنعرف سرّ الشذوذ النفسي في كره مسقط رأسه الرقة عاصمة الرشيد حيث أخذ فيها كل وصولي جبان مكان كل شريف مثالي كما يقول
    وهذا الشريف هو بالدرجة الأولى والده ، وربما لم يكن ليحمل هذه الفاجعة لو أن والده ترك السياسة بطريقة مختلفة، لكن هذه التغيرات الكبيرة في المجتمع طالت طفلاً صغيراً فحطمت ذاته وهو صغير ، فكبر الألم معه وتضخم ومن أجمل وأكبر وأحن من الوطن حتى يحمله هذا الألم ، وهو الذي يعشقه وفق ما تبين من كلامه وقد زاد في محنته ألم الغربة القاسية ، فكابر العويل والبكاء وكان الأستاذ السوداني المعادل الذي أشبع حاجته النفسية في أن يرى إنساناً معذباً أكثر منه، فيدهش لكل هذا الصبر والأريحية العجيبة في قبول الموت وتقبل المرض وبناء فلسفة ذاتية أحرجت الأستاذ حمزة رغم محاولته مجاراتها ، فليس للكلام مكان حين ترضى النفوس بالموت والألم والعذاب.
    وهو في مقام والده وكم تمنى أن يحاوره ويتعلم منه ، وهو الجانب الغائب في والده حيث كان صبوراً هادئاً ودوداً ، وفيه جانب من الوطن وقد افترش حمزة عراء الغربة .
    وإن كان حمزة يصب جام غضبه على الوطن فهو يعني من امتلك مفاتيح الوطن وخرب الوطن واغتاله فتراه يقول بجملة صريحة :" يا ولد أنت تتحدث في موضوع أكبر منك ، ليس الوطن من يغتال ، الوطن لا يفعل ذلك .

    - وما الفرق يا صديقي ؟ بالتأكيد لا فرق . الذين يفعلونها هم من يمتلكون مفاتيح الوطن . ذاكرة الوطن... هم يغتالونه بطريقتهم دون أن تراق لهم قطرة خجل واحدة ". ص44
    فيرد عليه الأستاذ سيد وكأنه والده الكبير الذي دخل إلى خبايا صدر ابنه ليعرفه بنفسه :" الوطن يا صاح لا يحتاج لتهمة يلصقها بجلودنا كي يبرر فعلته. أظنك تعاني هزيمة ما أو خيبة كبيرة تلصقها على ظهر الوطن . ...."
    - ولمحة أخرى تنفلت من حمزة عن الواقع السيئ الذي قض مضجعه حين يحاور صديقه المرحوم ياسين فيقول بسخرية
    - " أطمئنك أبا مؤمن الأمور عندنا ما زالت كعهدك بها ليست بخير ... فالخير كله في قلبك أنت وقلب أم مؤمن زوجك.." ص 111
    فالكاتب أحسن اختراع الدواء لنفسه ، وتداوى بالإبداع واختراع الشخصيات التي تكمل ذاته من الداخل وتشبع حاجته، وفيما أرى أن جملته الاستفزازية التي وردت عن الرقة يبررها البناء النفسي للشخصية ، كما يبررها تخلصه الجيد بلسان البطل ذاته، رغم ذلك فهي تبقى جملة استفزازية لا أقل ولا أكثر.
    وقفة عند الوصف:
    هناك جمل وصفية مجانية وردت في تضاعيف الرواية مثل ( مازال يترقب ردّ فعلي كأصيص خزفي فاجأته الريح وهو على شرفة من فرح)
    " شيء ما كان يرفّ بصدري ، ليس خوفاً ولا وجعاً ، شيء يشبه الركض على أطراف النهر في صباح يوم ربيعي مشرق فيتناثر الرذاذ هنا وهنا شعرت بجسدي ينسل من رؤوس أناملي" ص 20
    - " فهسيس رمل حارق حاقد يصطلي تحت جلودهم ومواء قطط مريضة ينبعث تحت معاطفهم " ص 22
    - " هوذا شموخ الصفصاف وكبرياؤه لا تراه إلا تاجاً يسور جبين النهر " ص 26

    فهو وصف غير موظف وغير مترابط مع السياق.
    هذه الشعرية الوجدانية تكون أكثر ما تكون في منلوج داخلي أو مع حبيب أو صديق طال الحوار معه فمازج وجدان المتكلم ويفرضها سياق حواري وموقف حقيقي يستدعي الشعرية الموظفة، وقد وقر في أذهان البعض هذا الأمر نتيجة قراءة الروايات الأجنبية البكر ، فالرواية والمسرحية بداية كانتا تكتبان شعراً بل وحتى الملاحم والأساطير ، وحتى من كتب المسرحية شعراً مثل شكسبير عرف بتكلفه وصوره الشعرية المجانية، حتى تطورت الصورة لديه وغدت موقفاً ، فكانت الصورة الشعرية لدى شكبير تأتي حين يأتي الموقف وكانت أنضج منها في بداياته.
    التكلف في الشرح:

    - تمرّ بنا جمل زائدة فيها شرح زائد أضر بالحوار عموماً من مثل : " أوكيه مستر سيد ألا تحتاج " ريلكس" مناسب في يومك الأول ... لا بدّ من مجاراتك يا أستاذ الانجليزية الأوحد في حوث ..." ص 120
    - كم هو شعور متشائم أن أشعر أنّ الكاتب لا يقدّر المتلقي ، ولا يترك له مساحة التفاعل مع نصه وفهم تلميحاته ، لكنه قتل كل هذه التلميحات وأخذ كل مكان للمتلقي في الرواية ، في هذه الشروحات كقول في الحوار السابق " لا بدّ من مجاراتك يا أستاذ الانجليزية الأوحد في حوث.."

    - فقد ظنّ أنّ ترطينه بالإنجليزية لن يفهم من القارئ ، وحتى لو أنه لم يفهم لكنه لن يصل ثقيلاً كما وصل بالشرح الزائد.
    - ألا يدرك القارئ ولو بلاوعيه تلميحات الكاتب ، ومثل ذلك حين أخذ القوم بالحديث باللهجة البدوية ، فقتل الكاتب كل تلميحة قد يحاول القارئ فهمها بحشو زائد لا مكانة له في الحوار، ص 128
    - وكذلك حين يتعرف الأستاذ حمزة على الآنسة غزالة برفقة والدها الأب:

    "حمزة الشيباني ، صحفي حضرمي مقيم حالياً بصنعاء.
    - حمزة الحمداني تشكيلي سوري مقيم حالياً في صنعاء.
    - ضحكنا وضحكت غزالة فرحة بهذه المصادفة الجميلة بتطابق الاسم الأول وتقارب اللقب والنسب وطريقة التقديم المرحة " ص 143
    - فقتل المرح قتلاً بشرحه.

    - لكنه كان ناجحاً في صياغة جمل بسيطة جميلة الوقع لا تكلف فيها كقوله حين وصف الأستاذ سيد " لأول مرة أرى جبلاً ينحني ويتأمل " ص 27 فطابقت الحدث المرافق تماماً وكانت دقيقة الوصف.
    - وتأخذ الجمل انسيابية أكبر ورشاقة أجمل حين يتخلص الكاتب من الحوار ويبدأ السرد إن كان على لسانه أو على لسان شخوصه.

    - بناء الشخصيات :

    - وعن الحوار حول اللحاف بين حمزة وسيد ، كأني سمعت صوتاً واحداً في الحوار ولم أسمع صوتين مستقلين مختلفين ، إذ لا تمايز واضح في الأسلوب ومستوى التعبير والمستوى الفكري وما إلى ذلك، بل يأخذ نفس الشكل الفكري والجدل المتكرر ، وينتقل الحوار من البساطة التي يجب أن يكون عليها والانسيابية بين صديقين في غرفة واحدة إلى شكل من المحاضرات الفلسفية الذاتية المتكررة ، وكثيراً ما تكون مملة ، والتي ترهق الرواية وأنصح باختصارها في الطبعة القادمة لو كانت، كما أنصح بإعادة بناء كل شخصية بشكل مستقل، فينسحب حمزة للوراء في الحوار ويترك للبطل السوداني المساحة التي احتلها من مساحته.

    - هناك أجواء عبثية سريالية واضحة يرسم الكاتب فيها جمله وعبارته وأوهامه الجميلة كشقوق السقف التي أدمن النظر إليها والتي يعرف مكانها جيداً ، وحبه لألوان دون غيرها فأنسن اللون وأعطاه بعداً مختلفاً، وهذه الأجواء وفق ما أرى أكثر تعبيراً عن شخصية حمزة وأكثر صدقاً ، فهو الرجل المنسحب لداخله والذي يفقد آليات التعامل والتصرف في أجواء الاختلاط بل وفي لحظات قاسية مثل موت صديقه السوداني ، وهو الرجل الجواني الذي يسمى لوحته بالأرملة فكم كان تداول هذا الاسم فنياً معبراً .

    - يحاول الكاتب إخراج البطل الثاني حمزة بصفة مثالية دائماً فهو العارف في كل أمر وهو الذي يجيب على كل سؤال وهو المتذكر لكل معلومة هنا أو هناك حتى أنه يتذكر في أي عام مات سيف الدولة الحمداني... وهو المفكر والفنان والفيلسوف والمتعالم والمتظارف وهذا واضح التكلف عبر ما أسلفنا، كما إنه مخالف لطبيعة الإنسان فسرد جوانب الإنسان المختلفة المتناقضة أقرب للألفة والقرب من شخصية مثالية متكلفة لم أشعر شخصياً بالتعاطف معها.

    - حسن التخلص : تخلص الكاتب من مشكلة كبيرة ربما كان سيقع فيها ، وهي انتقاده للأستاذ الشيخ الذي يصلي بالناس فقد يتناهى للمتلقي أنه يقصد الشيخ الرمز، بكل الأحوال الشيخ ليس معصوماً ولا مبعداً عن الانتقاد، لكن طريقة الكاتب جميلة وقد أحسن فيها رسم الصورة كاملة و إيصال مفهومه غير منقوص ، فقد رسم لشخصية الشيخ عبدو شكلاً ظاهر الفساد، فهو سيء الخلق ،وضيع التصرف،غشاش وصولي حتى أنه كان يبيع الناس نوعاً من أنواع المخدرات التي تعطى بوصفات خاصة، لكنه في ذات الوقت ذكر الأستاذ محمد النبطي أستاذ الفقه فهو رجل مستقيم لا يدلس عل الناس بشكله أو بدينه ، وبذلك أحسن رسم مفهومه في الرواية وجب عن نفسه المغيبة.

    في النهاية حاولت أن أقف عند بعض الأمور التي تبدت لي ، وأخوض فيها بشكل موضوعي ، تبقى الرواية جميلة ويغفر لها أنها العمل الأول للكاتب أيمن ناصر الذي حاول أن يرسم أجواء الرواية بإحساس فنان تشكلي .
    -

    طارق شفيق حقي


    25/9/2009
    المصغرات المرفقة المصغرات المرفقة أيمن ناصر.jpg‏   اللحاف.jpg‏  
    التعديل الأخير تم بواسطة طارق شفيق حقي ; 06/10/2009 الساعة 08:48 PM
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 رد: دراسة لرواية تسعة أيام في حوث 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    الدولة
    سوريا - الرقة
    المشاركات
    62
    معدل تقييم المستوى
    15
    أوّلا –نشكر الأستاذ طارق شفيق حقي على دراسته القيمة لرواية اللحاف للروائي أيمن الناصر،وعلى هذا الجهد المبذول في هذه الدراسة حيث أنه لم يترك نقطة في الرواية إلا وتطرق لها دراسة وتمحيصا ، وعلى الملاحظات التي أبداها وأظهرها علّ الراوي يأخذها بعين الاعتبار في طبعته القادمة لهذه الرواية .


    لكن هنا يوجد بعض الملاحظات على هذه الدراسة منها :


    1 – العنوان : حيث أورده الناقد :تسعة أيام في حوث ، وهذا العنوان هو عنوان فرعي أما العنوان الرئيس لهذه الرواية فهو : اللحاف . وهذا لم يذكره الناقد إطلاقا .


    أما بالنسبة لعدد الأيام فقد تمر على الإنسان عدة أيام عادية لا يوجد فيها ما يثير فلا يذكرها وهذا ما حصل بالنسبة لراوي الرواية فلأيام كانت تسعة، وإن لم يذكر أحداثا في الأيام التي ذكرها الناقد لأنه لايوجد فيها ما يثير.


    2 – المكان : ذكر الناقد أن المكان هو ناحية حوث في ريف صنعاء , والحقيقة هناك الكثير من الأمكنة منها ناحية مريبط في ريف الرقة حيث أمضى حمزة الحمداني الراوي طفولته ، وفي السودان حيث عاش بطل الرواية سيد عثمان الغانم ،ولندن حيث درس بطل الرواية ، وصنعاء حيث توجد السفارة السورية التي كان يتردد عليها الراوي حمزة الحمداني .


    3 – الشخصيات : ذكر الناقد أهم الشخصيات حمزة الحمداني راوي الرواية ، وأكمل بعد الفاصلة مباشرة – مدرس مادة الإنكليزي .... حيث سيختلط الأمر على القارئ بأن حمزة هو مدرس مادة الإنكليزي .


    4 – أطلق الناقد وصف معلمين على شخصيات الرواية مع العلم أنهم يدرسون في معهد ،والأصح ( مدرسون) , كما ورد في دراسته حيث ذكر التالي :( صوّر الراوي مشهد العراك الذي نشأ بين المعلمين وكيف أن المعلم زياد مدرس التاريخ وهو من دير الزور....) ،وكلمة معلم تطلق على الكثير من أصحاب المهن ,معلم نجار ، معلم بيتون معلم حداد،... إلخ .


    5 – كرر الناقد الكلمة التالية كثيرا بهذا الشكل : الرواي ، والصواب : الراوي .


    6- ذكر الناقد بأن الأستاذ أحمد كان يتفرج دون حراك حين ضرب زياد الشيخ عبدو ثم يقول بهدوء : ماذا تركتم للأولاد يا زملاء ؟ . وفي الرواية ورد بأن الأستاذ احمد الحوثي عنفهم وأنبهم وقال من جملة ما قال : ماذا تركتم للأولاد يا زملاء ؟ .


    7 – وذكر الناقد العبارة التالية : هيا يا سيد ما جرى قد جرى يكفينا اليوم ما اقتلعنا من حشيش الروح ، فقد منحك الموت برد ( البحر ) . وكلمة ( البحر ) خطأ ، والصواب :( الحجر) كما ورد في الرواية .


    8 – في (وقفة عند الوصف ) : ذكر الناقد بأن هناك جملا وصفية مجانية مثل : (


    (مازال يترقب ردّ فعلي كأصيص خزفي فاجأته الريح وهو على شرفة من فرح) لماذا هي مجانية ؟ لقد أراد الراوي من خلال هذه الجملة التأكيد على مقدار خبرة البطل الكبيرة مقابل خبرته البسيطة في الحياة حيث جعلته يشعر وكأنه أصيص خزفي مقابل ريح عاتية .


    9 – لقد أحسن الناقد في نقده للتكلف في الشرح حيث أضر بالحوار ولاستخدام الكاتب لبعض المفردات الإنكليزية.


    10 – أجاد الناقد في ملاحظته لشرح الكاتب للمفردات العامية اليمنية وترك شرح مفردات العامية الأخرى .


    وأخيرا أتمنى للأستاذ طارق شفيق حقي التوفيق والاستمرار , وللروائي الأستاذ أيمن الناصر التوفيق والنجاح في الأعمال


    أيوب الحمد - الرقة 30 / 9/2009م


    التعديل الأخير تم بواسطة طارق شفيق حقي ; 30/09/2009 الساعة 10:19 PM
    رد مع اقتباس  
     

  3. #3 رد: دراسة لرواية تسعة أيام في حوث 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    أوّلا –نشكر الأستاذ طارق شفيق حقي على دراسته القيمة لرواية اللحاف للروائي أيمن الناصر،وعلى هذا الجهد المبذول في هذه الدراسة حيث أنه لم يترك نقطة في الرواية إلا وتطرق لها دراسة وتمحيصا ، وعلى الملاحظات التي أبداها وأظهرها علّ الراوي يأخذها بعين الاعتبار في طبعته القادمة لهذه الرواية .


    أرحب بك أخي الكريم الأستاذ أيوب محمد في موقع أسواق المربد
    وأشكر لك مرورك الكريم وقد اتضح من ردك أنك قرأت ملياً كل ماكتبت ، وعلى أمل أن يكون ما كتبت موضوعياً هدفه الأول الارتقاء بالعمل الأدبي.



    لكن هنا يوجد بعض الملاحظات على هذه الدراسة منها :


    1 – العنوان : حيث أورده الناقد :تسعة أيام في حوث ، وهذا العنوان هو عنوان فرعي أما العنوان الرئيس لهذه الرواية فهو : اللحاف . وهذا لم يذكره الناقد إطلاقا .


    أما بالنسبة لعدد الأيام فقد تمر على الإنسان عدة أيام عادية لا يوجد فيها ما يثير فلا يذكرها وهذا ما حصل بالنسبة لراوي الرواية فلأيام كانت تسعة، وإن لم يذكر أحداثا في الأيام التي ذكرها الناقد لأنه لايوجد فيها ما يثير.


    ربما أعجبني العنوان الثاني للرواية أو لنقل وصف عنوان الرواية ( تسعة أيام في حوث) وهنا أقول أن اسم الرواية تسعة أيام في حوث حقاً أجمل
    ثم إني أوردت اسم الرواية ( رواية اللحاف) في السطر الرابع لو عدت للموضوع.
    وبخصوص عدد الأيام كلامك صحيح تماما، لو لم يقسم الكاتب الفصول بعدد الأيام
    لتعرف تماماً ما رميت إليه : لو قرأت رواية ما والكاتب كتب الفصل الأول الفصل الثاني ثم الفصل السابع وقال لك إن الفصل الثالث وما تلاه لم يكن فيه جديد ، هل سنقبل ذلك

    وهنا كان مسمى اليوم أخذ مكانة الفصل ، واسم الفصل له دور تنسيقي لأجزاء الرواية
    لذا قلت عليه إما أن يغير وصف العنوان إلى سبعة أيام في حوث

    أو يقسم الرواية بحسب الفصول : الفصل الأول ... الثاني وهكذا


    2 – المكان : ذكر الناقد أن المكان هو ناحية حوث في ريف صنعاء , والحقيقة هناك الكثير من الأمكنة منها ناحية مريبط في ريف الرقة حيث أمضى حمزة الحمداني الراوي طفولته ، وفي السودان حيث عاش بطل الرواية سيد عثمان الغانم ،ولندن حيث درس بطل الرواية ، وصنعاء حيث توجد السفارة السورية التي كان يتردد عليها الراوي حمزة الحمداني .

    في الحقيقة المكان كان ناحية حوث
    وبقية الأمكنة وردت جراء سرد الذكريات
    ولم تكن الأحداث تيسر في صيرورة زمنية واحدة أو متعاقبة فالأزمنة متباعدة

    طيب وإذا أردنا تحديد الزمن على سنقول هي الأيام التسعة في حوث
    أم هي كل الأزمنة التي سردت كذلك في الذكريات

    لا شك أن هناك أمكنة وأزمنة متعددة

    لكن المكان الرئيس للرواية خو حوث كما هم الشخصيات الرئيسية التي ذكرنا وحتما الزمان كذلك.
    وتبقى الأمكنة مثل صنعاء وغيرها أماكن ثانوية.


    3 – الشخصيات : ذكر الناقد أهم الشخصيات حمزة الحمداني راوي الرواية ، وأكمل بعد الفاصلة مباشرة – مدرس مادة الإنكليزي .... حيث سيختلط الأمر على القارئ بأن حمزة هو مدرس مادة الإنكليزي .
    قد ذكرت قبيل اسم البطل حمزة الحمداني وقلت معلم الفنون... ثم فاصلة والفاصلة تفصل بين الجمل وهي كافية يا صديقي

    4 – أطلق الناقد وصف معلمين على شخصيات الرواية مع العلم أنهم يدرسون في معهد ،والأصح ( مدرسون) , كما ورد في دراسته حيث ذكر التالي :( صوّر الراوي مشهد العراك الذي نشأ بين المعلمين وكيف أن المعلم زياد مدرس التاريخ وهو من دير الزور....) ،وكلمة معلم تطلق على الكثير من أصحاب المهن ,معلم نجار ، معلم بيتون معلم حداد،... إلخ .


    بعلمي أن هناك رتبة تسمى معلم ومدرس في مجال التدريس ( مثلاً رتبة معلم الصف)
    بكل الأحوال ربما يقال من يعلم في المعهد مدرس
    لا أدري .


    5 – كرر الناقد الكلمة التالية كثيرا بهذا الشكل : الرواي ، والصواب : الراوي .
    سيتم تعديلها بإذن الله

    6- ذكر الناقد بأن الأستاذ أحمد كان يتفرج دون حراك حين ضرب زياد الشيخ عبدو ثم يقول بهدوء : ماذا تركتم للأولاد يا زملاء ؟ . وفي الرواية ورد بأن الأستاذ احمد الحوثي عنفهم وأنبهم وقال من جملة ما قال : ماذا تركتم للأولاد يا زملاء ؟ .


    بكل الأحوال هل تكون هذه الكلمات مقبولة من مدير معهد وقد سالت دماء أستاذ يدرس في معهده ..؟؟!!
    ثم يتابع الحوار بكل عادي مع الأستاذ حمزة
    بينما يسرع البعض لنقل الأستاذ المصاب للمستوصف.
    فيما أرى أن المشهد بحاجة لإعادة بناء بشكل أكثر موضوعية
    وهناك أكثر من مشهد بحاجة لذات الأمر لكني لم أتوسع وذكرت مثالاً على ذلك ومنهم مشهد موت البطل .


    7 – وذكر الناقد العبارة التالية : هيا يا سيد ما جرى قد جرى يكفينا اليوم ما اقتلعنا من حشيش الروح ، فقد منحك الموت برد ( البحر ) . وكلمة ( البحر ) خطأ ، والصواب :( الحجر) كما ورد في الرواية .


    تمام هي كما قلت ، تعدل بإذن الله


    8 – في (وقفة عند الوصف ) : ذكر الناقد بأن هناك جملا وصفية مجانية مثل : (


    (مازال يترقب ردّ فعلي كأصيص خزفي فاجأته الريح وهو على شرفة من فرح) لماذا هي مجانية ؟ لقد أراد الراوي من خلال هذه الجملة التأكيد على مقدار خبرة البطل الكبيرة مقابل خبرته البسيطة في الحياة حيث جعلته يشعر وكأنه أصيص خزفي مقابل ريح عاتية .


    أرى أن ننظر للجملة من زاوية أخرى
    نحن بالتأكيد مع هذا الشرح لكن
    وجدتها في سياق المقابلة الأولى كانت مجانية
    وهذه الجمل الشعرية كان أجمل في سياق سرد الأحداث وسرد الذكريات وكانت عفوية وأجمل.

    9 – لقد أحسن الناقد في نقده للتكلف في الشرح حيث أضر بالحوار ولاستخدام الكاتب لبعض المفردات الإنكليزية.

    لم أقصد الكلمات الأجنبية
    إنما قصدت شرحها وفق ما بينت

    أجاد الناقد في ملاحظته لشرح الكاتب للمفردات العامية اليمنية وترك شرح مفردات العامية الأخرى .[/


    وأخيرا أتمنى للأستاذ طارق شفيق حقي التوفيق والاستمرار , وللروائي الأستاذ أيمن الناصر التوفيق والنجاح في الأعمال


    أيوب الحمد - الرقة 30 / 9/2009م



    يا سيدي الكريم أرحب بك مرة اخرى وأشكر تفاعلك المثمر وكلنا يعمل لأجل خدمة الحرف والكلمة النبيلة الأصيلة

    تقبل تحياتي وأهلاً بك في المربد
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. دراسة لرواية تسعة أيام في حوث
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى قضايا أدبية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 27/09/2009, 03:34 PM
  2. النص الكامل لرواية «صيد العصاري» للروائي الكبير محمد جبريل
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى مكتبة المربد
    مشاركات: 20
    آخر مشاركة: 04/08/2008, 02:12 PM
  3. النص الكامل لرواية «شغل الليل والنهار» لثروت مكايد
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى مكتبة المربد
    مشاركات: 36
    آخر مشاركة: 28/02/2008, 05:08 AM
  4. هل عدد أسماء الله الحسنى تسعة وتسعون؟
    بواسطة أبو شامة المغربي في المنتدى إسلام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 26/04/2006, 05:58 PM
  5. نداء نداء بيت الله الاقصى ..هل نترك اعداءه يدنسونه ؟!
    بواسطة وائل في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 10/04/2005, 09:57 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

عرض سحابة الكلمة الدلالية

ضوابط المشاركة
  • تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •